تجد في هذه المقالة:
مراحل تطور الفلسفة الإسلامية
الفلسفة الإسلامية هي كلمة تحتاج منا الكثير من التفكير والتمعن، حيث ظهرت العديد من المصطلحات التي تخص الفلسفة الإسلامية والتي شهدت العديد من مراحل التطور
العوامل التي ساهمت في ظهور الفلسفة الإسلامية
• هناك العديد من العوامل التي ساهمت في ظهور الفلسفة الإسلامية ومن ضمنها ما يلي:
• إطلاع الفلاسفة على الفلسفة اليونانية.
• القيام بأخذ ما يتلائم منها مع الشريعة الإسلامية، و ترك ما هو غير متلائم معها
مراحل تطور الفلسفة الإسلامية
أربع مراحل هي المراحل المهمة في تطور الفلسفة الإسلامية
المرحلة الأولى : مرحلة النشوء
الفلسفة في بداية الأمر لم تدخل إلى الحضارة الإسلامي، ولكنها دخلت في العصر الأولى للدولة العباسية، حيث كانت في بداية الأمر مثل التيار الفكري، ويرجع ظهور الفلسفة الإسلامية إلى كتب فلاسفة اليونان، كما أن الخليفة المأمون كان يقوم بمراسلة ملوك الروم يطلب منهم المخطوطات والكتب التي تخص الفلسفة، وبذلك يكون الملك المأمون أطلع على الفلسفة لدى الروم، وفي ذلك الوقت اشتهرت مدينة القسطنطينة بأنها مدينة الحكمة، حيث قام المسلمون بترجمة العديد من كتب الفلسفة؛ ومن ثم قاموا بنقلها.
في البداية عرف بعلم الكلام حيث استند عليه العديد بشكل أساسي في النصوص الشرعية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما أسند إليه العديد من الفلاسفة الحجج العقلية من عقيدة الإيمان من خلال الأدلة العقلية، واعتبره طريقة للرد على المنحرفين.
وصل علم الفلسفة إلى قمة تطوره في القرن التاسع، وذلك من بعد أن توسع المسلمون، واطلعوا على الفلسفة اليونانية القديمة، حيث قاموا بترجمة العديد من كتب الفلسفة، ولكن اختلف العديد من المسلمين من حيث الموافقة والمعارضة، حيث ظن البعض أنها طريق للفساد والضلال، وهذا كان موقف العديد من الفقهاء المتعصبين، وهناك من وقف في موقف المحايدة لا يرفض ولا يقبل، حيث كانوا يعتمدون على النقد والتمحيص والتمعن في الأمور المكتوبة، فيكون موقفهم القبول للبعض والرفض إلى البعض الآخر.
المرحلة الثانية : مرحلة النضج
استمرت الفلسفة الإسلامية في التطور والازدهار وكان ذلك الأمر ملحوظاً بشكل كبير خاصة في مرحلة دراسة المسائل التي يمكننا التحري منها وإثباتها، حيث إن الفلاسفة المسلمين كانوا يعتمدون على الأدلة العقلية التي تربط بين مرحلتين هامين وهما: التعرف على الله سبحانه وتعالى وإثبات الخالق.
هذه المرحلة نالت من الدارسين أهمية كبيرة وكان من أهم الدارسين بها ابن راشد، حيث إنه تمسك بتحكيم العقل والتفكير الحر بالاستناد على التجارب والمشاهدة.
وظهر في تلك المرحلة العديد من الفلاسفة، ومن ضمنهم كاندي والذي أُطلق عليه اسم المعلم الأول ومن ثم جاء بعده الفارابي وهو من تولى فكرة أرسطو وقام بتأسيس مدرسة فكرية تتلمذ بها العديد من العلماء الذين نالوا شهرة كبيرة وهم: التوحيدي والأميري والسجستاني.
ومن الجدير بالذكر أن رائد الفلاسفة هو الإمام الغزالي حيث أقام صلح بين العلوم الإسلامية والمنطق، وقام بتفسير الأساليب اليونانية في المنطق والتي ساعدته في أن يكون من الأطراف المحايدة كما ساعدته أن يكون بعيداً عن التصورات الميتافيزيقية اليونانية.
كان الغزالي من أبرز علماء الفلسفة الإسلامية وقام بالتوسع في تفسير الفلسفة واستخدامها في علم أصول الفقه، ولكن لم يسلم الغزالي من الهجوم حيث قام العديد بالهجوم على أفكاره الفلسفية عن الفلاسفة المسلمين المتشائمين.
