موسيقى الريف وأهم المعلومات
موسيقى الريف
هي صوت الغرب القديم وصوت الطبقة العاملة الفقيرة في جنوب أمريكا، فإن لم يكن الإنسان من هواة الموسيقى، فعلى الأقلّ هناك فيلمًا واحدًا شاهده وسمع في خلفيته موسيقى الريف، ورّبّما أحبّ أن يسمعها مرّة أخرى، ولكن لا يدري ما اسمها وما تصنيفها
وتُعد موسيقى الريف نوع من أنواع الموسيقى الأمريكية الشعبية التي ارتبطت بالثقافة الريفية قديمًا وبالإقليم الجنوبي للولايات المتّحدة، ونشأت وتطوّرت هذه الموسيقى في أوائل عشرينيّات القرن العشرين نتيجة دمج واختلاط عدّة عناصر شملت كلًا من الموسيقى الشعبية البريطانية، بالإضافة إلى موسيقى البلوز للريفيّين
ولعلّ أهمّ مميّزات هذا النوع الموسيقيّ هو تنوّع الآلات المُستخدمة فيها، وذلك تبعًا لاختلاف نوع الموسيقى التي تتكوّن من أغانٍ وأغاني رقص بحركاتٍ بسيطةٍ وكلمات شعبية تكون مصحوبة ببعض الآلات الموسيقية كالقيثار الكهربائي والفولاذي والكمان، .
تاريخ موسيقى الريف
موسيقى الريف ويطلق عليها أيضًا موسيقى الغرب، هذا الأسلوب الموسيقيّ الشعبيّ الأمريكيّ الذي نشأ في المناطق الريفيّة الجنوبية والغربية من أمريكا في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تكمن جذوره للإنجليزيين والاسكتلنديين والإيرلنديين، الذي تمّ من خلالهم تسجيل أوائل المقاطع الموسيقية في المناطق الجنوبيّة:
موسيقى الريف في نهاية القرن التاسع
- بالاقتراب من نهايات القرن التاسع عشر الميلاديّ، احتلّت موسيقى البلوز الموقف والمشهد الأساسيّ في السّاحة الموسيقيّة الشعبيّة في أمريكا
- ولأنّ موسيقى البلوز كانت الأكثر انتشارًا وشهرةً في ذلك الحين، كما أنها كانت تنتمي للعرق السُّود القادم من أفريقيا، وكانوا حينها يُعانون من الاستعباد من قبل العرق الأبيض لعقودٍ طويلةٍ، أراد العرق الأبيض أن يخلق ترفيهًا يُنسيه عناء يومه، ومن قلب مزارع الأبقار وتراث المُهاجرين، برزت موسيقى الرّيف، هذا النوع الموسيقيّ الذي لاقى استحسانًا كبيرًا لدى الجموع
- ومن هُنا كانت انطلاقته الأولى بنهايات العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر الميلاديّ، وفي نهايات القرن العشرين وتحديدًا عام 1927م بدأت أوّلُ تسجيلاتٍ لموسيقى الريف على يدّ رائدها “جيمي رودجرز” الذي قام بعملية مزجٍ في موسيقى الريف ما بين عزفٍ وغناءٍ وتغني بالصّياح
- ولعلّ ذلك ما جعلهُ أشهر أساطير موسيقى الريف، ثُمّ انتشر هذا النوع من الموسيقى من جنوب أمريكا إلى شمالها ثمّ غربها، حيث يقطن عالم الأثرياء والمشاهير والاستوديوهات الخاصّة بهوليوود.
موسيقى الريف في بداية الثلاثينيات
- في بداية الثلاثينيات حدث ما لم يكن بالحُسبان، إذ عصفت بالولايات المُتّحدة الأمريكيّة أكبر الأزمات في عالم الاقتصاد وهي ما يعرف باسم الكساد الكبير، وعانى منها المواطنين الأمريكيّين من الطبقات الفقيرة أشدّ المعاناة، حيث لم يجدون مهربًا لهم من هذه الأزمات سوى الترفيه
- وهُنا تحوّلت موسيقى الريف من نمطٍ خاصٍّ بالمزارعين القرويّين ورعاة البقر إلى نمطٍ أكثرَ شهرةً وإثارةً في عيون الشعب الأمريكيّ؛ فبدأ مغنّو موسيقى الريف بالظهور على المسارح بأزيائهم الخاصّة التي تشتمل على الأزياء والقبعات مع حمل الغيثارات الخشبيّة
- وخلال هذه العقود المتتابعة وحتى الخمسينيّات شرعت موسيقى الريف بنزع الثوب التقليديّ لها لترتدي ثوبًا آخرًا منحتها إياهُ استوديوهات هوليوود ومسارح نيويورك الضخمة، رغم محاولات العديد من مغنّي الموسيقى التمسُّك والاحتفاظ بالطابع الأصيل لها، إلّا أنّ الثورة الصناعيّة جعلت موسيقى الريف تتربّع على القمّة بعدما برزت من القاع الأمريكيّ
- ولا تزال موسيقى الريف حتى هذا اليوم تتمتّع بشعبيّةٍ كبيرةٍ من جماهيرها بعدما جعلتها هوليوود بمثابة التراث الأمريكي الذي يثير دومًا في مُخيّلة المُشاهد خيالًا مُرتبطًا بالأرياف ورُعاة البقر.