أجمل قصائد أبو نواس

الشاعر أبو نواس

الحَسَن بن هانِئ بن عَبد الأَوَّل المكنى بأبي عَليَ المعروف بأبي نُوَاس ، يعد من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية و من كبار شعراء شعر الثورة التجديدية.

 وُلد في الأهواز سنة (145هـ / 762م). ونشأ في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد واتّصل بالبرامكة وآل الربيع ومدحهم، واتصل بـالرشيد والأمين. وقد توفي في بغداد سنة (199هـ / 813م).

 شعر أبي نواس صورة لنفسه، ولبيئته في ناحيتها المتحرّرة، فكان أبو نواس شاعر الثورة والتجديد، والتصوير الفنّي الرائع، وشاعر خمرة غير منازع. ثار أبو نواس على التقاليد، ورأى في الخمرة شخصًا حيّاً يُعشق، وإلاهةً تُعبد وتُكرم، فانقطع لها، وجعل حياته خمرةً وسَكْرة في موكب من الندمان والألحان، ينكر الحياة ويتنكر لكل اقتصاد في تطلّب متع الحياة

ويعتبر أبو نواس زعيم الشعر الخمري عند العرب. ولكنه تاب عما كان فيه واتجه إلى الزهد، وقد أنشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك.

أجمل قصائد أبو نواس

(1)

قصيدة: إلهنا ما أعدلك

إِلَهَنا ما أَعدَلَك  * * * * * مَليكَ كُلِّ مَن مَلَك

لَبَّيكَ قَد لَبَّيتُ لَك * * * * * لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

ما خابَ عَبدٌ سَأَلَك * * * * * أَنتَ لَهُ حَيثُ سَلَك

لَولاكَ يا رَبُّ هَلَك * * * * * لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

كُلُّ نَبِيٍّ وَمَلَك * * * * * وَكُلُّ مَن أَهَلَّ لَك

وَكُلُّ عَبدٍ سَأَلَك * * * * * سَبَّحَ أَو لَبّى فَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك  * * * * * وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

وَاللَيلَ لَمّا أَن حَلِك * * * * * وَالسابِحاتِ في الفَلَك

عَلى مَجاري المُنسَلَك * * * * * لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

اِعمَل وَبادِر أَجَلَك * * * * * وَاِختُم بِخَيرٍ عَمَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك.

(2)

قصيدة: دع عنك لومي فإن اللوم إغراء

دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ * * * * * وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ

صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها * * * * * لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ

قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ * * * * * فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألأُ

فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً * * * * * كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ

رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها * * * * * لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ

فَلَو مَزَجتَ بِها نورًا لَمازَجَها * * * * * حَتّى تَوَلَّدُ أَنوارٌ وَأَضواءُ

دارَت عَلى فِتيَةٍ دانَ الزَمانُ لَهُم * * * * * فَما يُصيبُهُمُ إِلّا بِما شاؤوا

لِتِلكَ أَبكي وَلا أَبكي لِمَنزِلَةٍ * * * * * كانَت تَحُلُّ بِها هِندٌ وَأَسماءُ

حاشا لِدُرَّةَ أَن تُبنى الخِيامُ لَها * * * * * وَأَن تَروحَ عَلَيها الإِبلُ وَالشاءُ

فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً * * * * * حَفِظتَ شَيئًا وَغابَت عَنكَ أَشياءُ

لا تَحظُرِ العَفوَ إِن كُنتَ اِمرًأ حَرِجًا * * * * * فَإِنَّ حَظرَكَهُ في الدينِ إِزراءُ.

