حقائق قد لا تعرفها عن قناة السويس

تعتبر قناة السويس ممر اصطناعي تصل قناة السويس بين البحرين الأحمر والمتوسط وتوفر طريقاً قصيراً لحركة السفن بين أوروبا والمحيط الهندي.  

حقائق قد لا تعرفها عن قناة السويس

1. فكر (نابليون بونابرت) في حفر قناة تصل بشكل مباشر بين البحرين المتوسط والأحمر

بعد احتلاله القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت مصر عام 1798، أرسل فريقاً من الماسحين لبحث جدوى شق قناة مائية عبر برزخ السويس لربط البحرين المتوسط والأحمر.

ولكن بعد 4 رحلات منفصلة، بان لفريق الماسحين أن البحر الأحمر يعلو المتوسط بحوالي 30 قدماً، وكانت نتائجهم هذه خاطئة وغير صحيحة.

بناء على ما وجدوه، فقد حذروا من فيضانات كارثية ستصيب دلتا النيل إن تم شق هذه القناة. وقد تسببت هذه المعلومات الخاطئة التي أتى بها هؤلاء في جعل نابليون يحجم عن فكرته هذه فعلاً.

 لكن في عام 1847 أكد فريق من الباحثين أنه لا يوجد فرق كبير بين البحرين وأنه لا ضير في شق قناة تصل بينهما.

 2- الحكومة البريطانية تعارض مساعي شق قناة السويس

 جاء مخطط شق قناة السويس بشكل رسمي عام 1854، عندما بدأ الدبلوماسي الفرنسي والمهندس (فرديناند دي لسبس) التفاوض مع نائب الملك المصري آنذاك لتأسيس شركة قناة السويس. ونظراً ﻷن فكرة القناة لاقت دعم الإمبراطور الفرنسي (نابليون الثالث)، فقد اعتبر العديد من رجالات الدولة البريطانية أن فكرة هذه القناة جاءت بهدف تقويض هيمنة بريطانيا على عمليات الشحن حول العالم.

وصف السفير البريطاني في فرنسا دعم فكرة شق القناة بـ ”العمل الانتحاري“، وعندما شرع المهندس (لسبس) في بيع أسهمٍ من شركة القناة،

عنونت الصحف البريطانية واصفة المشروع بـ ”محاولة لسلب البسطاء“، ووجد (لسبس) نفسه في حرب كلامية تناقلتها وسائل الإعلام كان الطرف الثاني فيها رئيس الوزراء البريطاني لورد (بالمرستون

وظلت الحكومة البريطانيا تنتقد شق القناة حتى بعد الشروع بأعمال الحفر.  

3. اعتُمد في شق القناة على التقنيات الحديثة والفلاحين الذين عملوا بالسخرة

تطلب شق القناة عمالة ضخمة، وقد وفرت الحكومة المصرية معظم تلك العمالة عن طريق تسخير الفقراء بأجور رمزية. وبدءاً من أواخر عام 1861، استخدم عشرات الآلاف من الفلاحين المجارف والمعاول لحفر الأجزاء الأولى من القناة يدوياً! كان التقدم في شق القناة حينها بطيئاً ومؤلماً على هؤلاء.

وفي عام 1863 واجه المشروع عقبة تمثلت بمنع الحاكم المصري، بشكل مفاجئ، استخدام السخرة في أعمال القناة.

ولمواجهة النقص الحاد في العمالة، غيرت شركة قناة السويس و(لسبس) من استراتجيتهما، واعتُمد على جرافات تعمل بالبخار والفحم، والتي صُممت خصيصاً من أجل أشغال قناة السويس.

ساعدت التكنولوجيا الحديثة التي تم استخدامها في إتمام أعمال الحفر في إعطاء المشروع الدفعة التي يحتاجها، وواصلت الشركة في إحراز تقدم ملحوظ في العامين الأخيرين من أعمال الحفر. وتم التعامل مع ثلاثة أرباع الـ 75 مليون متراً مكعباً من الرمال التي استُخرجت من عمليات الحفر، عن طريق الآليات الثقيلة.

4. كانت فكرة إنشاء تمثال الحرية في الأساس من أجل قناة السويس

 مع اقتراب أعمال حفر قناة السويس من الانتهاء، حاول النحات الفرنسي (فريديريك أوغست بارتولدي) اقناع (لسبس) والحكومة المصرية بالسماح له ببناء تمثال اسمه ”مصر تجلب النور إلى آسيا“ ووضعه عند مدخل القناة في البحر المتوسط.

