موضوع تعبير عن الأخلاق
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ)
قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه * * * * فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ * * * * والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
تُعرّف الأخلاق بأنّها القيم التي يمتلكها الفرد، وتصنّف ما بين حميد وقبيح، والأخلاق الحميدة هي الريح الطيّب الذي يرافق صاحبه فيجذب الناس إليه، وهي ما تجعل منه شخصًا محبوبًا؛ فهي تحمله لترتقي به بين الناس بما حاز من حُلو الشمائل والصفات والأفعال، كما أنّها أساس صلاح أعمال الفرد،
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق) رواه الترمذي، وبصلاح الفرد يصلح المجتمع ويتماسك، فالأخلاق الحميدة تشمل العدل، والتسامح، والصدق، والأمانة، والاحترام، والشجاعة، والكرم، والتعاون، والحلم، وغير ذلك الكثير، فكيف لمجتمع تسوده هذه الأخلاق أن ينهار، وألّا يكون في قمّة الرُّقي والحضارة؟!
الأخلاق الخيّرة تشبه التربة التي نزرع فيها بذورنا فتنبت لنا أحلى الثمار، لذا تُعدّ التربية السليمة للأطفال، والحرص على ان نكون لهم قدوة حسنة أولى لبِنات بناء الفرد الصالح
أمّا إن سأل سائل عن طريق اكتساب الأخلاق الحميدة فيكون ذلك بالحرص على عدة أمور منها: مجالسة الأخيار الذين يتصفون بالأخلاق الحسنة، وقراءة سنةّ رسول الله وسِير الصالحين والاقتداء بهم، والدعاء لله تعالى بأن يهدينا إلى حسن الخلق كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى ملاحظة ما ينفر منه الناس من أخلاق سيئة في بعض الأفراد ومعاكستها.
لذا علينا أن نحرص على اتّباع ما دعانا إليه ديننا الإسلامي من حُسن الخلق، فكم من الآيات القرآنيّة والأحاديث التي تُظهر أهميّة ذلك ومدى تأثيره في الآخرين، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
، بالإضافة إلى ما قاله االرسول عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن أكْثرِ ما يُدخِلُ الناسَ الجَنَّةَ؟ فقال: (تَقوى اللهِ، وحُسنُ الخُلُقِ) (حديث حسن)، فما أعظم الأخلاق وما أسعد من التزم بها، إذ يكسب الفرد مرضاة الله نتيجة لذلك ، ومحبّة الناس وتقديرهم، وما أجملهما!
ارتقت الأخلاق والعلم فبلغا منزلاً عظيماً، وحظيا باهتمام كبير في الدول المتقدمة، فأقيمت الوزارات وسميت باسميهما فهذه وزارة التربية والتعليم التي قدمت مبادئ التربية على مبادئ العلم والتعليم، لذا ينبغي أن نجعل من الأخلاق مرآة لأعمالنا ومعارفنا؛ ليسير العقل والوجدان الذي ينسجم بفطرته مع الأخلاق سوياً، فينتشر الخير بالأخلاق ويندثر الجهل بالعلم، فيسود الرّقي المجتمعات، وتسير الأمم في ركب التقدّم على هدى ونور.