— 

(3)

قصيدة: لقد طال في رسم الديار بكائي

لَقَد طالَ في رَسمِ الدِيارِ بُكائي * * * * * وَقَد طالَ تَردادي بِها وَعَنائي

كَأَنّي مُريغٌ في الدِيارِ طَريدَةً * * * * *أَراها أَمامي مَرَّةً وَوَرائي

فَلَمّا بَدا لي اليَأسُ عَدَّيتُ ناقَتي * * * * * عَنِ الدارِ وَاستَولى عَلَيَّ عَزائي

إِلى بَيتِ حانٍ لا تَهُرُّ كِــلابُهُ * * * * * عَلَيَّ وَلايُنكِرنَ طُولَ ثَوائي

فَإِن تَكُنِ الصَهباءُ أَودَت بِتالِدي * * * * * فَلَم توقِني أُكرومَتي وَحَيائي

فَما رِمتُهُ حَتّى أَتى دونَ ما حَوَت * * * * * يَمينِيَ حَتّى رَيطَتي وَحِذائي

وَكَأسٍ كَمِصباحِ السَماءِ شَرِبتُها * * * * * عَلى قُبلَةٍ أَو مَوعِدٍ بِلِقاءِ

أَتَت دونَها الأَيّامُ حَتّى كَأَنَّها * * * * * تَساقُطُ نورٍ مِن فُتوقِ سَماءِ

تَرى ضَوءَها مِن ظاهِرِ الكَأسِ ساطِعًا * * * * * عَلَيكَ وَإِن غَطَّيتَها بِغِطاءِ

تَبارَكَ مَن ساسَ الأُمورَ بِعِلمِهِ * * * * * وَفَضَّلَ هارونًا عَلى الخُلَفاءِ

نَعيشُ بِخَيرٍ ما انطَوَينا عَلى التُقى * * * * * وَما ساسَ دُنيانا أَبو الأُمَناءِ

إِمامٌ يَخافُ اللَهَ حَتّى كَأَنَّهُ * * * * * يُؤَمَّلُ رُؤياهُ صَباحَ مَساءِ

أَشَمُّ طُوالُ الساعِدَينِ كَأَنَّما * * * * * يُناطُ نِجادًا سَيفِهِ بِلِواءِ.

—-

(4)

قصيدة: أيا رب وجه في التراب عتيق

أَيا رُبَّ وَجهٍ في التُرابِ عَتيقِ * * * * * وَيا رُبَّ حُسنٍ في التُرابِ رَقيقِ

وَيا رُبَّ حَزمٍ في التُرابِ وَنَجدَةٍ * * * * * وَيا رُبَّ رَأيٍ في التُرابِ وَثيقِ

أَرى كُلَّ حَيٍّ هالِكًا وَابنَ هالِكٍ * * * * * وَذا نَسَبٍ في الهالِكينَ عَريقِ

فَقُل لِقَريبِ الدارِ إِنَّكَ ظاعِنٌ * * * * * إِلى مَنزِلٍ نائي المَحَلِّ سَحيقِ

إِذا امتَحَنَ الدُنيا لَبيبٌ تَكَشَّفَت * * * * * لَهُ عَن عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ.

—–

(5)

قصيدة: ومستعبد إخوانه بثرائه

وَمُستَعبِدٍ إِخوانَهُ بِثَرائِهِ * * * * * لَبِستُ لَهُ كِبرًا أَبَرَّ عَلى الكِبرِ

إِذا ضَمَّني يَومًا وَإِيّاهُ مَحفِلٌ * * * * * رَأى جانِبي وَعرًا يَزيدُ عَلى الوَعرِ

أُخالِفُهُ في شَكلِهِ وَأَجُرُّهُ * * * * * عَلى المَنطِقِ المَنزورِ وَالنَظَرِ الشَزرِ

لَقَد زادَني تيهًا عَلى الناسِ أَنَّني * * * * * أَرانِيَ أَغناهُم وَإِن كُنتُ ذا فَقرِ

فَوَاللَهِ لا يُبدي لِساني لَجاجَةً * * * * * إِلى أَحَدٍ حَتّى أُغَيَّبَ في القَبرِ

فَلا تَطمَعَن في ذاكَ مِنِّيَ سوقَةٌ * * * * * وَلا مَلِكُ الدُنيا المُحَجَّبُ في القَصرِ

فَلَو لَم أَرِث فَخرًا لَكانَت صِيانَتي * * * * * فَمي عَن سُؤالِ الناسِ حَسبي مِنَ الفَخرِ 

—-

(6)

