ما هي النقود الإلكترونية
عُرِّفت النقود الإلكترونية في مؤتمر (Basel) سنة 1998، بأنَّها عبارة عن قيمة مخزونة، أو آليَّة الدفع المدفوعة سابقاً لتنفيذ الدفعات فيما بعد عن طريق أجهزة بيع خاصَّة، ويتم النقل بين أداتين أو شبكات الحاسوب المفتوحة كـ(الإنترنت).
نشأة النقود الإلكترونية
تعود نشأة النقود الإلكترونيَّة إلى ستينات القرن الماضي، بعدما أنشأت شركتي المؤسسة الدوليَّة للحسابات الآلية (IBM)، والخطوط الجويَّة الأمريكيَّة ، معاً نظاماً إلكترونياً خاصاً ببحث للأعمال شبه الأوتوماتيكية، والذي ساهم بإجراء الحجوزات إلكترونيَّاً على متن الطائرات، مع إمكانية الدفع بنظام الاعتماد.
وفي منتصف السبعينيات؛ بدأت البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا باستخدام الأجهزة الحاسوبيَّة المركزيَّة بتتبع المعاملات الماليَّة الحاصلة بين البنوك، حيث أصبحت عمليَّة تتبع الأموال ومعالجتها إلكترونيَّاً من الأمور المهمة والبديهيَّة مع توسُّع استخدام الحاسوب بالشركات.
ظهر اهتمام الناس بالنقود الإلكترونية لأوَّل مرَّة في فرنسا عام 1982م، نتيجةً للتطويرات التي حدثت بسبب (خدمة النصوص المرئيَّة عبر خطوط الهاتف)، ثم طرحت خدمة (Prestel) في عام 1983م، والمتعلقة بالبنك التفاعلي الرقمي، والتي تُعتبر أوَّل استخدامٍ مسجَّل للنقود الإلكترونيَّة.
كما ربط الإنترنت في عام 1991م مع الأسواق الاستهلاكية بنجاح، وبعدها بعامٍ واحد بدأت خدمة البيع بالتجزئة المباشرة باستخدام البطاقات الائتمانيَّة؛ ليبرز بقوَّة عصر النقود الإلكترونيَّة، وبفضل تلك البطاقات سهَّلت المعاملات الماليَّة بصورةٍ كبيرة، فضمن أطار المدفوعات الإلكترونية يوجد “البطاقات الذكية”، و”المحفظة الإلكترونية”.
- استخدمت “البطاقة الذكية” لأوَّل مرَّة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، واستخدمتها جهاتٍ مختلفة كـ(البنوك، والتأمين الصحي، والنقل)، ممَّا أدَّى إلى ارتفاع مجموع البطاقات الصادرة من 900 مليون بطاقة في عام 1997، إلى 3.6 مليار في عام 2003، بمعدل نمو مقداره 38%، كما أنَّ الأخذ بالبطاقات الذكيَّة يُقلل الاعتماد على النقد والصكوك، خاصَّةً بالنسبة للمشتريات ذات القيمة القليلة.
- ويذكر بأن بعض رجال الأعمال عملوا على استحداث نقدٍ خاص بهم عوضاً عن العملات الوطنيَّة المعتمدة بجميع أنظمة النقد الالكتروني في الوقت الحاضر، ومن أجل حماية كافَّة الأطراف المتعاملة بالنقود الذكيَّة، يتوجَّب العمل على ضمان الاحتياجات الرئيسيَّة التالية:
- إخضاع مصدر النقد الإلكتروني للإشراف التام.
- ضمان الحماية الأمنيَّة للأنظمة، وضمان الحماية الكاملة لخصوصيَّة الأفراد المتعاملين.
- تأمين الحقوق والالتزامات لكافة الأطراف ذات العلاقة.
- قيام مصدر النقد الإلكتروني بتأدية التزاماته النقديَّة وفق تعليمات البنك المركزي.
- فرض البنك المركزي ضمان تزويده بالمعلومات ذات العلاقة بالسياسة النقديَّة ومتطلبات الاحتياطي.
مميزات النقود الإلكترونية
تكثر مزايا النقود الإلكترونية وأهميتها في العصر الحديث، ونذكر منها ما يلي:
السريَّة:
تسهم العمليات الإلكترونية بإخفاء هويَّة الشخص، وذلك من خلال قدرته على عدم الإفصاح عن هويته خلال إجراء جميع المعاملات الماليَّة الإلكترونيَّة من خلال بوابة الإنترنت، طالما يستطيع أن يوثِّق الحساب المالي الخاص به.
المرونة:
يُمكن إجراء الدفع الإلكتروني في أيِّ زمانٍ أو مكان لعدم التقيُّد بهما، بسبب وجود العديد من وسائل الدَّفع الإلكتروني، إضافةً لكل ما يتعلَّق بتحويل الأموال والمعاملات الماليَّة الإلكترونية، لأنَّ النقود التقليديَّة مرتبطة ومقترنة بأيَّام العطل، وبوقت عمل البنوك.
الموثوقيَّة:
إنَّ جميع الإجراءات الماليَّة الإلكترونية من إيداعٍ وسحب وتحويل أموال دقيقة وموثقة للغاية، ومن الممكن الحصول على سجلٍ لجميع المعاملات المالية، توضِّح كافَّة عمليات السحب والإيداع خلال الفترة المطلوبة.
الأمان:
من مميزات النقود الإلكترونية الأمان وعدم تعرضها للضياع، لأنَّه لا يوجد حاجةً لحمل مبالغ طائلة من الأموال والتحرُّك بها، ممَّا يعرضها للسرقة أو الضياع.
عيوب النقود الإلكترونية
الخروقات الأمنيَّة:
لا بُدَّ من حماية وتوثيق الحساب المالي باستخدام أساليب حماية متطوَّرة، لأنَّ أيَّ أمرٍ متعلِّق بالإنترنت عرضةً للاختراقات الأمنيَّة، فهي عُرضةً لتسريب المعلومات الشخصيَّة المُهمَّة والحساسة، أو لسرقة الحساب المالي.
الاحتيال:
عمليَّات الاحتيال بالإنترنت من الأمور الواردة التي رُبَّما يتعرَّض لها المستخدمين للنقود الإلكترونية، لذلك لا بُدَّ من الحذر من المواقع إلكترونيَّة غير معروفة المصدر.
ضرورة وجود بنية تحتيَّة:
تتطلب عملية التجارة الإلكترونيَّة والتعامل مع العملة الإلكترونية، وجود بينة تحتيَّة بسيطة، وهي غير متوفرة دائماً، كوجود حاسوب، أو هاتفٍ محمول متصل بالإنترنت.