نون الوقاية في اللغة العربية

تعريف نون الوقاية

نون الوقاية ( وتسمى أيضا نون العماد ) ، هي نون مكسورة تزاد قبل ياء المتكلم في ﻓﻌل أو حرف أو اسم فعل ، و سُمِّيت بهذا الاسم لأنها تتحمل الكسرة المناسبة للياء ، فتقي الفعل من كسر آخره الذي ينشأ عن لحاق ياء المتكلم به ، وتقي أيضا من التقاء الساكنين .

وتعرب نونا للوقاية فحسب ، لأنها لا محل لها من الإعراب ، أما دخولها ففيه تفصيل بين وجوب وجواز .

امثلة على نون الوقاية

– رافقنِي أخي في سفري .

– أسعدنِي حضورك .

– اللهم ارزقنِي من فضلك وجودك وعظيم كرمك .

– يسرنِّي نجاحك في الامتحان .

أحكام نون الوقاية مع الأفعال

أولاً :- حكم نون الوقاية مع الفعل الماضي

تتصل نون الوقاية بالفعل الماضي حال اتصال الفعل بياء المتكلم والتي تكون في محل نصب مفعول به سواء كان متصرفا أو جامدا .

– الفعل الماضي المتصرف : ضربني – أمرتني – جعلني – أجلسني – أتعبني .

– الفعل الماضي الجامد : ليس – عسى – ما خلا – ما عدا – حاشا .

ملاحظات :  

– يرى جمهور النحاة أن نون الوقاية تدخل على الفعل الجامد ليس ، وذلك إذا أسند إلى ياء المتكلم ، وفي مذهب آخر ، عدّ بعض النحاة حذف هذه النون مع ليس ضرورة شعرية ومنهم ابن مالك في ألفيته :

وقبلَ يا النفس مع الفعل التزم * * * * * نون وقاية و ليسي قد نظم

ومعنى البيت : أن نونَ الوقاية تلزم قبل ياء المتكلم مع جميع الأفعال ، إلا فعلا واحدا تحذف فيه لضرورة الشعر ، وهو ” ليس ” .

– يرى علماء النحو أن عسى تدخل عليها نون الوقاية إذا أسندت إلى ياء المتكلم كثيرا ، حيث تقول عساني ، ومن ذلك قول الشاعر :

ولي نفس أقول لها إذا ما  * * * * * تنازعني : لعلي أو عساني

– يرى البصريون أن نونَ الوقاية تلزم فعل التعجب ” ما أفعلَ ” ؛ لأنها عندهم فعل فتقول : ” ما أفقرني إلى عفو الله – ما أحسنني … ” ، بينما يجيز الكوفيون حذف نونِ الوقاية في هذا الفعل ، لأنهم يقولون باسمية أفعل التعجب حيث يقولون : ما أفقَرِي – ما أحسنِي ” .

ثانياً :- حكم نون الوقاية مع الفعل المضارع

اتفق الجمهور أنه يجب دخول نون الوقاية على الفعل المضارع إذا أسند إلى ياء المتكلم ، بشرط ألا تسبقها نون أخرى متصلة بالفعل ، نحو : يكرمني – يجعلني – يدهشني .

أما إذا كان المضارع من الأفعال الخمسة [1]الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به ضمائر : ألف الاثنين – واو الجماعة – ياء المخاطبة واتصلت به ياء المتكلم ، ففي هذه الحالة يكون فيه ثلاثة أوجه :

1 – الفك

وهو بقاء النونين على الأصل ( نون الفعل ونونُ الوقاية ) ، فينطق بهما معا ، كقوله تعالى على لسان موسى – عليه الصلاة والسلام – : ” لم تؤذونَنِي ” . فالنون الأولى المفتوحة نون الفعل المضارع المرفوع بثبوتها لأنه من الأفعال الخمسة ، والنون الثانية المكسورة نونُ الوقاية .

2 – الإدغام

وهو إسكان النون الأولى – نون الرفع – وإدغامها في الثانية ، فتصبح نونا مشددة ، كقوله تعالى ” وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ” .

3 – الحذف تخفيفا

وهو أن تحذف النون الأولى تخفيفا للنطق ، فيكون إعراب الفعل مرفوعا بالنون المحذوفة تخفيفا ، نحو : أنتما تشاركانِي ، وأنتم تشاركونِي ، وأنتِ تشاركينِي .

– إذا أسند الفعل المضارع إلى نون النسوة مثل ( يضربن ) و اتصل بياء المتكلم ففي هذه الحالة تثبت نون الوقاية فتقول يضربنني .

ثالثاً : حكم نون الوقاية مع فعل الأمر

يجب دخول نون الوقاية على فعل الأمر المتصرف  إذا أسند إلى ياء المتكلم ، مثل : أكرِمنِي .

أما إذا كان فعل الأمر جامدا فيجب دخول نون الوقاية عليه دون شرط أو قيد ، كقول الشاعر :

قلتُ أجِرني أبا خالد  * * * * *  وإلا فهبني امرءا هالكا

أحكام نون الوقاية في الأسماء

1- اسم الفعل القياسي

وهو اسم الفعل الأمر الذي على وزن فَعالِ ، والذي يبنى من الفعل الثلاثي التام المتصرف ، وهو بمعنى فعل الأمر ، مثل : ضراب – قتال ، أي اضرِب واقتُل .

