تجد في هذه المقالة:
ما هي الباقيات الصالحات؟
الباقيات الصالحات: يراد بها الأعمال الصالحة
قال الله تعالى : (المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا)،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (استكثِروا مِنَ الباقياتِ الصَّالحاتِ، قيل: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّحميدُ والتَّسبيحُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ)
يبقى أجرها لصاحبها، وفسّرها النبي -صلى الله عليه وسلّم- لأبي الدرداء -رضي الله عنه- حيث قال: (قلُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، فإنَّهُنَّ الباقِياتُ الصالِحاتُ، وهُنَّ يَحطُطْنَ الخطايا كما تَحُطُّ الشجرةُ ورَقَها، وهِيَ من كُنوزِ الجنةِ).
وعلى ذلك فإن الباقيات الصالحات هنّ: التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والحوقلة، ومن العلماء من قال بأنها الصلوات الخمس، ومنهم من قال: الصيام، والزكاة، والحج، لكنّ القول الأول -أي التسابيح والأذكار- هو أكثر قول أهل العلم، لوروده بشكلٍ صريح في الحديث الشّريف،
الباقيات الصالحات.
التسبيح (سبحان الله )
التسبيح في الإسلام تنزيه الحق عن نقائض الإمكان والحدوث ، وهو بمعنى الذكر أو العبادة أو الصّلاة، وهو مما يستدعي البركة والخير، ورضا الله تعالى قال -تعالى- في قصة يونس -عليه السلام- : (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وقال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [1]سورة يوسف اية 108
روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺ قَالَ:( مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ،) [2]صحيح البخاري
التكبير (الله أكبر)
إنّ للتكبير شأناً عظيماً، فثوابه عند الله جزيل، وقد امتلأت نصوص الكتاب والسنة في ذكر ثوابه، والحثّ عليه، والترغيب به، ولهذا كانت شعائرنا تحوي في ألفاظها لفظ التكبير، بل لا تنعقد الصلاة إلا بلفظ التكبير، قال -تعالى-: (وَقُلِ الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبيرً).
التهليل (لا إله إلا الله)
لا إله إلا الله هي أصل الإسلام، ومعناها: أنه لا معبود بحقٍ إلا الله، وهو أن يعتقد الإنسان أن الله واحد في ذاته، وعبادته، وصفاته، المستحق لها وحده، قال –تعالى( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) [3]سورة محمد أية 19 وقد روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخلَ الجنَّةَ قلتُ: وإن زنَى، وإن سرقَ؟ قال: وإن زنَى وإن سرَق).
التحميد ( الحمد لله )
الحمد هو ما يدلّ على المحبة، والتعظيم، والامتنان، ولا يستحق هذا الحمد على وجه الكمال إلا الله -سبحانه- وقد افتتح الله تعالى بالحمد خمس سُوَر من القرآن [4]الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ،سبأ ، فاطر ، وورد في آيات عده قال تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [5]سورة الإسراء أية 111 وفي الحديث القدسي: (يقولُ اللهُ تعالى: قسمتُ الصلاةُ بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال اللهُ: حمدني عبدي…)
روي أن رسول الله قال: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) مابين السماوات والأرض).
الحوقلة ( لا حول ولا قوة إلا بالله)
الحوقلة هي قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وتقال للدلالة على “اعتراف العبد بعجزه عن القيام بأي أمر إلا بتوفيق الله له وتيسيره” وهي تسليم المسلم بأن العزّة والقوّة لله وحده دون سواه، وأنه لو أراد شيئاً يقول له كن فيكون، ولا يستطيع أحدٌ نفع من أراد الله ضرّه، ولا إلحاق ضررٍ بمن أراد الله حفظه،
عن أبي موسى الأشعري :«أن النبي ﷺ قال: ألا أعلمك كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.» [6]صحيح البخاري .
عن أبي هريرة :«أن النبي ﷺ قال: أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله. فإنها كنز من كنوز الجنة [7]السلسلة الصحيحة (1528).
نقل بتصرف