قصيدة: إن مت منك وقلبي فيه ما فيه

إِن مِتُّ مِنكَ وَقَلبي فيهِ ما فيهِ * * * * * وَلَم أَنَل فَرَجًا مِمّا أُقاسيهِ

نادَيتُ قَلبي بِحُزنٍ ثُمَّ قُلتُ لَهُ * * * * * يا مَن يُبالي حَبيبًا لا يُباليهِ

هَذا الَّذي كُنتَ تَهواهُ وَتَمنَحَهُ * * * * * صَفوَ المَوَدَّةِ قَد غالَت دَواهيهِ

فَرَدَّ قَلبي عَلى طَرفي بِحُرقَتِهِ * * * * * هَذا البَلاءُ الَّذي دَلَّيتَني فيهِ

أَرهَقتَني في هَوى مَن لَيسَ يُنصِفُني * * * * * وَلَيسَ يَنفَكُّ مِن زَهوٍ وَمِن تيهِ.

—–

(7)

قصيدة: نال مني الهوى منالاً عجيبًا

نالَ مِنّي الهَوى مَنالًا عَجيبا * * * * * وَتَشَكَّيتُ عاذِلي وَالرَقيبا

شِبتُ طِفلًا وَلَم يَحِن لي مَشيبٌ * * * * * غَيرَ أَنَّ الهَوى رَأى أَن أَشيبا

أَسعِديني عَلى الزَمانِ عَريبٌ * * * * * إِنَّما يُسعِدُ الغَريبُ الغَريبا

وَإِذا جِئتُها سَمِعتُ غِناءً * * * * * مُرجِعًا لِلفُؤادِ مِنّي نَصيبا.

(8)

قصيدة: لا يصرفنك عن قصف وإصباء

لا يَصرِفَنَّكَ عَن قَصفٍ وَإِصباءِ * * * * * مَجموعُ رَأيِ وَلا تَشتيتُ أَهواءِ

وَاِشرَب سُلافًا كَعَينِ الديكِ صافِيَةً * * * * * مِن كَفِّ ساقِيَةٍ كَالريمِ حَوراءِ

صَفراءُ ما تُرِكَت زَرقاءُ إِن مُزِجَت * * * * * تَسمو بِحَظَّينِ مِن حُسنٍ وَلَألاءِ

تَنزو فَواقِعُها مِنها إِذا مُزِجَت * * * * * نَزوَ الجَنادِبِ مِن مَرجٍ وَأَفياءِ

لَها ذُيولٌ مِنَ العِقيانِ تَتبَعُها * * * * * في الشَرقِ وَالغَربِ في نورٍ وَظَلماءِ

لَيسَت إِلى النَخلِ وَالأَعنابِ نِسبَتُها * * * * * لَكِن إِلى العَسَلِ الماذِيِّ وَالماءِ

نِتاجُ نَحلِ خَلايا غَيرِ مُقفِرَةٍ * * * * * خُصَّت بِأَطيَبِ مُصطافٍ وَمَشتاءِ

تَرعى أَزاهيرَ غيطانٍ وَأَودِيَةٍ * * * * * وَتَشرَبُ الصَفوَ مِن غُدرٍ وَأَحساءِ

فُطسُ الأُنوفِ مَقاريفٌ مُشَمِّرَةٌ * * * * * خوصُ العُيونِ بريئات مِنَ الداءِ

مِن مُقرِبٍ عُشَراءٍ ذاتِ زَمزَمَةٍ * * * * * وَعائِذٍ مُتبَعٍ مِنها وَعَذراءُ

تَغدو وَتَرجَعُ لَيلًا عَن مَسارِبِها * * * * * إِلى مُلوكٍ ذَوي عِزٍّ وَأَحباءِ

كُلٌّ بِمَعقِلِهِ يُمضي حُكومَتَهُ * * * * * في حِزبِهِ بِجَميلِ القَولِ وَالراءِ

لَم تَرعَ بِالسَهلِ أَنواعَ الثِمارِ وَلا * * * * * ما أَينَعَ الزَهرَ مِن قَطرٍ وَأَنداءِ

