كيف تكون عملية طفل الانابيب
حمل أطفال الأنابيب
تُعتبر تقنية أطفال الأنابيب أكثر تقنيات المساعدة الإنجابية شيوعاً وفعالية من حيث مساعدة النساء على الحمل حتى الآن، إذ يُلجأ إلى هذه التقنية في العديد من الحالات التي تفشل فيها طرق المساعدة على الحمل الأخرى.
وبحسب إحصائيات عام 2016 ساهمت تقنية أطفال الأنابيب بولادة 6.5 مليون طفل في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تبلغ نسبة الأطفال الذين تتم ولادتهم سنوياً بالاستعانة بهذه التقنية وما يُشابهها من تقنيات حوالي 1.6% من إجمالي المواليد في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً..
كيفية إجراء عملية طفل الأنابيب
تتم عمليَّة طفل الأنبوب على عدَّة خطوات متتابعة ومتناسقة تبدأ بتحفيز الإباضة لدى المرأة، ثم استخراج البويضات من المرأة والحيوانات المنويَّة من الرجل، ثم يتم تلقيح البويضات بالحيوانات المنويَّة وإعادة غرسها في الرحم
الجدير بالذكر أنَّ هذه العمليَّة قد تحتاج للتكرار عدَّة مرَّات للنجاح في بعض الحالات، وتحتاج كلُّ عمليَّة منها إلى مدَّة تتراوح بين 2-3 أسابيع.
1- تحفيز التبويض
تبدأ عمليَّة طفل الأنبوب والتحضير لها منذ اليوم الأوَّل لدورة الحيض لدى المرأة الراغبة بإجراء العمليَّة، ويتم تحديد هذا اليوم بدقَّة بمساعدة الطبيب المعالج، إذ يتم في هذا اليوم البدء باستخدام الدواء الموصوف من قِبل الطبيب لتحفيز عمليَّة الإباضة لتسهيل استخراج البويضات من المبيض
إذ يتم إنتاج بويضة واحدة بشكلٍ طبيعي في كلِّ دورة حيض من أحد المبيضين، أما في هذه الحالة فيساهم الدواء الموصوف لمدَّة تتراوح عادةً بين 8 إلى 14 يوماً في تشجيع المبايض على إنتاج المزيد من البويضات
ويختلف نوع الدواء الموصوف ومدَّة العلاج بناءً على حالة المرأة الصحيَّة، وبعض العوامل الأخرى مثل الخطَّة العلاجيَّة المتَّبعة، وغالباً ما تتوفَّر هذه الأدوية على شكل حُقن يتم استخدامها من قِبل المرأة أو بمساعدة أحد الأشخاص المقرَّبين أو أحد مقدِّمي الرعاية الصحيَّة، وتتم متابعة عمليَّة الإباضة لدى المرأة بشكلٍ مستمرٍّ خلال هذه المدَّة من خلال تحليل الدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتيَّة وتجدر الإشارة إلى إمكانيَّة وصف الطبيب لعدَّة أدوية مختلفة خلال هذه المرحلة، ومنها ما يأتي:
– أدوية لتحفيز المبايض وعمليَّة الإباضة.
– أدوية لمنع الإباضة المبكِّرة.
– أدوية لتحفيز نموِّ البويضات.
– أدوية لتحضير بطانة الرحم وتهيئتها لاستقبال البويضة الملقَّحة.
2- استخراج البويضات
بعد استخدام الحقنة المحفِّزة لإنتاج البويضات بما يقارب 36 ساعة، وقبل أن يتم إفراز البويضات من المبيض يتم إجراء عمليَّة لاستخراج هذه البويضات من المبايض، إذ تُدخل إبرة خاصَّة موجَّهة بالموجات فوق الصوتيَّة عبر المهبل وصولاً إلى المبايض لاستخراج البويضات في ما يُعرَف بتخطيط الصدى
كما يتم تتبُّع السائل الجريبي للكشف عن أماكن تواجد البويضات الناضجة في المبايض، ثم تُستخرج هذه البويضات، ويجب ألا تشعر المرأة بأيِّ ألم أو إزعاج أثناء العمليَّة، وذلك بسبب إجرائها تحت التخدير الذي يتم عن طريق الوريد بمتابعة طبيب التخدير
ومن الجدير بالذكر أنَّ الحيوانات المنويَّة للرجل يتم جمعها في نفس اليوم الذي تُستخرج البويضات فيه.