فعند دخول نون الوقاية على اسم الفعل القياسي ، نحو : دَراكَني – تَراكَني ، بمعنى أدرِكني – اترُكني .

2- اسم الفعل السماعي

هناك أسماء أفعال سماعية لا تدخلها نون الوقاية مثل : هيهات وشتان وأفّ ، وبعضها الآخر تدخلها النون ولا تحذف إلا للضرورة ، مثل : قَدْنِي بمعنى حسبي ، قَطْنِي بمعنى يكفيني ، بَجَلْني بمعنى يكفيني .

قال الشاعر:

قَدْنِي من نصر الخُبَيْبَيِنِ قَدي  *  ليس الإمام بالشحيح الملحدِ

3- اسم الفاعل

يرى بعض النحاة أن نون الوقاية تدخل على اسم الفاعل إذا أضيف إلى ياء المتكلم قليلا ، بل وعده معظم النحاة أنه شاذ واضطرار ، كقول الشاعر :

فهل فتى من بني ذبيان يحملني  *  وليس حامِلَنِي إلا ابن حمّال

4- اسم التفضيل

عدّ النحاة دخول نون الوقاية على اسم التفضيل إذا أضيف إلى ياء المتكلم شاذا ، مع أنه ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” غيرُ الدّجال أخوفنِي عليكم ” [2] رواه مسلم .

5- الظرف

يرى ابن مالك أن الأكثر ، والأفصح دخول نون الوقاية على لدن وإثباتها ، وحذفها قليل حيث قوله :

وفي لَدُنِّي لَدُنِي قلّ وفي  * * * * *  قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي

أحكام نون الوقاية في الحروف الناسخة

إن وأخواتها [3]هي حروف تدخل على الجملة الاسمية ، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها :

ليت : تدخل نونُ الوقاية على ليت وجوبا عند اتصالها بياء المتكلم ، ولا تحذف إلا ضرورة ، فتقول : يا ليتني ويا ليتي .

لعل : يجوز دخول نونُ الوقاية على لعل في الشعر ، وذلك تشبيها لها بليت ، أما في الكلام فتركها هو الأجود .

قال الشاعر : فقلتُ أعيراني القدوم لعلّني  *  أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد

إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ : مجيء نون الوقاية في هذه الأحرف جائز ، وتركها أيضا جائز ، وهي تزيد التوكيد مثل : إنّي – إنّني – أنّي – أنّني – كأنّي – كأنّني – لكنّي – لكنّني .

أحكام نون الوقاية في حروف الجر

يرى النحاة أنه تلزم نون الوقاية حرفي الجر من وعن  ؛ وذلك محافظة على سكون النون ، فقد زادوا النون ليسلم ما قبلها على سكونه ، وأنّ حذفها لا يكون إلا في الضرورة .

قال الشاعر :

أيها السائل عنهم وعنّي  * * * * *   لستُ من قيس ولا قيس منّي

نون الوقاية في ألفية ابن مالك

وقَبْلَ يَا النَّفْسِ معَ الفعلِ الْتزِمْ   * * * * *   نونَ وِقايَةٍ وليسي قدْ نُظِمْ

وليتني فشا ولَيْتِي ندرا   * * * * *   ومع لعلَّ اعكس وكُنْ مُخَيَّرَا

في الباقيات واضطرارًا خَفَّفَا   * * * * *   مِنِّي وعَنِّي بعضُ من قدْ سَلَفَا

وفي لَدُنِّي لَدُنِي قَلَّ وفي   * * * * *   قَدْنِي وقَطْنِي الحذْفُ أيضًا قدْ يَفِي

نون الوقاية في اﻟﻘـرآن الكريم

قال تعالى :

– ” ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ” [4]سورة يوسف : 37 .

– ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ” [5]سورة غافر : 60 .

– ”  لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ” [6]سورة المائدة : 28

– ”  قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ” [7]سورة الأنعام : 161 .

نماذج إعراب نون الوقاية

– زُرْنِي يا خالد .

زرني : فعل أمر مبني على السكون والنون للوقاية .

والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

قال تعالى :

– ”  يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ” ( النساء 73 ) .

ليتني : ليت : ناسخ حرفي والنون للوقاية

والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم ليت .

– ” قَدْ بَلَغْتَ مِن لَدُنِّي عُذْرًا ” ( الكهف 76 ) .

لدني :

 لدن : اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر بمن والنون للوقاية .

 والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة .

منقول عن موقع أنا البحر بتصرف

المصادر والمراجع والتعريفات

المصادر والمراجع والتعريفات
1 الأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به ضمائر : ألف الاثنين – واو الجماعة – ياء المخاطبة
2 رواه مسلم
3 هي حروف تدخل على الجملة الاسمية ، فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها
4 سورة يوسف : 37
5 سورة غافر : 60
6 سورة المائدة : 28
7 سورة الأنعام : 161
نون الوقاية في اللغة العربية
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=6719

اقرأ في الموقع