ما هي نون الوقاية ؟

تعريف نون الوقاية أو نون العماد

هي النون التي تسبق ياء المتكلم في الأفعال لتقي الفعل من الكسر الذي يحصل في الأسماء وتدخل وجوبا على حرفي الجر من وعن لمنع التقاء ساكنين وجوازا على الأحرف المشبهة بالفعل وهي تأتي في الماضي والمضارع والأمر مثل حفظني يحفظني حفظوني يحفظوني يحفظونني احفظني. كما يلاحظ أنها تقي ضمير نون النسوة من الكسر مثل في كلمة (احْفَظْنَنِي).

سبب تسميتها

و سميت بذلك أيضا لأنها تقي الفعل اللبس في ” أكرمْني ” في الأمر ، فلولا النون لالتبست ياء المتكلم بياء المخاطبة ، وأمر المذكر بأمر المؤنث .

تعرب نون الوقاية بلا محل لها من الاعراب لأنها لا ترفع ولاتنصب ولاتجر. وعادة ما تتصل بحرف الجر الدال على المتكلم مثل (منّي) و (عنّي).

 احتَرَمَني = احترَمَ + نون الوقاية + ياء المتكلم

إنّني = إنّ + نون الوقاية + ياء المتكلم

امثلة على نون الوقاية

– رافقنِي أخي في سفري .

– تعجبنِي ألعاب الذكاء .

– أسعدنِي تواجدك .

– اللهم ارزقنِي من فضلك وجودك وعظيم كرمك .

حكم نون الوقاية مع الأفعال

حكمها مع الفعل الماضي

تتصل نون الوقاية بالفعل الماضي حال اتصال الفعل بياء المتكلم والتي تكون في محل نصب مفعول به سواء كان متصرفا أو جامدا .

أمثلة على الفعل الماضي المتصرف : ضربني – أمرتني –.

أمثلة على الفعل الماضي الجامد : ليس – عسى – ما خلا– حاشا .

الفعل الجامد

نون الوقاية  مع ليس : تدخل على الفعل الجامد ليس ، وذلك إذا أسند إلى ياء المتكلم ، وفي مذهب آخر ، عدّ بعض النحاة حذف هذه النون مع ليس ضرورة شعرية ومنهم ابن مالك في ألفيته :

وقبلَ يا النفس مع الفعل التزم *  نون وقاية و ليسي قد نظم

ومعنى البيت : أن نونَ الوقاية تلزم قبل ياء المتكلم مع جميع الأفعال ، إلا فعلا واحدا تحذف فيه لضرورة الشعر ، وهو ” ليس ” .

نون الوقاية  مع عسى : تدخل عليها نون الوقاية إذا أسندت إلى ياء المتكلم كثيرا ، حيث تقول عساني ،

نون الوقاية  مع فعل التعجب  : ” ما أفعلَ ” ؛ لأنها عندهم فعل فتقول : ” ما أفقرني إلى عفو الله – ما أحسنني … ” ، بينما يجيز الكوفيون حذف نونِ الوقاية في هذا الفعل ، لأنهم يقولون باسمية أفعل التعجب حيث يقولون : ما أفقَرِي – ما أحسنِي ” .

ويؤيد الباحثون رأي البصريين ؛ لأن ” ما أفعلَ ” فعل ماض ، والفعل الماضي يجب دخول نون الوقاية عليه .

حكمها  مع الفعل المضارع

يجب دخول نون الوقاية على الفعل المضارع إذا أسند إلى ياء المتكلم ، بشرط ألا تسبقها نون أخرى متصلة بالفعل ، نحو : يكرمني – يجعلني – يدهشني .

أما إذا كان المضارع من الأفعال الخمسة واتصلت به ياء المتكلم ، ففي هذه الحالة يكون فيه ثلاثة أوجه :

الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به ضمائر : ألف الاثنين – واو الجماعة – ياء المخاطبة . وعلامة رفعه ثبوت النون ، و ينصب ويجزم بحذفها .

1 – الفك

وهو بقاء النونين على الأصل ( نون الفعل ونونُ الوقاية ) ، فينطق بهما معا ، كقوله تعالى على لسان موسى – عليه الصلاة والسلام – : ” لم تؤذونَنِي ” . فالنون الأولى المفتوحة نون الفعل المضارع المرفوع بثبوتها لأنه من الأفعال الخمسة ، والنون الثانية المكسورة نونُ الوقاية .

2 – الإدغام

وهو إسكان النون الأولى – نون الرفع – وإدغامها في الثانية ، فتصبح نونا مشددة ، كقوله تعالى ” وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ” .

3 – الحذف تخفيفا

وهو أن تحذف النون الأولى تخفيفا للنطق ، فيكون إعراب الفعل مرفوعا بالنون المحذوفة تخفيفا ، نحو : أنتما تشاركانِي ، وأنتم تشاركونِي ، وأنتِ تشاركينِي .

– إذا أسند الفعل المضارع إلى نون النسوة مثل ( يضربن ) و اتصل بياء المتكلم ففي هذه الحالة تثبت نون الوقاية فتقول يضربنني .

نون الوقاية مع فعل الأمر

تدخل نون الوقاية على فعل الأمر المتصرف  إذا أسند إلى ياء المتكلم ، مثل : أكرِمنِي .

