الاعجاز العلمي في السنة النبوية
تتعلّق السّنّة النّبويّة الشّريفة بكلّ ما ورد عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام من أقوال وأفعال وتوجيهات نبويّة للمسلمين
والسّنّة هي التّراث النّبوي الّريف الذي يرجع إليه المسلمون ويسترشدون به في دينهم ودنياهم، وإنّ هذه السّنة النّبويّة الشّريفة أصلها من الوحي الآلهي الذي كان يتنزّل على رسول الله عليه الصّلاة والسّلام عن طريق جبريل عليه السّلام قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيّ يوحى)، كما بين النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث أنّه أوتي القرآن ومثله معه،
كما كان للقرآن الكريم جوانب إعجاز علمي كان للسّنة النّبويّة وجوه إعجاز كذلك.
أمثلة الإعجاز العلمي في السنة النبوية
1- حديث الذبابة
حديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن الذّبابة التي تقع في الإناء حيث قال إذا وقعت الذّباب في إناء أحدكم فليغمسه ثمّ ينزعها، فإنّ في إحدى جناحيها داء وفي الآخر دواء، ولقد جاء الطّب الحديث ليؤكّد على معني هذا الحديث وإعجازه العلمي حين اكتشف أحد الأطباء الأستراليّين أنّ على جسد الذّبابة وجناحها توجد فعلاً مضادات حيويّة و لا تحرّر هذه المضادات ويستفيد منها الإنسان بغمسها بالماء.
2- السمنة والبدانة
تحذير النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مرض السّمنة والبدانة حيث قال: ” ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه”، كما وضع عليه الصّلاة والسّلام منهجاً واضحاً في التّغذية السّليمة حينما قال: “بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعلاً، فثلث لشرابه، وثلث لطعامه، وثلث لنَفَسه”.
وضع أسس الحجر الصّحي الذي تأخذ به أعرق الدّول في عصرنا الحاضر، فقد ورد عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام قوله عن الطّاعون إذا سمعتم به في أرضٍ فلا تدخلوا عليها، وإذا كان بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها.
3- السواك وفوائده للثّة والأسنان
فقد أثبت الطّب الحديث احتواء السّواك على مضادات طبيعيّة ضد البكتيريا المسببة للتسوّس، وقد أكد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على استخدامه بقوله: ” ولولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسّواك عند كلّ صلاة”.
تأكيده عليه الصّلاة والسّلام على سنّة الفطرة وهي الختان حيث يقوم النّاس بقطع هذا الجلدة الزّائدة من قضيب المولود، وفي هذا إعجاز علمي حيث يؤكّد الأطباء على أهميّة الختان في الوقاية من الأمراض الجنسيّة وأهمها الإيدز ويحمي من السّرطانات.
حديث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عن نطفتي الرّجل والمرأة بقوله: ” إذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرّجل نزع الولد إلى أمه”، حيث أثبت الطّب الحديث حقيقة هذا الأمر علميّاً.
4- ماء زمزم لما شُرب له
لماء زمزم مكانة وفضائل كثيرة عند المسلمين، منها: أنه أولى الثمرات التي أعطاها الله لخليله النبي إبراهيم عندما رفع يديه وقال: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )
روى أحمد والحاكم والدارقطني عن ابن عباسعن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( ماء زمزم لما شرب له )
تم عمل أحد الأبحاث لمقارنة التركيب الكيميائي بين ماء زمزم وبين مصدر مياه آخر صالح للشرب، فوجد أن هنالك تبايناً ملحوظاً في خصائصهما الكيميائية المختلفة، إضافة إلى درجة الحموضة (pH) التي ظهرت بنتيجة 8، بينما كانت في المياه العادية بنتيجة 7,2 حسب باحثين في جامعة الملك سعود.
5- النوم على الجانب الأيمن
روى الشيخان عن البراء بن عازبٍ، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمتُ نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متَّ متَّ على الفطرة، فاجعلهن آخر ما تقول”.
يذكر الدكتور صالح أحمد رضا أن هذا الحديث من الإعجاز العلمي في السنة النبوية، حيث يذكر أن الطب الحديث أثبت أن الكبد أكبر من المعدة، وهي تقع في الطرف الأيمن، فعندما ننام على الطرف الأيمن تستريح المعدة فوق الكبد، وأما العكس فتتأثر المعدة من ثقل الكبد، وبخاصة في أول النوم؛ لأن النوم على الجانب الأيسر يضرُّ بالقلب، ويعيق التنفس.