أول عالم وضع مقياس للذكاء
الذكاء
يمكن تعريف الذكاء بأنّه: مقدرة الفرد على التكيُّف، والتعلُّم من المواقف الجديدة التي يتعرَّض لها، وقدرته على فَهم المفاهيم المُجرَّدة، وعلى الرغم من اختلاف علماء النفس في تعريف الذكاء، إلّا أنّ البعض عرّفه بأنّه: مقدرة الفرد على التفكير المُجرَّد.
في حين عرَّفه آخرون بأنّه: مقدرة الفرد على إيجاد ردود مُناسِبة للأسئلة، ومقدرته على التعلُّم، ومن الجدير أنّ علماء النفس اجتمعوا على ارتباط الذكاء بالتكيُّف مع البيئة التي يعيش بها الفرد، ويعتمد التكيُّف من وجهة نظر علماء النفس، على العمليات المعرفيّة، والتي يمكن أن تندرج تحتها العمليات الإدراكيّة الأساسيّة، مثل: الإدراك، والذاكرة، وحلّ المشكلات، والتعلُّم
والجدير بالذكر أنّ الذكاء لا يعتمد فقط على العمليات المعرفيّة، ولكنّه مزيج، وتفاعل هذه العمليات؛ للوصول إلى حالة من التكيُّف، وبناءً على ما سبق، فإنّه لم يعُد بالإمكان اقتصار تعريف الذكاء على مقدرة واحدة، بل يمكن اعتباره مجموعة من القدرات
تاريخ مقياس الذكاء
بدأت محاولات قياس الذكاء منذ القرن التاسع عشر كانت محاولات العلماء بول بروكا والسيد فرنسيس غالتون من أولى محاولات قياس الذكاء، وكان باعتقادهم أنّ الذكاء يقاس بحجم الجمجمة فكلّما زاد حجم الجمجمة زادت نسبة الذكاء لدى الشخص
وتقريباً في نفس الفترة الزمنية ظهر العالم (وليم وندت) الذي اعتمد في مقايسه للذكاء على قدرت البشر على التعبير عن أفكارهم فلقد قام بالعديد من التجارب لتحديد مقياس الذكاء التي يعتبر بعضها غير فعال في وقتنا الحاضر وأخذ بعضها بشكل جدّي، لكنه وضع الأساس الذي اعتمد عليه الباحثون من بعده.
أول مقياس حقيقي للذكاء
إنّ أوّل من وضع مقياساً للذكاء، هو العالم الفرنسي ألفريد بينيه، حيث كان هدف المقياس الرئيسي في البداية هو تحديد الطلّاب الذين لديهم بعض المشكلات التي تتعلّق بالدراسة، علماً بأنّ ألفريد بينيه وُلِدَ عام 1857، وتُوفِّي عام 1911.
ابتكرَ بينيه بابتكار مقياساً للذكاء بمساعدة زميله سيمون، ولذلك سُمِّي المقياس ب(مقياس بينيه-سيمون للذكاء)؛ نسبةً إلى اسميهما في بداية الأمر، ثم طوّره بينيه، وعدَّل عليه، واستخدمه على عيّنة من المشاركين الأمريكيين في جامعة ستانفورد، وعندها أطلق عليه (مقياس بينيه-ستانفورد للذكاء)، ويتألَّف مقياس بينيه للذكاء من عدة أسئلة رتَّبها بحسب درجة صعوبتها
وقد راعى في هذا المقياس خبرات الأطفال التي تتأثّر بالمعلومات المُكتسَبة من عملية التعلُّم، وقد وضع لكلِّ عُمر من الأعمار مجموعة من الأسئلة التي تتناسب مع هذا العمر، ومن خلال الدراسات التي أجراها، تمّ إدراك أنّ بعض الأطفال قادرون على الإجابة عن أسئلة الأطفال الأكبر سنّاً، ثمّ خرج بينيه بمفهوم العُمر العقلي، وهكذا استطاع أن يقيس الذكاء عن طريق حساب العُمر العقلي للفرد، بالمقارنة مع العمر الزمني، ومن ثمّ ضربهم بالعدد 100؛ ليخرج ما يُسمَّى ب(مُعدَّل الذكاء). IQ.
