الكناية في البلاغة وأنواعها
تعريف الكناية
هي تعبير لا يقصد منه المعنى الحقيقي ، و إنما يقصد به معنى ملازم للمعنى الحقيقي
تعريف آخر : تعبير استعمل في غير معناه الأصلي (الخيالي) الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي
مثال للتوضيح
يقول (أبي نظيف اليد) من الواضح أن المعنى الحقيقي هنا ليس مقصودا وهو معنى غسل اليد و نظافتها من الأقذار ، وإنما يقصد المعنى الخيالي الملازم لذكر هذه العبارة الذي يتولد ويظهر في ذهننا من: (العفة أو الأمانة، أو النزاهة أو الترفع أو نقاء الضمير..)
أنواع الكناية :
- كناية عن صفة :
وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن صفة لازمة لمعناه (كالكرم – العزة – القوة – الكثرة …)
مثال : قال تعالى (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَة إلَى عُنُقكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُل الْبَسْط)
وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَة إلَى عُنُقكَ كناية عن صفة البخل
وَلا تَبْسُطْهَا كُل الْبَسْط كناية عن صفة التبذير
- كناية عن موصوف :
وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (العرب – اللغة – السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف
مثال :(فَاصْبرْ لحُكْم رَبكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحب الْحُوت ) كناية عن سيدنا
- كناية عن نسبة :
وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة – البلاغة – الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
مثال : قال الشاعر : أبو نواس في مدح والي مصر :
فما جازه جود ولا حل دونه . . . . ولكن يسير الجود حيث يسير
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح .
كيف نفرق بين الكناية والاستعارة؟
الفرق أن في الكناية لا توجد قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، فحين أقول : (عتريس يده طويلة) فيجوز إرادة المعنى الحقيقي وهو طول اليد ، كما يجوز إرادة المعنى الخيالي الذي يختفي خلف المعنى الحقيقي و هو أنه لص
بينما في الاستعارة هناك قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، فحين أقول: رأيت أسدا يحكي بطولاته ، فـ( أسد ) هنا استعارة، والقرينة (يحكي) وهذه القرينة مانعة لإرادة المعنى الحقيقي ، فلا يوجد أسد يحكي أو يتكلم
