تجد في هذه المقالة:
كيف أجعل أبنائي يتفوقون؟
التفوق
يمتاز المُتفوّقون عن غيرهم من الأطفال العاديين بتقدُّمهم في مَجالاتٍ مُختلفةٍ ومُتعدّدة الاتجاهات
فهُم إلى جانبِ تَفوّقهم الدراسي يتفوّقون في أنشطةٍ واتّجاهاتٍ أخرى يُثبتون فيها نجاحهم، حيث لَديهم القُدرة على الابتكار، ويُمارسون أنشطةً مُختلفةً يُبدعون فيها كالأنشطة الثقافية، والاجتماعية، والرياضية.
ظاهرة التفوّق الدراسي
تعدّ ظاهرة التفوّق الدراسي من الظواهر المهمّة التي يزداد الاهتمام بها يوماً بعد آخر، ويَتزايد اهتمامُ المُربّين وعلماء النفس بالمُتفوّقين دراسياً تحديداً لأنّهم الثروة القوميّة لأي بلد، وهم المُخترعون وعُلماء المستقبل، بِهم تنهض وتزدهر الأمم، وتَعيش في رغدٍ وهناء.
أثبتت الدّراسات الحديثة أنّ الطلبة المُتفوّقين دراسيّاً لهم صفات ومُميّزات تختلف عن غيرهم، كالثقة بالنفس، ومَقدرتهم على التكيُّف الاجتماعي مع الآخرين؛ فهم يَعيشون في مستوى جيّد من الإحساس بالأمن النفسي والاجتماعي
في حين أنّ بعض المُتأخّرين دراسيّاً يُعانون من مُشكلاتٍ نفسيةٍ عديدةٍ؛ كضعف الثقة بالنفس، وعدم القُدرة على التواصل مع الآخرين، والشعور بعدم الأمان، والنقص والحرمان والاضطراب والقلق النفسي
ولذلك جاءت أهميّة اهتمام كلٍّ من الآباء والمُربّين بضرورة ارتقاء مُستوى الطلبة وجعلهم من المُتفوّقين دراسياً، وبحث وتحرّي أهمّ الوَسائل والسبل لتحقيق ذلك والوصول إلى النّتيجة المطلوبة.
من هو المتفوق؟
المُتفوّق هو الطّفل الذي يَتميَّز بقُدراتٍ وصِفات فوق العادة؛ فهو اجتماعيّ، ويتكيّف مع الآخرين، وعرّفه البعض بأنّه امتيازُ الطّفل في التحصيل الدراسي؛ بحيث يكون مجموع درجاته أفضل من زملائه، ويكون ارتفاع التحصيل لديه ملحوظاً، وإنجازه مُتميّز عن الآخرين
ويرى آخرون أنّ التفوّق ببساطةٍ هو قُدرة الطّفل على الامتيازِ والتحصيل، وقال البعض إنّ التفوّق ليس مُقتصراً على التحصيل الدّراسي وإنّما أيضاً التفوّق يكون في مهارةٍٍ معيّنةٍ، أو في مَجموعةٍ من المهارات.
خصائص ومميّزات المُتفوّقين
أشارت الدراسات الحديثة التي أُجريت حول التفوق والمُتفوّقين إلى وجود مجموعةٍ من الخَصائص التي تُميّز من اتصف بالتفوق، وهذه الخصائص هي:
- الخصائص الاجتماعية : إنّ أهمّ صفةٍ اجتماعيّةٍ تَظهر على المُتفوّقين هي القدرة القيادية، بمَعنى أنّ الطّفلَ المُتفوّق قادرٌ على قيادة أقرانه في المدرسة وخارجها، ولديه حساسية غير عادية لمشاعر الآخرين، كما يتميّز بقدرته على التكيّف عندما يتطلّب الأمر تحمل المسؤولية.
