نوادر و قصص أشعب المضحكة
1
كان أشعب صغيرا عندما جلس مع قوم يأكلون . وبعد قليل شرع في البكاء ، فسأله أحد الحاضرين : مالك تبكي ؟
فقال : الطعام ساخن .
فقال الرجل : دعه حتى يبرد .
فقال أشعب : أنتم لا تدعونه !
—
حضر أشعب مرة مائدة بعض الأمراء ، وكان عليها جدي مشوي ، فأخذ أشعب يسرع في أكله ، فقال له الأمير : أراك تأكله بغضب كأن أمه نطحتك !!
فقال أشعب : وأراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك !!
—
قال أشعب لزوجته ، وكان معها دينار : أعطني هذا الدينار حتى يلد لك في كل أسبوع درهما .
فأعطته إياه ، وصار يدفع لها في كل أسبوع درهما .
فلما كان الأسبوع الرابع ، تلكّأ أشعب عن الدفع ، فجاءت زوجته وطلبت الدينار منه ، فقال لها : لقد مات بالنفاس !
فصاحت مندهشة : كيف ؟ وهل يموت الدينار بالنفاس ؟!
فقال أشعب : تصدقين بالولادة ، ولا تصدقين بالنفاس !
—
كان أشعب يقص على أحد الأمراء قصة ، بدأها بقوله : كان رجل…
وفجأة أُحضرت المائدة ، فعلم أن القصة ستلهيه عن الطعام ، فسكت . فقال له الأمير : كنت قد قلت : كان رجل…وسكتّ ، فتابع وأخبرنا ما كان من أمر ذلك الرجل .
فقال أشعب وعيناه مسمرتان في المائدة : آه صحيح . كان رجل…ومات !
—
سئل أشعب مرة : كم يساوي اثنين في اثنين ؟
فأجاب : أربعة أرغفة .
—
لقي أشعبَ صديقٌ لأبيه فقال له : ويحك يا أشعب ، كان أبوك ألحى ، وأنت خفيف شعر اللحية ، فإلى من خرجت ؟
قال : إلى أمي .
—
سأل أشعب صديقا له : لماذا لا تدعوني أبدا إلى طعامك ؟
أجاب الصديق : لأنك شديد المضغ ، سريع البلع . إذا أكلت لقمة ، هيأت أخرى بسرعة .
فصاح أشعب : جعلت فداك ، أتريد أن أصلي ركعتين بين لقمة وأخرى ؟!
—
صحب أشعب أحد التجار ، فقال له التاجر : قم فاطبخ .
فقال أشعب : لا أحسن ذلك .
فطبخ الرجل ، ثم قال لأشعب : قم فأثرد .
فقال أشعب : والله أنا كسلان .
فثرد الرجل ، ثم قال : قم فاغرف .
فقال أشعب : أخشى أن ينقلب عليّ .
فغرف الرجل ، ثم قال لأشعب : قم الآن وكل .
فنهض أشعب مسرعا قائلا : والله قد استحييت من كثرة خلافي عليك .
فقام وأكل .
—
مرت أيام على أشعب ، وهو لا يجد سبيلا إلى لقمة ، فقد عرفه الناس في المدينة ، فلم تعد تنفع عنده الحيلة ولا الوسيلة ، ولم تعد تقع عينه على خوان ولا قوم أمام طعام .
وذات يوم ، بينما هو يمشي على جانب الطريق إذا بقوم غرباء يتغذون فقال لهم : سلام عليكم يا معشر اللئام !
فرفعوا أبصارهم إليه قائلين : لا والله ، بل كرام .
فثنى رجله في الحال ، وجلس بينهم وهو يقول : اللهم اجعلهم من الصادقين ، واجعلني من الكاذبين .
ثم مدّ يده في القصعة التي بين أيديهم ، وهو يقول : ماذا تأكلون ؟
فأرادوا أن يوقفوا تهجّمه ، فقالوا في فتور : نأكل سمّا .
فحشا فمه وهو يقول : الحياة بعدكم حرام .
وأخذ يجول في القصعة كما يجول الفارس في الميدان . فلما رأوه قد أغار على طعامهم وكاد يفنيه ، قالوا له : أيها الرجل ، هل عرفت أحدا منا ؟
فأشار أشعب بإصبعه إلى الطعام وقال : عرفت هذا .
—
يحكي ان في يوم من الايام دخل اشعب علي امير المؤمنين ابو جعفر المنصور فوجده يأكل بعض اللوز والفسدق، فألقي عليه اشعب السلام وجلس بجواره، اعطاه ابو جعفر واحدة من حبات اللوز، فأخذها اشعب علي الفور ثم قال : يا أمير المؤمنين يقال ثاني اثنين اذ هما في الغار، فألقى اليه ابو جعفر اللوزة الثانية، فأخذها اشعب وأكلها علي الفور ثم قال : فعززناهما بثالث، فأعطاه ابو جعفر الثالثة، فقال أشعب: خذ أربعة من الطير فصرهن اليك، فأعطاه ابو جعفر اللوزة الرابعة، فأكلها اشعب وقال : خمسة وسادسهم كلبهم، فألقى اليه اثنين الخامسة والسادسة.
وهكذا التهم اشعب الطماع ايضاً اللوزة الخامسة والسادسة ثم قال لأمير المؤمنين ابو جعفر : ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم، فألقى اليه السابعة والثامنة، فقال أشعب: وكان في المدينة تسعة رهط، فألقي إليه ابو جعفر باللوزة التاسعة، فقال اشعب : فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعه إذا رجعتم تلك عشره كامله، فأعطاه العاشرة.
أكلها اشعب ثم قال : إني وجدت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، فألقى إليه الحاديه عشر .. وفي النهاية قال له اشعب مبتسماً : إن لم تعطني الطبق بأكملة يا امير المؤمنين سأقول : (وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون )، فنظر اليه ابو جعفر ثم اعطاه الطبق كله.