تجد في هذه المقالة:
ما هو المفعول لأجله ؟
تعريف المفعول لأجله
المفعول لأجله : ويُسَمَّى أيضًا المفعول من أجله أو المفعول له في النحو العربي هو واحد من المفاعيل، وهو اسم نكرة منصوب مصدر ، يأتي بعد الفعل في جملة فعلية ليبيِّن عِلَّتَهُ وسبب حدوثه، ولا بد أن يشارك الفعل في الزمان وفي الفاعل نفسه.
فيُقال على سبيل المثال: «قُمتُ إِجلَالًا لِأُستَاذِي»، فالمصدر المنصوب «إِجلَالًا» الغاية والغرض منه هو بيان سبب «القِيَام»، أي سبب حدوث الفعل،
أمثلة عن المفعول لأجله
– اجتهدت في دراستي رغبةً في التفوق .
– تصدقت على الفقير أملا في الثواب .
– تجاوزتُ عن هفوة صديقي إيقاءً على مودته .
شروط المفعول لأجله
1 – أن يكون مصدرا قلبيا ( أحاسيس نفسية داخلية كالحب والبغض ، والخوف …) لا مشتقا ولا جامدا . مثال : ماتَ حرصا على ماله .
2 – أن يكون الفعل والمصدر في زمن واحد ، وفاعلهما واحد . مثال : أمسكتُهُ خوفا من فراره : فالإمساك والخوف حدثا في وقت واحد .
3 – أن يكون المصدر سببا لحصول الفعل .مثال : صفق الجمهور ابتهاجا للخطيب .
4 – يجوز تقديم المفعول لأجله على فعله . مثال : رغبةً في العلم أتيتُ .
شروط نصب الاسم على أنَّه مفعول لأجله
– يُشترط أن يكون الاسم مصدرًا. فإن لم يكن الاسم مصدرًا لم يصح نصبه على أنَّه مفعول لأجله، فلا يقال: «قَبِلتُ العَمَلَ مَالًا» (من أجل المال)، وذلك لأنَّ «مَالًا» ليس مصدر
– يُشترط أن يكون المصدر قَلبِيًّا. فإن لم يكن مصدرًا قلبيًا لم يصح نصبه على أنَّه مفعول لأجله، فلا يقال: «جَلَستُ تَعلِيمًا» (من أجلِ التعليم)، وذلك لأنَّ «التَعلِيم» ليس مصدرًا قلبيًا
– يُشتَرط أن يكون المصدر لغرض التعليل. فإذا ذُكِرَ المصدر في الجملة لغرضٍ غير التَعلِيل، لا يُسَمَّى مفعولًا لأجله، . فإذا قيل: «أَكرَهُ النِّفَاقَ كُرهًا شَدِيدًا» فإنَّ المصدر المنصوب «كُرهًا» ليس مفعول لأجله، لأنَّه لم يُذكَر في الجملة لغرض التعليل.
– أن يكون مشاركًا للفعل في الوقت، ومشاركًا له في الفاعل. فإذا خالف الاسمُ الفعلَ في الزمن لا يكون مفعولًا لأجله، فلا يقال: «تَأَهَّبتُ سَفَرًا»، لأنَّ التأهُّب يحدث قبل السَّفرَ، ونتيجة للفارق الزَّمني بين الاسم والفعل لم يصح نصبه على المفعولية.
– يُشترط أن يكون المصدر مُخالفًا الفعلَ في اللفظ. فلا يصحُّ نصب المصدر المشتق من فعل على أنَّه مفعول لأجله في جملة فعلية فعلها هو ذاته الفعل الذي اُشتُقَّ منه. فلا يقال: «سَجَدتُ سُجُودًا لِلَّهِ»، بمعنى سَجدتُ من أجل السجود لله، بذِكرِ المصدر «سُجُودًا» لغرض التَّعليل، وهذا الأسلوب لا يصحُّ ولا يُنصب الاسم على أنَّه مفعول لأجله،
—
صور المفعول لأجله
1 – اسمًا مُنَكَّرًا مُجَرَّدًا من «أل» التعريف والإضافة، مثل: «اِجتَهَدتُ تَلبِيةً لِأَوَامِرَ رَئِيسِي» يَكثُر مجيئه منصوبًا ونادرًا ما تدخل عليه حروف الجر
2 – يكون اسمًا مقترناً ب«أل» التعريف، مثل: «نَصَحتُ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ»، فيكثُر دخول حرف الجرِّ عليه ونادرًا ما يجيء منصوبًا
3- يكون اسمًا مُعَرَّفًا بالإضافة، مثل: «غَلَّفتُ الكُتُبَ خِشيَةَ تَمَزُقِهَا»
أمثلة على المفعول لأجله مع الإعراب
– استبسل الأبطال دفاعا عن وطنهم .
استبسل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
الأبطال : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
دفاعا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
عن : حرف جر .
وطنهم : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره ، وهو مضاف ، هم : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
–
– زيد مسرعٌ خوفا من الكلب .
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
مسرع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
خوفا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
من : حرف جر .
الكلب : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره .
–
– قمتُ إجلالا لأستاذي .
قمت : فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
لأستاذي : اللام حرف جر ، وأستاذ اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
المفعول لأجله في القرآن الكريم
قال تعالى :
– ‘ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ‘ [1]سورة البقرة 19 .
– ‘ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ‘ [2]سورة الإسراء 31 .
أمثلة على المفعول لأجله من الشعر
قال ابن زيدون :
بنتم وبنّا فما ابتلت جوانحنا * شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
لسنا نسميكِ إجلالا وتكرمة * وقدرك المعتلي عن ذاك يغنينا [3]الشاعر ابن زيدون
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا * أن تبتدي بالأذى من ليس يؤذينا [4]صفي الدين الحلي
قصة قصيرة عن المفعول لأجله
هممت أن أفرغ بندقيتي وأعلقها في كتفي ، وأن أجدّ في السير مخافة أن يدركني الظلام في الجبال ؛ إذ بثعلب يطفر من بين الأشواك عند عطفة في الطريق ؛ فأرديته في الحال ، لا طمعا بجلده ، فجلود الثعالب كما تعلم ، لا تنفع لشيء في هذا الفصل من السنة ، ولكنني أرديته تشفيا من الطبيعة التي عاندتني كل ذلك النهار ، وتشفيا من نفسي ، وتأكيدا لثقتي بعيني وبيدي ، وهربا من ذلك الحلم المزعج ، الذي استولى على فكري .
عدت إلى حيث وقع الثعلب ، وإذا بثلاثة جراء صغار تطفر من بين الأشواك ، وتتغلغل ما بين الصخور القريبة ؛ فأدركت في الحال أنني قتلت أما لثلاثة بنين ، بل قتلت أما وبنيها الثلاثة ، فقد كانوا قاصرين عن تحصيل رزقهم من دونها ، وأحسست كأن حرابا تطعنني في قلبي ، وعصيا تنهال بالضرب على رأسي .