قصيدة البوصيري في مدح الرسول

 من هو البويصري

…. …..

؟………

القصيدة

محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ  . . . . . . . .  والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ

نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ  . . . . . . . .  أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ

هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ  . . . . . . . .  لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ

دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ  . . . . . . . .  مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ

فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ  . . . . . . . .  ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ

وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ  . . . . . . . .  غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ

وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ مِن  . . . . . . . .  نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ

فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ  . . . . . . . .  ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ

مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ  . . . . . . . .  فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ

دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ  . . . . . . . .  واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ

وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ  . . . . . . . .  وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ

فــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له  . . . . . . . .  حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ

لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً  . . . . . . . .  أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ

لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه  . . . . . . . .  حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِمِ

أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى  . . . . . . . .  في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ

كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ  . . . . . . . .  صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ

وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ  . . . . . . . .  قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ

فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ  . . . . . . . .  وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ

وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا  . . . . . . . .  فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ

فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا  . . . . . . . .  يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ

أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ  . . . . . . . .  بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ

كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ  . . . . . . . .  والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ

كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ  . . . . . . . .  في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ

كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ  . . . . . . . .  مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ

لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ  . . . . . . . .  طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ

أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ  . . . . . . . .  يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ

يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ  . . . . . . . .  قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ

وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ  . . . . . . . .  كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَ مُلتَئِمِ

والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِن أَسَـفٍ  . . . . . . . .  عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِن سَـدَمِ

وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا  . . . . . . . .  وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَ ظَـمِي

كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِن بَلَـلٍ  . . . . . . . .  حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِن ضَـرَمِ

والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُ ســاطِعَةٌ  . . . . . . . .  والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِن كَـلِمِ

عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِ  . . . . . . . .  لم تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَـمِ

مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم  . . . . . . . .  بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ

وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِ مِن شُـهُبٍ  . . . . . . . .  مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ

حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ  . . . . . . . .  مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ

كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ أو  . . . . . . . .  عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي

نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا  . . . . . . . .  نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ

جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً  . . . . . . . .  تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ

كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ  . . . . . . . .  فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ

مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً  . . . . . . . .  تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي

وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ  . . . . . . . .  وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي

فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا  . . . . . . . .  وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ

ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على  . . . . . . . .  خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ

وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ  . . . . . . . .  مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ

ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ  . . . . . . . .  اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لم يُـضَمِ

ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ اِلا  . . . . . . . .  استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ

لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ قَلْبَاً  . . . . . . . .  اِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ

وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِن نُبُوَّتِــــهِ  . . . . . . . .  فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُ مُحتَلِــمِ

تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌ بمُكتَسَـبٍ  . . . . . . . .  ولا نــبيٌّ على غيــبٍ بمُتَّهَـمِ

كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِ راحَتُهُ  . . . . . . . .  وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِ اللمَمِ

وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعوَتُهُ  . . . . . . . .  حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُـمِ

بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَ بهــا  . . . . . . . .  سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَ العَرِمِ

دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ له ظهَرَتْ  . . . . . . . .  ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا على عَـلَمِ

فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَ مُنتَظِمُ  . . . . . . . .  وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ

فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِ الى  . . . . . . . .  مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ

آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ  . . . . . . . .  قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِ بالقِـدَمِ

لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَ تُخبِرُنــا  . . . . . . . .  عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَن اِرَمِ

دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّ مُعجِزَةٍ  . . . . . . . .  مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَم تَـدُمِ

مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِن شُـبَهٍ  . . . . . . . .  لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ

ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِن حَرَبٍ  . . . . . . . .  أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ

رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوى مُعارِضِهَـا  . . . . . . . .  رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَن الحُرَمِ

لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ  . . . . . . . .  وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ

فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا  . . . . . . . .  ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ

قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه  . . . . . . . .  لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ

كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ  . . . . . . . .  مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ

وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً  . . . . . . . .  فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ

لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا  . . . . . . . .  تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ

قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ  . . . . . . . .  ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ

يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ  . . . . . . . .  سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ

ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ  . . . . . . . .  ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ

سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ  . . . . . . . .  كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ

وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً  . . . . . . . .  مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ

وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا  . . . . . . . .  والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ

وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم  . . . . . . . .  في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ

حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ  . . . . . . . .  مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ

خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ  . . . . . . . .  نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ

كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ  . . . . . . . .  عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ

فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ  . . . . . . . .  وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ

وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ  . . . . . . . .  وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ

بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا  . . . . . . . .  مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ

لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ  . . . . . . . .  بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ

راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ  . . . . . . . .  كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ

مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ  . . . . . . . .  حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ

وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه  . . . . . . . .  أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ

تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا  . . . . . . . .  ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ

كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم  . . . . . . . .  بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِمِ

يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ  . . . . . . . .  يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ

مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ  . . . . . . . .  يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِمِ

حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم  . . . . . . . .  مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ

مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ  . . . . . . . .  وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ

هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم  . . . . . . . .  مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ

وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا  . . . . . . . .  فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ

المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ  . . . . . . . .  مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَـمِ

والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ  . . . . . . . .  أقــلامهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ

شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم  . . . . . . . .  والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّـلَمِ

تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِ نَشْـرَهُمُ  . . . . . . . .  فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي

كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَـاً  . . . . . . . .  مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِ الحُزُمِ

طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِم فَرَقَاً  . . . . . . . .  فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِ والبُهَـمِ

ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ اِن  . . . . . . . .  تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِمِ

ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِـرٍ  . . . . . . . .  بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ

أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِ مِلَّتِــهِ  . . . . . . . .  كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِي أَجَمِ

كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ  . . . . . . . .  فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ

كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً  . . . . . . . .  في الجاهـليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ

خدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِ بِـهِ  . . . . . . . .  ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ

اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـى عـواقِبُـهُ  . . . . . . . .  كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ

أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ  . . . . . . . .  ومــا حَصَلتُ الا على الآثـامِ والنَّـدَمِ

فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَـا  . . . . . . . .  لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولم تَسُـمِ

ومَن يَبِــعْ آجِـلا منه بـعاجِلِـهِ  . . . . . . . .  بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفي سَـلَمِ

اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِي بمُنتَقِضٍ  . . . . . . . .  مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِي بمُنصَـــرِمِ

فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــه بتَسـمِيَتِي  . . . . . . . .  مُحمَّدَاً وهُوَ أوفي الخلقِ بــالذِّمَمِ

اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي  . . . . . . . .  فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ

حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ  . . . . . . . .  أو يَرجِعَ الجــارُ منه غيرَ مُحـتَرَمِ

ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِي مَدَائِحَهُ  . . . . . . . .  وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَ مُلتَـزِمِ

ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاً تَرِبَتْ  . . . . . . . .  اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَـمِ

ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التي اقتَطَفَتْ  . . . . . . . .  يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى على هَـرِمِ

يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به  . . . . . . . .  سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ

ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي  . . . . . . . .  اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ

يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ  . . . . . . . .  اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِ كـالَّلمَـمِ

لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِــمُهَا  . . . . . . . .  تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ

يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ  . . . . . . . .  لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ

والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ  . . . . . . . .  صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ

وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ  . . . . . . . .  عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ ومُنسَـجِم

ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَـا  . . . . . . . .  وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ

ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ  . . . . . . . .  وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِي الكَرَمِ

والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُـمْ  . . . . . . . .  أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَـرَمِ

قصيدة البوصيري في مدح الرسول
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=8997

اقرأ في الموقع