- الخصائص الانفعالية : أظهرت بعض الدراسات أنّ المُتفوّقين هم مُستقرّون انفعاليّاً وهم أقلّ من غيرهم من حيث الإصابة بالاضطرابات النفسية ، وعدم العصبية، ولديهم حس النكتة والمرح، والدعابة، هذا في حال مُقارنتهم بأقرانهم الّذين هم في مثل سنّهم.
- الخصائص الجسمية: أظهرت الدّراسات المُستفيضة التي أجراها علماء النفس على الأطفال المتفوّقين أنّهم يتميّزون عن غيرهم من أقرانهم بأنّ مستوى النمو الجسمي، والصحة العامة لَديهم تفوق الآخرين، فهُم أكثر حيويّةً، وتُبيّن كذلك أنّهم أكثر وزناً وطولاً من الأطفال العاديين، وأنّ الطفل المتفوق ينام ساعاتٍ أقل ولديه طاقةٌ أكبر.
- الخصائص العقلية : إنّ أهمّ صفةٍ تُميّز المتفوّقين عن غيرهم هي أنّ مُعدّل الذكاء لديهم يُعادل ذكاء من هُم أكبر منهم سناً بعامٍ أو أكثر، بمعنى أنّ النموّ العقلي لديهم يَفوق العمر الزمني، وأنّ القُدرات العقليّة أعلى من الأطفال العاديين، فهم يَتّصفون في عمليّات تفكيرهم بالسرعة والمَنطقيّة، وتكون لديهم القُدرة على التّحليل وطرح التساؤلات حول العلاقات بين السَّبب والنتيجة، وبالتالي حلّ أصعب المُشكلات
كيف أجعل ابني من المُتفوّقين
توجد العديد من الأساليب التي تُظهر التفوّق لدى الأطفال، وتساعد على تنميتهم عقليّاً، ومن هذه الأساليب الآتي:
- ترك الطفل على حُريّته في اكتشاف البيئة من حوله؛ فالحرص الزائد والخوف الشديد على الطفل يكبت حريّته ويحدّ من ذكائه.
- التركيز على تنمية القُدرات العقليّة لدى الطفل وذلك من خلال وسائل وطُرق متعدّدة منها اختيار ألعاب خاصّة بتنمية الذكاء لدى الأطفال، أو طرح بعضٍ من الأسئلة التي تحتاج إلى تفكيرٍ دقيق أو حلّ مجموعة من الألغاز.
- التعاون والتشارك العملي الفعّال بين الجانب الأسري والجانب المدرسي، وذلك بالتواصل الدائم والمستمر لبَيان الجَوانب والمهارات التي يُمكن تنميتها لدى الطفل المُتفوّق، وبيان الآباء للمُدرّسين حقيقة الطفل وتفوّقه، ودورهم في عون الآباء على زيادة هذا التفوق، ومَعرفة الجوانب التي يُبدع فيها الطفل؛ بحيث تُوفّر له المَدرسة الوسائل والمُسابقات والحوافز اللازمة، وأساليب الرّعاية التربويّة المُناسبة لجعله أكثر تَفوُّقاً وتَميُّزاً عن أقرانه الآخرين.
- التنوّع في عمليّة التعليم وتلقّي المَعلومات في شتى المجالات في المراحل الدراسية المختلفة، وعدم التركيز على نوعٍ واحد من العلم أو المعرفة؛ فمِن المهم تعليم الطفل وتدريسه الجانب اللغوي، وكذلك علم المنطق والحساب وغير ذلك من العلوم المتنوعة.
- عَدم السيطرة والتسلّط على الطفل من قِبل الوالدين، وترك الحريّة له للتعبير عن رأيه واتّخاذ القرار فيما يريد وبما يَراهُ مناسباً.
- قراءة الكتب والقصص أمام الطفل، واستِخدام أسلوب التوجيه، وعدم اللجوء إلى التعنيف، أو العقاب، أو الضرب.