شرح مقولة (إرضاء الناس غاية لا تدرك)
ترجع مقولة (إرضاء الناس غاية لا تُدرك) للإمام الشافعي رحمه الله
وهي من العبارات الشهيرة التي ما زلنا نستخدمها في كل الدول العربية بالرغم من اختلاف اللهجات والعادات والتقاليد
وتعني أنّك مهما فعلت ومهما حاولت فإنّك لن تنال رضا الناس، فعلى الإنسان أن يعيش ليُرضي نفسه فقط، وليس من واجباته أن يُفكر ماذا يُريد الآخرين وما الذي سيُرضيهم؟
كما أنّ أول قاعدة تُساعدك على الوصول لطريق السعادة هي أن تُحب نفسك كما أنت، وأن لا تُحاول أن تُغير نفسك من أجل رضا الآخرين وسعادتهم، فسعادتك ورضاك عن نفسك هو الأهم
وفي حال أردت أن تُغير أيّ شيء في نفسك، فافعل هذا لأجلك فقط ولأجل مصلحتك ولتُحقق الأفضل لمستقبلك، وهذه العبارة لا شك أنّها تُمثل الواقع وتُعبر عنه بشكل كبير.
قصة تشرح معنى عبارة (إرضاء الناس غاية لا تدرك)
في يوم من الأيام قرر جُحا أن يذهب لسوق المدينة لشراء بعض الحاجيات مصطحباً ابنه، فانطلق جُحا راكباً الحمار الصغير وكان ابنه يسير أمامه يمسك اللجام الذي رُبط به الحمار، وخلال مسيرهما كانا يتبادلان أطراف الحديث إلى أن مرا على جمعٍ من الناس.
سمعهم حجا يتهامسون فيما بينهم بأنّه قاسي القلب وعديم الرحمة؛ لأنّه ترك ابنه يمشي متعباً بينما هو يجلس مرتاحاً راكباً الحمار، فنزل جُحا عن ظهر الحمار وطلب من ابنه الركوب وتابعا المسير، ومن ثم مرا بجانب بئر وكان هناك مجموعة من النساء يجلسن، فبدأ النسوة يتهامسن بأنّ ابن جُحا عاق لهذا ترك أباه يمشي.
إلى أن خاطبت إحداهن جُحا قائلةً: “أيليق بهذا الشيخ الذي قوي جسمه وعرك السنين أن يدع هذا الغلام الغض يمشي وهو يركب؟ “، فاقتنع بالكلام وجلس خلف ابنه على الحمار، واقتربا أخيراً من السوق ووصلا لمشارفه، فصادفا جمعًا من الناس، فقال أحدهم:” تأملوا يا ناس هذا الرجل.. كيف يركب هو وابنه على الحمار الضعيف”، فنزل جُحا وابنه عن ظهر الحمار وسارا أمامه.
أخيراً وصلا السوق، وسمع جُحا بعض الناس يتهامسون فيما بينهم عن الحمار، فقام رجل قائلاً: “الله الله من هذين اللذين يتركان الحمار يرمح وهما يمشيان في هذا الحر؟!”، وحمل جحا الحمار وسار به، فضحك الناس عليه، فقال: “يا هؤلاء من يسلم من ألسنة الناس فلله دره”.
معنى المقولة
– إرضاء الناس: طلب الرضا بجهد من الناس.
-غاية: الهدف من شيء ما.
-لا : حرف يُفيد النفي.
– تدرك : تبلغ، تلحق.
قصيدة توضح المعنى
ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم؟
بسمت فقالوا يرائي بها عبست فقالوا بدا ما كتم
صمت فقالوا قليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلام
حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم
فأيقنت أني مهما أردت رضى الناس لا بد بأن أذم”.