ما هوالحج المفرد و ما شروطه
الحج
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ”
وهو أن يسافر الإنسان المسلم إلى مكة المكرمة في وقت محدَّدٍ في السنة لأداء مناسِك خاصَّة، وهو فرض على كلٍّ مسلم قادر على أدائه، قال تعالى في سورة آل عمران: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}
أنواع نُسك الحج
جاء في الإسلام ثلاثة أنساك للحج، وهي على الشكل الآتي:
أولاً :- حج التمتع
ويكون حج التمتع في الإسلام بنيَّة الحاج أداءَ العمرة فقط في الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة، ويحرم من ميقاته ويتجه إلى مكة، ثمَّ وبد الوصول إلى مكة المكرمة يقوم المعتمر بأداء مناسك العمرة المعروفة، ثمَّ في اليوم الثامن من ذي الحجة يحرم للحج ويؤدي مناسك الحج كاملة
وهكذا يكون الحاج قد اعتمر وحجَّ معًا ولهذا يعتبر حج التمتع من أفضل أنواع الحج عند بعض الفقهاء.
ثانياً :- حج القِرَان
وهو أن ينوي الحاج العمرة والحج معًا أثناء إحرامه من ميقات البلد التي يعيش فيها، ويقول: “لبيك بحجٍّ وعُمرة”، ثمَّ يؤدي الحاج مناسكِ الحجِّ والعمرة
وجدير بالذكر هنا أنَّه لا يجب على الحاج أن يطوف ويسعى للعمرة أيضًا في هذه الحالة فطواف الحج وسعيه يكفيان الحاج لعمرته وحجته معًا
والدليل قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعائشة -رضي الله عنها- في الحديث: “طَوافُكِ بالبَيتِ وبينَ الصَّفا والمرْوَةِ يَكْفيكِ لحجَّتِكِ وعُمرَتِكِ” .
ثالثاً :- حج الإفرَاد
وهو أن ينوي المسلم عند إحرامه أداء مناسك الحج فقط، ويقول: “لبيك بحج”، ثمَّ يصل إلى مكة ويؤدي مناسك الحج ثمَّ يحرم بنية العمرة ويؤدي مناسكها، وسنتحدث في هذا المقال الحج المفرد وشروطه
الحج المفرد وشروطه
إنَّ الحج المفرد هو أفضل أنواع الحج عند الشفعية والمالكية، وهو أن يحرم الإنسان المسلم من ميقاته ثمَّ ينوي الحج فقط بقوله: “لبيك بحج” أو ما شابهها من صيغ التلبية، ثمَّ يغادر المسلم إلى مكة المكرمة
ويبدأ الحج المفرد وشروطه بطواف القدوم، وهو سنة عند أهل العلم، ثمَّ بعد الطواف يصلِّي الحاج ركعتي الطواف خلق مقام إبراهيم
ثمَّ يقع الحاج تحت اختيارات نفسه، فإذا شاء سعى بالصفا والمروة بعد طواف القدوم وإنَّ شاء أخَّر السَّعي إلى ما بعد طواف الإفاضة
ثمَّ يتوجه إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة ويبيت هناك ويصلِّي فيها الصلوات الخمس قصرًا.
ثمَّ وبعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة يتوجَّه الحاج إلى عرفة، ثمَّ يقف في عرفة حتَّى غياب الشمس
ثمَّ يفيض الحاج إلى مزدلفة ويبيت فيها حتَى الفجر، ثمَّ يتوجه إلى منى فيرمي جمرة العقبة سبعَ حصيَّات مع التكبير في كلِّ رمية، ثمَّ ينحر هديه
وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ الحج المفرد لا يجب على الحاج فيه النحر، ثمَّ يحلق الحاج رأسه ويغتسل ويتطيَّب وينزل إلى مكة لطواف الإفاضة، ثمَّ يسعى بعد الطواف بين الصفا والمروة إذا لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم
ثمَّ يرجع الحاج إلى منى وبيبت بها أيام التشريق الثلاثة، ويرمي في كلِّ يوم الجمرات الثلاث، وبهذا تنتهي شروط الحج المفرد
فإذا أراد الحاج بعد هذه الأعمال أن يحرم لعمرة فله ذلك، ويؤدي مناسك العمرة كاملة،