تجد في هذه المقالة:
فضل يوم الجمعة ومكروهاتها
وقت يوم الجمعة
يبدأ وقت يوم الجمعة من حين غروب شمس يوم الخميس إلى حين غروب شمس يوم الجمعة،[٢٦] فاليوم هو عبارة عن وحدةٍ زمنيّةٍ تقدّر بأربعةٍ وعشرين ساعةً، ويبدأ من غروب الشمس في اليوم الأول إلى غروبها في اليوم التالي، أو من طلوع الفجر في اليوم الأول إلى طلوع فجر اليوم التالي، وقد يطلق أحيانا ويُراد به مقابل الليل؛ أي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كما في الصيام، فاليوم في الشّرع تتعلّق بدايته ونهايته بحسب الأحكام والأمور المتعلّقة به.
فضل يوم الجمعة
تتعدّد وتتنوّع الفضائل العظيمة الخاصّة بيوم الجمعة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضٍ منها:
– اختصاص يوم الجمعة بصلاة الجمعة فيه، ففيها يجتمع معظم المسملين، ويخطب الإمام فيها خطبةً مهمّةً يذكر ويعظّم فيها اسم الله كثيراً، ويشهد له بالانفراد بالعبادة، كما تجتمع في يوم الجمعة الكثير من العبادات؛ كقراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر، وسورتي الأعلى والغاشية في صلاة الجمعة، إضافةً إلى الإكثار من أدء النوافل وذكر الله، ويكون فيه هداية الناس وإرشادهم للخير.
– أكثر الأيام خيراً؛ حيث طلعت الشمس فيه، وفيه خُلق آدم -عليه السلام- وأُدخل الجنة، وأُخرج منها، وقيام الساعة يكون يوم الجمعة، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).
– ميّز الله -تعالى- المسلمين بيوم الجمعة.
– استجابة الله -تعالى- لدعاء المسلم في هذا اليوم، ففي يوم الجمعة ساعةٌ يستجاب فيها دعاء المسلم، رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).
– مغفرة ذنوب وخطايا المسلم المؤدّي صلاة الجمعة.
مكروهات يوم الجمعة
يُكره على المسلم الإتيان ببعض الأمور يوم الجمعة، وقد يقع فيها البعض بسبب عدم معرفتهم بها، ومن تلك المكروهات:
– إيذاء بعض المصلّين وتجاوزهم.
– تشبيك المصلّي لأصابعه في طريقه لأداء الصلاة، أو في المسجد حين انتظار بدء الصلاة أو أثنائها لأنّ حكمه حكم المصلي، أمّا حين الانتهاء من الصلاة فلا بأس أو حرج من التشبيك، وتندرج فرقعة الأصابع تحت مكروهات الجمعة كذلك وتتبع تشبيك الأصابع، فكلا الأمرين حاصلهما العبث والتلهي في الصلاة.
– عدم إفساح الطريق للمصلّين وحجز الأماكن وأخذ مكان أحد المصلّين؛ فالمسجد مكان الناس جميعاً لا فرق بينهم في ذلك.
– فتح المحالّ بجميع أنواعها لبيع الناس، والبيع يوم الجمعة قد اختلف العلماء في حكمه، وبيان الخلاف فيما يأتي:
الأول: لا يصحّ البيع وقت النداء لصلاة الجمعة كما صرّح بذلك الإمام مالك وأحمد ودواد والثوري.
الثاني: ذهب جمهور العلماء إلى القول بجواز البيع وقت النداء للصلاة مع الكراهة.
حكم صلاة الجمعة
صلاة الجمعة فرض عينٍ، لا يجوز تركها أو الانشغال عنها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وتجب صلاة الجمعة على من توافرت فيه الشروط الآتية:
- الإسلام، فلا تُقبل الصلاة من الكافر.
- البلوغ.
- العقل؛ فالمجنون غير مكلّف.
- الحرية، فالعبد أو المملوك لا تجب عليه صلاة الجمعة.
- الذكورة، فلا تجب الجمعة على المرأة.
- التواجد والإقامة في المكان الذي تُقام فيه الجمعة.
- انتفاء الأعذار المسقطة لصلاة الجماعة، وإمّا أن تكون الأعذار عامةً أو خاصةً، ومن الأعذار العامة: المطر الشديد الذي يمنع من الخروج، والبرد أو الحرّ الشديدين، والظلام الشديد، ويُذكر من الأعذار الخاصة: المرض الذي يمنع من الخروج من المنزل، والخوف على النفس أو المال أو الأهل، ومدافعة أحد الأخبثين البول أو الغائط ويُضاف إليهما الريح، ومن الأعذار الخاصة أيضاً الأكل الذي تصدر منه رائحةٌ كريهةٌ.
مشروعية صلاة الجمعة
تكمن مشروعيّة صلاة الجمعة في أنّها تعمل على توطيد العلاقات بين المسلمين، وتعمل على اجتماعهم وتآلفهم، فيجتمعون للجمعة في الحيّ نفسه، وقد يجتمعون في البلد الواحد عند أدائها،
كما أنّ صلاة الجمعة تفعّل دور الصدقة؛ حيث يتعرّف المصلّون على الفقراء والمحتاجين، وتؤدي إلى توحيد المسلمين في صفوفٍ متماسكةٍ، كما أنّها تزّكي النفوس وتهذبّها.
كيفية أداء صلاة الجمعة
تؤدّى صلاة الجمعة ركعتين، وتكون القراءة فيهما جهريّةً، وذلك اقتداءً بسنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وبحسب إجماع أهل العلم، فيقرأ الإمام في الركعة الأولى سورة الفاتحة، ويسنّ أن يتبعها بسورة الجمعة أو سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة تليها سورة المنافقون أو سورة الغاشية، اقتداءً بفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وقت صلاة الجمعة
يبدأ ميعاد صلاة الجمعة عند انتهاء الزوال* إلى أن يصبح ظلّ الشيء مثله، ومن بدأ بالصلاة وأدرك ركعةً منها قبل أن ينقضي وقتها فهو بذلك يكون قد أدرك صلاة الجمعة كاملةً، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ، فقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ)، أمّا من لم يدرك ركعةً قبل انقضاء الوقت فبذلك عليه أن يصلّيها ظهراً؛ لأنّ وقتها انقضى.