ما هو الطباق

الطباق

يُعرّف الطباق لغةً بأنّه هو جمع شيء فوق شيء، أي مُطابقته وجعله على شكل طبقات  ويُضيف الخليل بن أحمد الفراهيدي تعريفًا للطباق ويقول: “طابقت بين الشيئين إذ جمعت بينهما على حذو واحد وألزقتهما”، ويُقال تطابق الشيئين أي تساويا

والتطابق هو الاتّفاق، أمّا عن تعريف الطباق اصطلاحًا فهو الجمع بين الضّدين، أو المعنيين المُتقابلين في الجملة، وللطباق أسماء ومترادفات عديدة وهي؛ الطباق، والتطبيق، والتضاد، والمطابقة، والتكافؤ   

بينما يُعرف الطباق يضع الشك بينه وبين المقابلة وذلك لقُرب المفهوم والتّعريف بينهما، بيد أنّ اللُّغويّين ميّزوا ووضّحوا الفرق بين الطباق والمقابلة، ومنهم القزويني إذ يقول في كتابه الإيضاح إنّ الطباق هو: “هو الجمع بين المتضادّين، أي معنيين متقابلين في الجملة

أمّا المُقابلة فهي “أن يؤتى بمعنيين متوافقين، أو معانٍ متوافقة، ثم بما يقابلهما أو يقابلها على الترتيب”، إذًا فإنّ قاعدة الطباق في اللغة العربية لا تكون إلّا بين الأضداد، أمّا المُقابلة فهي تكون بين الأضداد وغير الأضداد، كما أنّ الطّباق لا يحدث إلا ضدّين فقط، أما المُقابلة فهي بين أكثر من اثنين.

مسميّات أخرى للطباق

يسمى الطباق بأسماء أخرى، وهي كالآتي:

المُطابقة.  التطبيق.  المُقاسمة.  التكافؤ.  التضاد.

أنواع الطباق

للطّباق عدة أنواع وهي كالآتي:

طباق الإيجاب

هو الطّباق الذي يَتساوى ويَتقابل طرفاه على وجه الضديّة، وهو ما يتّفق به الضدّان ولا يختلفان إيجابًا وسلبًا، ويكون طباق الإيجاب بصور مُختلفة ومنها أن يكون بين فعلين واسمين، وحرفين، أو مختلفيين، مثال ذلك : قال الله سبحانه وتعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا).

إنّ الطباق في الآية الكريمة السابقة هو طباق إيجاب، بين فعلين، وهُنا اتّفق الطّرفان على الضديّة، فكان الطباق الأوّل بين كلمتي أضحك وأبكى، والطباق الثاني بين كلمتي أمات وأحيا.

طباق السلب

هو الطّباق الذي اختلف فيه الضدّان إيجابًا وسلبًا، ويكون بين مَعنيين مُتضادّين، أحدهما مُثبت والآخر منفيّ، أو ربّما بين أمر ونهي، وكان القزويني أحد مَن أضاف السّلب إلى الطباق وحصره في الأفعال ، مثل قوله تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ*يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا) ، فالآية الكريمة تجمع بين فعل مُثبت ومنفي وهما: (يعلمون) و (لا يعلمون)، أما في الأمر والنهي فكما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)، فالآية الكريمة تجمع بين النهي (لا تخشوا) والأمر (اخشونِ).

الطباق المعنويّ

الطباق المعنوي هو الطباق الذي يُفهَم من خلال المعنى، ومثاله قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألباب)؛[٩] إذ إنّ القصاص هو الموت، ومُفردة “الحياة” عكس الموت، وهي بذلك طباق معنويّ يُفهم من سياق الجملة ويجمع بين الشيء وضده في المعنى وليس اللفظ.

الطباق المجازيّ

هو ما كان طرفاه لفظين مُتضادين، ولكنّهما غير حقيقيين بل مجازيين، وأن يؤتى بألفاظ لا تدلّ على معناها الحقيقي وإنّما استُخدمت مجازًا، مثل قول الله تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ)،  فالطِباق هنا بين كلمة (ميتاً) والمقصود بها: ضلال الإنسان وليس الموت الحقيقي فالموت هنا مجازي، وكلمة: (أَحييناه) المقصود بها هديناه إلى الطريق الحق والإيمان وليست الحياة بمعناها الحقيقي.

الطباق الحقيقي

هو من أبسط أنواع الطباق، إذ إنه طباق يُفهم من خلال المعنى، وهذا الطباق هو ما كانت المُقابلة فيه بين الشيء وضدّه في المعنى وليس في اللفظ، ، هي:

  • الطِّباق بين اسميْن: مثل قولنا: عند الفلاح ثماني بقرات سِمان وأخرى عِجاف، فهنا كلمتا (سِمان-عِجاف) متقابلتين في المعنى، وهما اسمان.
  • الطِّباق بين فعليْن: مثل قولنا: إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يُحيي ويُميت، فالفعلان (يحيي-يميت) هما فعلان متضادان في المعنى.
  • الطِّباق بين مختلفيْن: مثل قوله تعالى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،[١٢] فهنا المختلفان هما: الحق (وهو اسم)، وبَطَلَ (وهو فعل)، فجاء الطباق بين اسم وفعل مختلفين.

إيهام المُطابقة

هو الطّباق الذي جُمع فيه بين معنيين غير مُتقابلين، وإنما عُبّر عنهما بلفظين يتقابَل معناهما في الحقيقية، ولذلك سُمّي بالإيهام، ومن الأمثلة على ذلك

ضَحِكَ الصُّبْحُ فَأَبْكَى مُقْلَتِي             حِينَ وَلَّى نَافِرًا عَنْ مَضْجَعِي

فالضحك هنا ليس مضادًا للبكاء، فمعناه يشير إلى كثرة ضوء الصباح لكنّه من ناحية اللفظ يوهِم بالمطابقة.

تعريف الطباق وأو
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=19150

اقرأ في الموقع