تجد في هذه المقالة:
تعريف بأدوات الاستفهام
تعريف الاستفهام
إنّ مُفردة الاستفهام لغةً مشتقّة من كلمة الفَهْم، والتي تعني معرفة الشيء والعلم به في القلب، فمثلًا نقول فهمتُ هذا الأمر أي عرفتُ معناه وما يؤول إليه، فنقول فهمتُ فَهْمًا، وأفهَمتُ الشخص الحديث وفهَّمتُهُ له؛ أي شرحته له لأجعله يعرف معناه، واستَفْهَمْتُهُ الموضوع أي طلبتُ منه أن يشرحه لي
فيكون مثل الاستفهام الذي يعرَّف اصطلاحاً على أنّه سؤال الشخص المتكلِّم من الذي يخاطبه أن يشرح أو يوضح له شيئًا لم يكن يعرفه ويجيبه عنه.
أسلوب الاستفهام
هو أسلوبٌ لغويٌّ يُقصدُ منه الاستفسارُ والتساؤلُ عن أمورٍ، وأشخاص، وأشياء مبهمة، يُتَطلّب الإجابة عنها
وينقسمُ إلى قسمين: الاستفهام المثبت، وهو الذي يخلو من أحرف النفي، نحوَ: هل ذهبتَ إلى المدرسة، أمّا الاستفهامُ المنفيّ فهو ما كان منفيّاً، نحوَ: أليسَ العلمُ نافعاً.
أدوات الاستفهام
تنقسم أدوات الاستفهام إلى:
حروفُ الاستفهام، وهي:
حروف الاستفهام
إنّ للاستفهام حروفًا معينة لكلّ منها استخدامات محددة تؤدي غرضًا مختلفًا، وهي ثلاث نذكرها كما يلي:
الهمزة
- تستخدم الهمزة للاستفهام عن المفرد، وبشكلٍ عام تكون الإجابة عنها بتحديد أحد الشيئين، ويجب أن تأتي بعدها (أم) العاطفة كما في السؤال: (أمحمدٌ فاز أم خالد؟)
- كما تستخدم الهمزة لطلب التصديق، والاستفهام عن حقيقة معينة، حيث تكون الإجابة عنها حينها بنعم أو لا كما في السؤال: (أقرأت كتاب البلاغة؟)
- ولها الصدارة في الجملة لهذا تتقدم على حروف الجر، وحروف العطف، وعلى إنّ، والمفعول به، لذا فهي تأتي في بداية الجمل سواء أكانت الجملة اسمية أم فعلية.
هل
- ورد حرف الاستفهام “هل” حوالي ثمانين مرة في القرآن الكريم، وهو يأتي بشكلٍ عام مع الجملة الفعلية مثل: (هل قرأتْ سلمى القصة؟)، أو يدخل على الجملة الاسمية إذا لم يكن خبرها جملة فعلية مثل: (هل السؤال صعبٌ؟)
- كما يستخدم لطلب التصديق فقط، ويكون جوابه حينها بنعم فقط، وإذا دخلتْ هل على الفعل المضارع يتم صرفها للمستقبل فيصبح السؤال عن المستقبل لا الوقت الحاضر مثل: (هل تدرس؟) بمعنى هل ستدرس؟
- كما أنّ هل لا تدخل على الفاء أو الواو العاطفة بل تأتي بعدهما فتكون مثل: (وهل كنتَ مع رامي؟) فمن الخاطئ أن نقول (هل وكنتَ مع رامي؟).
أم
- إنّ لهذا الحرف من حروف الاستفهام عدة أوجه، فقد تدخل (أم) على المُفرد مثل: (أمحمد عندك أم علي؟)، وقد تدخل (أم) على الجملة مثل: (أقام محمد أم قام علي؟)، وهي قد تأتي موازنةً أيضًا لاستخدام أداة الاستفهام “أي” مثل قولنا: (وفاء عندكِ أم سارة؟)، فهي هنا أدت الغرض نفسه الذي تؤديه “أي” حين نقول: (أيّهما عندكِ وفاء أو سارة؟)، فالجواب هنا على “أم” يجب أن يكون بتحديد المسؤول عن الفعل
- وكذلك الحال في الجواب عن “أي”، فلا يكون الجواب مثلًا هنا ب(نعم) أو (لا)، كما أنّ استخدام “أم” أيضًا قد يأتي لنفس الغرض الذي يُستخدم به حرف الاستفهام “الهمزة” فمثلًا نقول: (أم تريدون دراسة المادة كاملة؟) وهي هنا استُخدمت بنفس معنى الهمزة حين نحوّلها إلى: (أتريدون دراسة المادة كاملة؟)
- كما أنّ حرف الاستفهام “أم” قد يأتي منفصلًا بداية الجملة أو بين جملتين، أو قد يأتي متصلًا مثل اتصالها ب(من الاستفهامية) في قوله تعالى: (أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ).