المرحلة الثالثة : مرحلة الخمول
على الرغم من التطور الشديد الذي واجهته الفلسفة الإسلامية، ولكن ظهر اتجاه قوي يريد إلا يخوض في المسائل الدينية وطبيعة الخالق والمخلوق، ويرون أنه يجب أن يتم الاكتفاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا التيار أُطلق عليه أهل الحديث وهذا التيار كان ينضم به العديد من الفقهاء المسلمين، ومن أكثر ما يميز هذا التيار أنهم كانوا يشككون في الأساليب الحجاجية الكلامية والمنطق الفلسفي.
أهم الفلاسفة في الإسلام
هناك العديد من الفلاسفة الذين ظهرت أسمائهم في المراحل المتقدمة من الفلسفة الإسلامية، ومن أبرز أسماء الفلاسفة ما يلي:
يعقوب بن إسحاق الكندي
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي ولد في الكوفة في عام 805 م، ويعتبر من مؤسسي علم الفلسفة في الإسلام
وأطلق عليه اسم المعلم الأول؛ قام بوضع أول سلم للموسيقي العربية، حفظ القرآن الكريم ودرس السنة النبوية الشريفة، ومن ثم انتقل إلى مدينة البصرة حتى يتمكن من دراسة علم الكلام، ثم توجه إلى بغداد حيث كانت مركز للعلوم في ذلك الوقت، وكانت لديه الفرصة في زيارة مكتبة الحكمة التي قام أنشائها هارون الرشيد وأشتهرت في عصر المأمون،قام كندي بوضع منهج في العلم يعمل على التوفيق بين العلوم الدنيوية والعلوم الدينية، توفي كندي في عام 873 م.
ابن راشد
ولد ابن راشد في الأندلس في عام 1126 م، وهو فقيه وطبيب وفلكي وفيزيائي، قام ابن راشد باتباع نهج الفيلسوف أرسطو حيث كان له تأثير كبير على أوروبا في القرون الوسطى، ساهم ابن راشد في العديد من المجالات مثل الطب والقانون والفيزياء والجغرافيا والفلسفة، وأعتبر أن الدين والفلسفة من الأدوات التي تساهم في البحث عن المعرفة، توفي ابن راشد في عام 1198 م.
الفارابي:
أبو نصر الفارابي ولد في عام 874 م في فاراب في قزخستان، وهو فيلسوف كبير ابدع في علوم الحكمة والرياضيات، حيث كان يتبع نهج الفلاسفة القدماء، وهو من ساهم في التعرف على مفهوم الفراغ في الفيزياء، ذهب إلى بغداد وهو في عمر الأربعين عام ومن ثم انتقل إلى سوريا ومصر واستقر في حلب حيث أقام عند سيف الدولة الحمداني، ومن ثم انتقل إلى دمشق وظل بها حتى توفاه الله في عام 950 م، يوجد له العديد من المصنفات وأشتهر باسم المعلم الثاني.
أشهر كتب الفلاسفة الإسلاميين
هناك العديد من الكتب التي اشتهرت في العصور الإسلامية، ومن أبرزها ما يلي:
مقدمة ابن خلدون:
تأليف ابن خلدون في عام 1377 م، وكان مثل مقدمة لمؤلفاته الضخمة وهو كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ولكن في ذلك الوقت اعتمد أن المقدمة عبارة عن كتاب منفصل عن باقي الكتب، لأنها تحتوي على جميع ميادين المعرفة في التاريخ والشريعة، والاقتصاد، والجغرافيا، والعمران، والاقتصاد، والسياسة، والطب، والاجتماع.
آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها:
من تأليف الفارابي وهو الفيلسوف الذي لُقب باسم المعلم الثاني، يضم هذا الكتاب حوالي سبعة وثلاثين فصلاً، واشتمل على خمسة موضوعات هامة وهي: العالم بما يحتوي من موجودات، الأخلاق ومبادئها الأساسية، حاجة الإنسان إلى الاجتماع، الذات الإلهية ممثلةً في الموجود الأول، جمادات وكائنات حية وأجرام سماوية، والنفس الإنسانية.
تلخيص كتاب القياس لأرسطو:
هو جزء من ثمانية أجزاء تم إصدارهم، وهو من تلخيص ابن راشد لكتب أرسطو في المنطق.