تجد في هذه المقالة:
الفرق بين الإسراف والتبذير
مفهوم الإسراف والتبذير
الإسراف
الإسراف في اللغة يأتي من الفعل الثلاثي سَرَفَ، وهو دلالة على زيادة الحدّ في أيّ فعل يفعله الإنسان
في الاصطلاح فالإسراف هو أن يتجاوز الإنسان الحدود المعتدلة في أفعاله وأقواله أو في أمواله أو حتّى فيما يرغب به ويحبّه،
التبذير
التبذير في اللغة فهو من الفعل الثلاثي بَذّرّ، وهو دلالة على تفريق الشيء ونثره
في الاصطلاح فهو إنفاق الأموال على غير وجه حقّ، وكذلك إخراج الكلام بعد القدرة على كتمانه
الفرق بين الإسراف والتبذير
في الحديث عن الفرق بين الإسراف والتبذير فإنّ المشهور هو أنّ لهما المعنى نفسه، مشمول به الأفعال والأقوال وغير ذلك، وقد ورد في لسان العرب أن السرف هو الجهل وأنّ السرف هو الإيغال، كما يٌقال عن المرء أنّه مسرف إذا تجاوز الحدود أو إذا ارتكبَ خطأً أو إذا جهل
وقيل أيضًا أنّ الإسراف في المال هو أن ينفقه الإنسان لغير الحاجة أو في معصية أو في غير طاعة ربّه، وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}، وجاء في الحديث عن التفسير أيضًا أنّه إنفاق المال في المعصية أو إنفاق المال كلّه فلا يبقى للمرء ما يقتات عليه أو يقيت به عياله،
وهناك من العلماء من فرّق الإسراف عن التبذير فقالوا :
– التبذير أنّه جهل بمواقع الحقوق، أمّا الإسراف أنّه جهلٌ بمقدار الحقوق،
– الإسراف هو صرف الشيء فيما يتوجب الصرف به ولكن مع زيادة ، أمّا التبذير فهو صرف الشيء فيما لا يجب الصرف به
– الإسراف هو تجاوز الحدود في الأموال أو في أمور أخرى كالقتل أو الكلام، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، فقد ورد في قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلُوا، و اشربُوا، و تصدقُوا، والْبَسُوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ”، والله أعلم.
حكم الإسراف والتبذير
جاء عن الشيخ ابن باز أنَّ الإسراف والتبذير لا يجوزان شرعًا بنصّ الآية القرآنية من سورة الأعراف: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}،
تحدثت الآية الكريمة عن الإسراف في الطعام والشراب وهو ما يكون فوق الحاجة، فواجب المسلم ألا يكون مسرفًا في طعامه أو شرابه أو أن يُبذّر في صرف المال في غير وجهه الحقّ، فيقوم بصنع الطعام بقدر حاجته وفي حال بقي منه شيئًا أن يتصدق به على المحتاجين والفقراء ويحرص على عدم ضياعه
أمّا التبذير الذي يعني صرف الأموال والأوقات في المعاصي والآثام فلا شكّ في أنّه محرّم شرعًا، وقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعدم إضاعة المال، ووصى المؤمن بأن يحفظه ويصونه و يصرفه في حاجته وفي وجوه الخير.