السجود
لقد عظّم النبي عليه الصلاة والسلام السجود لله تعالى في الحديث الوارد عنه: (إنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ فأكثِروا الدُّعاءَ) [1]تخريج صحيح ابن حبان
وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على السجود وتذكره صراحةً؛ وفي هذا المقال سنذكر عدد السجدات في القرآن الكريم مع ذكر هذه السجدات.
سجدة التلاوة
سجود التلاوة أو سجدة التلاوة هو: السجود الذي يكون في الصلاة دون السجود خلال الركعة، بل عند قراءة آية فيها سجود في القرآن الكريم وهي: (خمس عشرة آية سجدة)، ويكون سجدة واحدة ثم يعود المصلي إلى حال القيام لإكمال القراءة من الآيات، وإكمال الصلاة إذا كانت الاية التي بها السجود أثناء الصلاة، وله الخيار أيضاً أن يركع دون قراءة، وإذا كانت فقط أثناء تلاوة القران فيكون السجود سجدة واحدة فقط. ھو سجدۃ یسجدھا قاریٔ القرآن إذا مرّ بآیة فیھا سجدۃ، سواء أکان في صلاۃ أو غیرھا، و سواء أقرأ من المصحف أو قرأ من حفظه۔
حكم سجود التلاوة
السجود لمن مرّ بآية سجدة سواء كان يُصلي أم لا مُستحب ويؤجر من يسجده ولا يؤثم تاركه ويشرع قول سبحان ربي الأعلى في هذا السجود أو كما كان يقول رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (سجدَ وجهي للَّذي خلقَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوَّتِهِ فتبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ
وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا القول في سجود التلاوة، وقد بيّن بعض العلماء أنه لا يُشترط لسجود التلاوة الطهارة، ولا التكبير أو التسليم عند الرفع، ولكن يُشترط التكبير عند السجود .
شروط سجود التلاوة
اختلف أهل العلم والفقهاء في شروط سجود التلاوة، وكان اختلافهم يدور حول شروط مُعينة، ومنها ما يلي :
الطهارة من الخبث والحدث الأكبر والأصغر: ذهب أهل العلم والفقهاء إلى أن سجود التلاوة يُشترط فيه ما يُشترط في الصلاة من طهارة المكان والثوب والبدن.
ستر العورة واستقبال القبلة والنيّة: ذهب أهل العلم والفقهاء إلى أن ستر العورة واستقبال القبلة شرط من شروط سجود التلاوة، كما أن الشافعية اعتبروا النيّة في سجود التلاوة رُكنًا.
دخول وقت السجود: ذهب أهل العلم والفقهاء إلى أن دخول وقت السجود شرط من شروط سجود التلاوة، كما في الصلاة فلا تصح قبل الأذان ودخول وقتها، فلو سجد المُستمع أو القارئ قبل انتهاء الآية فلا يصح السجود، فيجب عليه الانتظار حتى الانتهاء من الآية وبعدها يسجد.
الكف عن مفسدات الصلاة: ذهب أهل العلم والفقهاء إلى أن الكف عن كل ما يفسد الصلاة شرط من شروط سجود التلاوة، كما في الصلاة، فيجب على المُستمع أو القارئ أن يكف عن مفسدات الصلاة من فعل أو قول حتى يصح سجود التلاوة.
اشترط الحنابلة في سجود التلاوة للمستمع أن يكون القارئ ممن يصلح لأن يكون إمامًا، وأن يسجد القارئ أيضًا.
اشترط الشافعية في سجود التلاوة أن تكون القراءة مشروعة، ويجب عدم الفصل الطويل بين قراءة آخر آية السجدة والسجود.
مواضع السجدات
1- سورة الأعراف الآية رقم 206،
كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ} [الأعراف:206].
2- الآية الخامسة عشر من سورة الرعد
كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ} [الرعد:15].
3- الآية التاسعة والأربعون من سورة النحل
كما قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ} [النحل:49].
4- الآية مائة وسبعة من سورة الإسراء ،
كما قال الله تعالى: {قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 107].
5- الآية الثامنة والخمسون من سورة مريم
كما قال الله تعالى: {أُولئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58] .
6- الآية الثامنة عشر من سورة الحج
كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج:18].
7- الآية السابعة والسبعون من سورة الحج
كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77].
8- الآية الستون من سورة الفرقان
كما قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان:60].
9- الآية الخامسة والعشرون من سورة النمل
كما قال الله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل:25].
10- الآية الخامسة عشرة من سورة السجدة
كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة:15].
11- الآية الرابعة والعشرون من سورة ص
كما قال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص:24].
12- الآية السابعة والثلاثون من سورة فصلت
كما قال الله تعالى: {مِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت:37].
13 -الآية الثانية والستون من سورة النجم
كما قال الله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا} [النجم:62].
14- الآية الحادية والعشرون من سورة الانشقاق
كما قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} [الأنشقاق:21].
15- الآية التاسعة عشرة من سورة العلق
كما قال الله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} [العلق:19].
المصادر والمراجع والتعريفات
↑1 | تخريج صحيح ابن حبان |
---|