فوائد مقياس الذكاء
تكمن أهمية هذا المقياس في المدارس حيث تتكوّن شخصيّة الطفل وبالتالي يحتاج إلى رعاية خاصة حسب قدراته فتقوم معظم المدارس في الدول الغربية بعمل هذا المقياس لطلابها لمعرفة مستوياتهم والعديد من المعلومات الأخرى التي قد تساعدهم في العملية التعليمة وتساعد على نجاحها، منها:
- التعرّف على الطلبة الموهوبين، العديد من الآباء ينتظرون هذا المقياس لمعرفة إذا كان ابنهم يمتلك موهبة خاصة ليقوموا بالتركيز عليها ومساعدته على تنميتها والعناية به.
- التعرف على القدرات العقلية للطلاب فهذا المقياس يكشف قدرات الطالب العقلية ومستواه بالتالي يحدد المعلم إذا كان هذا الطالب يحتاج إلى رعاية خاصة وصفوف تقوية أو أن هذا الطالب متفوق على أقرانه وبإمكانه تخطي الصفوف بكل سهولة فيتم ترفيعه للصفوف الأعلى، فغالبا ما نسمع عن أطفال لم يتجاوزوا سنّ الرشد وقد أنهوا دراستهم الجامعية.
أنواع الذكاء
إنّ الذكاء لا يعتمد على مقدرة واحدة فقط، وقد تبيَّن أنّه عبارة عن أنواع، وقدرات مُستقِلّة عن بعضها البعض، وقد قَسَّم الدكتور هوارد غاردنر أنواع الذكاء إلى عدّة أقسام كما يأتي:
- الذكاء اللغوي واللفظي: في هذا النوع من الذكاء، يكون الأشخاص قادرين على القراءة، والكتابة، ووصف الأشياء، ويشتمل هذا النوع من الذكاء على الكُتّاب، والمحامين، والشعراء.
- العمليات المنطقيّة والرياضيّة: تكون لدى الأشخاص الجيّدين في هذا المجال المقدرة على حل العمليات الحسابيّة، وغالباً ما يكون لديهم الشَّغف بحلّ الألغاز، إضافة إلى البحث عن كيفيّة تركيب، وفكّ الأشياء، وفي العادة يكونون جيّدين في التعامل مع الحاسوب، والأجهزة الأخرى.
- الذكاء المكاني: يهتمُّ الشخص في هذا النوع من الذكاء بالتعامل مع الصور، والرسومات، وغالباً ما يهتمّ بالفن، والتصوير الفوتوغرافي، وهو جيّد في وصف، وتذكُّر الأماكن، والاتّجاهات.
- الذكاء الجسمي: يتميّز الشخص في هذا القسم بإجادة الحركات الرياضيّة، وحب الحركة، إضافة إلى حب بناء الأشياء بيديه، وكذلك إتقان عدّة أنواع من الألعاب الرياضية، مع الاتّصاف بالتوازن بشكل مُلفِت.
- الذكاء الموسيقي: يُحب الأشخاص في هذا المجال التعامل مع الموسيقى، والإيقاعات الموسيقيّة، ويستطيعون في العادة تَذكُّر الألحان، وقراءتها، ويهتمّون بالآلات الموسيقيّة.
- الذكاء الشخصي: يستطيع الأفراد في هذا النوع التعامل مع الأشخاص الآخرين، وكَسْبهم، وهم في العادة مستمعون جيّدون، إضافة إلى أنّهم يهتمّون بالأشخاص، ومشاكلهم كثيراً، ويندرج تحت هذا النوع: المُعلِّمون، ومندوبو المبيعات، والزعماء الدينيّون، والسياسيّون.
- الذكاء العاطفي: الأشخاص الذين يتمتَّعون بالذكاء العاطفي، يعرفون جيّداً نقاط القوة، والضعف عندهم، ولديهم فلسفة، ونظرة خاصّة للحياة، والأشياء، وهم يهتمّون كثيراً بتحليل الأمور، ومعرفة أساسها.
- الذكاء المُهتمّ بالطبيعة: يُحب أصحاب هذا الذكاء الاهتمام بالطبيعة، ودراسة الأشياء التي تختصّ بها، ويتّصفون بالتعامل الجيّد مع الطبيعة، والنباتات.