3- الإخصاب في المختبر وزراعة الأجنة
بعد الحصول على البويضات والحيوانات المنويَّة للزوجين تُجمع الحيوانات المنويَّة والبويضات في طبق خاصٍّ للزراعة وتترك لمدَّة يوم كامل لتتم عمليَّة الإخصاب، وتُستخدم في هذه العمليَّة الحيوانات المنويَّة السليمة والمفصولة عن السائل المنوي فقط،
كما تتم عمليَّة التخصيب ضمن بيئة مشابهة تماماً للبيئة الطبيعيَّة للبويضات في قناة فالوب، وفي حال كان عدد الحيونات المنويَّة للرجل قليلاً فقد يتم اتباع طريقة حقن الحيوانات المنويَّة بالبويضة إذ يتم حقن الحيوان المنوي بالبويضة بشكلٍ مباشر.
4- نقل الأجنة
بعد تخصيب البويضات تبدأ مراقبتها وسلامة نموِّها داخل المختبر، وفي اليوم الخامس بعد التخصيب يتم اختيار البويضات السليمة لزراعتها في الرحم، أما بالنسبة لعدد البويضات الملقَّحة التي تُزرع فيعتمد على عدد من العوامل المختلفة مثل عُمر البويضات وتطوُّرها وسلامتها
كما يحاول الطبيب في العادة رفع فرصة الحمل قدر الإمكان من خلال زيادة عدد الأجنَّة المزروعة في الرحم، مع مراعاة الحدِّ من فرصة الحمل بعدَّة أجنَّة في حمل واحد
ولزراعة الأجنَّة داخل الرحم يتم استخدام قسطرة صغيرة مخصَّصة لإيصال الأجنَّة، مع مراقبة العمليَّة وتوجيهها بالموجات فوق الصوتيَّة، وبعد انتهاء هذه العمليَّة بما يقارب 10 أيام يتم إجراء تحليل للدم للكشف عن حدوث الحمل من عدمه.
تقنيات حديثة لأطفال الأنابيب
تم تطوير عدد من التقنيَّات الحديثة لزيادة فرصة نجاح عمليَّة طفل الأنبوب خلال السنوات الأخيرة السابقة، ومن هذه التقنيَّات:
1- التفقيس المساعد
قد يتم اتباع تقنيَّة التفقيس المساعد في المختبر باستخدام أشعَّة ليزريَّة في حالة عدم قدرة الأجنَّة على اختراق الطبقة المحيطة بالبويضة الملقَّحة والمعروفة بالمنطقة الشفافة خاصَّة لإحداث ثقب في جدار البويضة لتسهيل خروج الجنين منها وانغراسه في الرحم.
2- حقن الحيوانات المنوية بالبويضة
قد يتم اتباع طريقة حقن الحيوانات المنويَّة بالبويضة في حال كان عدد الحيوانات المنويَّة للرجل قليلاً، أو في حال ضعف الحيوانات المنويَّة وعدم قدرتها على الالتصاق على جدار البويضة، أو ضعف حركة الحيوانات المنويَّة.
3- تشخيص وراثي سابق للانغراس
قد يتم إجراء ما يُعرَف بالتشخيص الوراثي السابق ، للفصل بين الأجنَّة السليمة جينيّاً والأجنَّة التي قد تمتلك بعض الاضطرابات والمشكلات الوراثيَّة، كما يمكن في هذه الحالة اختيار جنس الجنين من خلال التحليل الوراثي الذي يتم إجراؤه للأجنَّة قبل الانغراس
4- نقل الجاميتات عبر أنبوب فالوب
يتم في تقنيَّة نقل الجاميتات عبر أنبوب فالوب الجمع بين الحيوانات المنويَّة والبويضات المستخرجة داخل قناة فالوب من خلال إجراء عمليَّة تنظير، ويتم إجراء هذه العمليَّة تحت التخدير العام.
5- نقل البويضة الملقحة إلى قناة فالوب
قد يتم اتباع طريقة نقل البويضة الملقَّحة إلى قناة فالوب (وهي عبارة عن تقنيَّة تجمع بين نقل الجاميتات عبر أنبوب فالوب وعمليَّة طفل الأنبوب، إذ يتم حقن البويضات الملقَّحة داخل قناة فالوب عوضاً عن حقنها في الرحم.
ماذا يحدث في حال فشل التبويض؟
قد لا تستجيب المبايض في بعض الحالات للأدوية المستخدمة، وبالتالي لا تنمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات فيها، وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب إلى زيادة جرعة الأدوية المستخدمة، أو إعادة الدورة العلاجيَّة مرَّة أخرى في حال عدم الاستجابة أيضاً.