أما إذا كان فعل الأمر جامدا فيجب دخول نون الوقاية عليه دون شرط أو قيد ، كقول الشاعر :

قلتُ أجِرني أبا خالد  *  وإلا فهبني امرءا هالكا

أحكام نون الوقاية في الأسماء

اسم الفعل القياسي

وهو اسم الفعل الأمر الذي على وزن فَعالِ ، والذي يبنى من الفعل الثلاثي التام المتصرف ، وهو بمعنى فعل الأمر ، مثل : ضراب – قتال ، أي اضرِب واقتُل .

فعند دخول نون الوقاية على اسم الفعل القياسي ، نحو : دَراكَني – تَراكَني ، بمعنى أدرِكني – اترُكني .

اسم الفعل السماعي

هناك أسماء أفعال سماعية لا تدخلها نون الوقاية مثل : هيهات وشتان وأفّ ، وبعضها الآخر تدخلها النون ولا تحذف إلا للضرورة ، مثل : قَدْنِي بمعنى حسبي ، قَطْنِي بمعنى يكفيني ، بَجَلْني بمعنى يكفيني .

امتلأ الحوض وقال : قَطْنِي *  مهلا رويدا قد ملأتِ بطني

اسم الفاعل

يرى بعض النحاة أن نون الوقاية تدخل على اسم الفاعل إذا أضيف إلى ياء المتكلم قليلا ، بل وعده معظم النحاة أنه شاذ واضطرار ، كقول الشاعر :

فهل فتى من بني ذبيان يحملني  *  وليس حامِلَنِي إلا ابن حمّال

اسم التفضيل

عدّ النحاة دخول نون الوقاية على اسم التفضيل إذا أضيف إلى ياء المتكلم شاذا ، مع أنه ورد في حديث ” غيرُ الدّجال أخوفنِي عليكم ” [1] رواه مسلم .

ظرفا الزمان والمكان

يرى ابن مالك أن الأكثر ، والأفصح دخول نون الوقاية على لدن وإثباتها ، وحذفها قليل حيث قوله :

وفي لَدُنِّي لَدُنِي قلّ وفي  *  قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي

نون الوقاية في الحروف الناسخة

إن وأخواتها ، أو الحروف الناسخة ، أو الحروف المشبهة بالفعل ، التي تنصب المبتدأ ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها .

ليت : تدخل نونُ الوقاية على ليت وجوبا عند اتصالها بياء المتكلم ، ولا تحذف إلا ضرورة ، فتقول : يا ليتني ويا ليتي .

لعل : يجوز دخول نونُ الوقاية على لعل في الشعر ، وذلك تشبيها لها بليت ، أما في الكلام فتركها هو الأجود .

فقلتُ أعيراني القدوم لعلّني  *  أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد

ولي نفس أقول لها إذا ما  *  تنازعني : لعلي أو عساني

إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ : مجيء نون الوقاية في هذه الأحرف جائز ، وتركها أيضا جائز ، وهي تزيد التوكيد مثل : إنّي – إنّني – أنّي – أنّني – كأنّي – كأنّني – لكنّي – لكنّني .

نون الوقاية و حروف الجر

يرى النحاة أنه تلزم نون الوقاية حرفي الجر من وعن  ؛ وذلك محافظة على سكون النون ، فقد زادوا النون ليسلم ما قبلها على سكونه ، وأنّ حذفها لا يكون إلا في الضرورة .

نون الوقاية في اﻟﻘـرآن الكريم

قال تعالى :

– ” إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ” [2]سورة الأعراف 150 .

– ” ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ” [3]سورة يوسف 37 .

– ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ” [4]سورة غافر 60 .

– ”  لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ” [5]سورة المائدة 28 .

– ” قَدْ بَلَغْتَ مِن لَدُنِّي عُذْرًا ” [6]سورة الكهف 76 .

إعراب نون الوقاية

قال تعالى :

– ” إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ”

استضعفوني : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل

النون للوقاية والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

– زُرْنِي يا خالد .

زرني : فعل أمر مبني على السكون

النون للوقاية .

الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

– ” قَدْ بَلَغْتَ مِن لَدُنِّي عُذْرًا ” ( الكهف 76 ) .

لدني : لدن : اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر بمن والنون للوقاية . والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة .

نون الوقاية في ألفية ابن مالك

وقَبْلَ يَا النَّفْسِ معَ الفعلِ الْتزِمْ  *  نونَ وِقايَةٍ وليسي قدْ نُظِمْ

وليتني فشا ولَيْتِي ندرا  *  ومع لعلَّ اعكس وكُنْ مُخَيَّرَا

في الباقيات واضطرارًا خَفَّفَا  *  مِنِّي وعَنِّي بعضُ من قدْ سَلَفَا

وفي لَدُنِّي لَدُنِي قَلَّ وفي  *  قَدْنِي وقَطْنِي الحذْفُ أيضًا قدْ يَفِي

المصادر والمراجع والتعريفات

المصادر والمراجع والتعريفات
1 رواه مسلم
2 سورة الأعراف 150
3 سورة يوسف 37
4 سورة غافر 60
5 سورة المائدة 28
6 سورة الكهف 76
نون الوقاية في العربية – بحث شامل
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=3291

اقرأ في الموقع