أسماء الاستفهام
يُطلب من أسماء الاستفهام التعيين والتحديد في جوابها، وهي تستخدم مع الجملة سواء أكانت اسمية أم فعلية، وللتعرف على أسماء الاستفهام إليكم ما يلي:
– من: اسم استفهام يَستخدم للعاقل، وهو مبنيّ على السكون، مثل: من كسر الزجاج؟ وقد يقترن ب “ذا”، مثل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرضُ اللهَ قرضاً حسناً)
– ما: اسم استفهام يُستخدم لغيرِ العاقل، وهو مبنيٌّ على السكون، مثل: ما الأمرُ الذي اختلفتْم فيه؟ وقد يقترنُ بِ “ذا” الموصولة، كقوله تعالى: (ماذا قال ربُّكم)
– أيّان: اسمُ استفهام يستخدمُ للزمنِ المستقبل، مبنيٌّ على الفتح، كقوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيّانَ مرساها)
– أين: اسمُ استفهام يدل على المكان، مثل: أين تسافرون هذا الصيف؟
– كيف: اسم استفهام يُستخدم لتعيين الحال، كقولنا: كيف حالك؟
– كم: اسم استفهام يدلُّ على العدد، كقولنا: كم درهماً معك؟
أنًى: اسم استفهام يفيد الزمان، والمكان بحسب السياق، كقوله تعالى: (فأنّى يبصرون) ويمكن أن تأتيَ للحال، كقوله تعالى: (قالت أنّى يكون لي غلام)
– أيّ: اسمُ استفهامٍ يُستخدم لتعيينِ التمييز، كقولنا: أيَّ نوعٍ من الفاكهة أكلت؟
معاني الاستفهام المجازية
معاني الاستفهام المجازية هي:
- الاستفهام الإنكاري: هنا يكونُ السائل عالماً بالجواب، ولكن السؤال يأتي من باب الإنكارِ والاستغراب، قال تعالى: (أغيرَ اللهِ أتّخذُ وليّاً)
- الاستفهام التوبيخيّ: يُراد منه التوبيخ، كقوله تعالى: (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)
- الاستفهام التقريريّ: ويستخدمُ لحملِ المخاطبِ على الاعتراف بأمر ما، كقولنا: أأنتَ كسرتَ الزجاج؟
- الاستفهام التهكميّ: كقوله تعالى: (أصلاتك تأمرك أن نتركَ ما يعبد آباؤنا)
- الاستفهامُ التنبيهيّ: يستخدم للتنبيه والإرشاد.
- الاستفهام التحقيري: قال تعالى: (أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون) ، المرادُ هنا تحقيرُ الآلهة.
- الاستفهام التعجبيّ: المراد منه التعجب من شيء ما.
- الاستفهام التفخيمي: يراد منه التفخيم، والتعظيم لأمر ما.
- الاستفهام الإخباريّ: يستخدم للإخبار عن أمر ما.
- الاستفهام التجاهلي: يُستخدم للتجاهل.
- الاستفهام الترغيبيّ: يُراد منه الترغيب لفعلِ شيءٍ ما.
إعراب أدوات الاستفهام
من الممكن أن نوجز إعراب أسماء الاستفهام باختصار وبحسب ما تستخدم به للاستفهام عنه كالآتي:
- إذا جاءت للإجابة عن مبتدأ ـــــــــــــ تُعرب في محل رفع مبتدأ
- إذا جاءت للإجابة عن خبر ـــــــــــــ تُعرب في محل رفع خبر
- إذا جاءت للإجابة عن المفعول به ـــــــــــــ تُعرب في محل نصب المفعول به
- إذا جاءت للإجابة عن الفاعل ـــــــــــــ تُعرب في محل رفع الفاعل
- إذا جاءت للإجابة عن المفعول المُطلَق ـــــــــــــ تُعرب في محل نصب المفعول المُطلَق
- إذا جاءت للإجابة عن مفعول به ثانٍ ـــــــــــــ تُعرب في محل نصب مفعول به ثانٍ
- إذا جاءت للإجابة عن ظرف ـــــــــــــ تُعرب في محل نصب الظرف