وفكرة التمثال مستوحاة من تمثال العملاق رودوس، فقد تخيل (بارتولدي) تمثالاً بارتفاع 90 متراً لامرأة ترتدي زياً ريفياً وتحمل شعلة ضخمة، والذي من شأنه أيضاً أن يكون منارة لإرشاد السفن التي ستقصد القناة.

لم يتحقق المشروع أبداً. لكن لم يتخلى (بارتولدي) عن فكرة تمثاله هذا. وفعلاً في عام 1886، تم الكشف عن نسخة مكتملة من تمثاله بالقرب من ميناء نيويورك والذي حمل اسم ”الحرية تنير العالم“، والذي عرف لاحقا بـ ”تمثال الحرية“.

5. كان لقناة السويس دورٌ بارز في الحرب الباردة

مركبات مصرية مدمرة عام 1956 خلال العدوان الثلاثي على مصر.

 في عام 1956، كانت السويس مسرحاً لحرب قصيرة شنتها القوات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية على مصر. وتعود جذور الصراع للاحتلال العسكري البريطانية لمنطقة قناة السويس، والذي استمر حتى بعد حصول مصر على استقلالها عام 1922.

 وأثار هذا النفوذ الاستعماري حفيظة العديد من المصريين، وتفاقمت التوترات هناك حتى تم أخيراً، في تموز من عام 1956، تأميم القناة من قبل الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر.

وخلال ما يعرف بـ ”العدوان الثلاثي“ مصرياً وعربياً و”حرب السويس“ غربياً، شنت قوات بريطانية وفرنسية وإسرائيلية مشتركة عدواناً على مصر في آب من نفس العام. نجح القائمون على العدوان في التقدم نحو القناة، لكنهم ما لبثوا وانسحبوا من نقاط تقدمهم، بعد إدانة الولايات المتحدة لهذا العدوان، وتهديد الاتحاد السوفييتي بشن هجمات نووية.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني عن استقالته عقب تلك الأزمة، وتركت القناة تحت سيطرة القوات المصرية.

6. امتدت أكبر أزمة سفن عالقة في قناة السويس لمدة 8 سنوات

خلال العدوان الثلاثي على مصر، علقت مجموعة سفن تجارية في القناة ريثما تنتهي الحرب.

عند اندلاع حرب ”الأيام الستة“ والتي تعرف أيضا بـ ”نكسة حزيران“ عام 1967 بين مصر وإسرائيل، قامت الحكومة المصرية بإغلاق مدخلي القناة بالألغام وحطام السفن.

في ذلك الوقت، كانت هناك 14 سفينة شحن تعبر القناة، رست بعدها في أوسع جزءٍ من القناة يعرف بالبحيرات المرة الكبرى، وبقيت السفن عالقة بعد ذلك في القناة لثماني سنوات، وأُطلِق عليها لقب ”الأسطول الأصفر“ بسبب الرمال التي غطت أسطح السفن.

وفي عام 1975 سمح للسفن بمغادرة القناة بعد أن باتت اثنتان منها فقط صالحة للأبحار بالاعتماد على محركاتها.

7. في عام 2015 خضعت القناة لإصلاح شامل

كان عرض القناة الضيق وعمقها الضحل يحول دون استيعاب القناة لحركة الملاحة بالاتجاهين للسفن الصهريجية العملاقة.

في عام 2014 أعلنت هيئة قناة السويس عن خطة طموحة لتعميق مجرى القناة وإنشاء مسار جديد بطول 35 كيلومتر تقريبًا، يتفرع عن المسار القديم، وتم الانتهاء من أعمال تفريعة قناة السويس في عام 2015.

ومع ذلك لم تكن هذه التحسينات التي طرأت على مجرى القناة والتفريعة الجديدة كافية للحيلولة دون أن تسد السفينة العملاقة (إيفر غيفن)، وهي سفينة حاويات بطول مبنى (إمباير ستيت) تقريباً انحرفت في آذار عام 2021 أثناء عبورها القناة قادمة من الصين. تسببت أزمة السويس الجديدة في تعطيل 100 سفينة على الأقل على جانبي هذا الممر الحيوي، مكلفةً الاقتصاد العالمي أضراراً هائلة.

 حقائق قد لا تعرفها عن قناة السويس
  • views
  • تم النشر في:

    مدن ودول

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=6530

اقرأ في الموقع