زالَت وَزِلنَ بِطاعاتِ الجِماعِ فَما * * * * * يَنينَ في خُدُرٍ مِنها وَأَرجاءِ

حَتّى إِذا اِصطَكَّ مِن بُنيانِها قُرَصٌ * * * * * أَروَينَها عَسَلًا مِن بَعدِ إِصداءِ

وَآنَ مِن شُهدِها وَقتُ الشِيارِ فَلَم * * * * * تَلبَث بِأَن شُيِّرَت في يَومِ أَضواءِ

وَصَفَّقوها بِماءِ النيلِ إِذ بَرَزَت * * * * * في قِدرِ قَسٍّ كَجَوفِ الجُبِّ رَوحاءِ

حَتّى إِذا نَزَعَ الرُوّادُ رَغوَتَها * * * * * وَأَقصَتِ النارُ عَنها كُلَّ ضَرّاءِ

اِستَودَعوها رَواقيدًا مُزَفَّتَةً * * * * * مِن أَغبَرٍ قاتِمٍ مِنها وَغَبراءِ

وَكُمَّ أَفواهُها دَهرًا عَلى وَرَقٍ * * * * * مِن حُرِّ طينَةِ أَرضٍ غَيرِ مَيثاءِ

حَتّى إِذا سَكَنَت في دَنِّها وَهَدَت * * * * * مِن بَعدِ دَمدَمَةٍ مِنها وَضَوضاءِ

جاءَت كَشَمسِ ضُحىً في يَومِ أَسعُدِها * * * * * مِن بُرجِ لَهوٍ إِلى آفاقِ سَرّاءِ

كَأَنَّها وَلِسانُ الماءِ يَقرَعُها * * * * * نارٌ تَأَجَّجُ في آجامِ قَصباءِ

لَها مِنَ المَزجِ في كاساتِها حَدَقٌ * * * * * تَرنو إِلى شَربِها مِن بَعدِ إِغضاءِ

كَأَنَّ مازِجَها بِالماءِ طَوَّقَها * * * * * مَنزوعَ جِلدَةَ ثُعبانٍ وَأَفعاءِ

فَاِشرَب هُديتَ وَغَنِّ القَومَ مُبتَدِأً * * * * * عَلى مُساعَدَةَ العيدانِ وَالناءِ

لَو كانَ زُهدُكِ في الدُنيا كَزُهدِكَ في * * * * * وَصلي مَشَيتِ بِلا شَكٍّ عَلى الماءِ.

(9)

قصيدة دع عنك لومي

دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ * * * * * وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ

صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها * * * * * لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ

مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ * * * * * لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ

قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ * * * * * فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألأُ

فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً * * * * * كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ

رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها * * * * * لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ

فَلَو مَزَجتَ بِها نورًا لَمازَجَها * * * * * حَتّى تَوَلَّدُ أَنوارٌ وَأَضواءُ

دارَت عَلى فِتيَةٍ دانَ الزَمانُ لَهُم * * * * * فَما يُصيبُهُمُ إِلّا بِما شاؤوا

لِتِلكَ أَبكي وَلا أَبكي لِمَنزِلَةٍ * * * * * كانَت تَحُلُّ بِها هِندٌ وَأَسماءُ

حاشا لِدُرَّةَ أَن تُبنى الخِيامُ لَها * * * * * وَأَن تَروحَ عَلَيها الإِبلُ وَالشاءُ

فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً * * * * * حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ

لا تَحظُرِ العَفوَ إِن كُنتَ اِمرَأً حَرِجاً * * * * * فَإِنَّ حَظرَكَهُ في الدينِ إِزراءُ

—-

(10)

قصيدة ألا فاسقني خمرًا

ألا فاسقِني خمرًا، وقل لي: هيَ الخمرُ، * * * * * ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ

فما العيْشُ إلاّ سكرة بعد سكرة، * * * * * فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ

وما الغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا * * * * * وما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ

فَبُحْ باسْمِ من تهوى، ودعني من الكنى * * * * * فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر

ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانة؛ * * * * * ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ

بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه * * * * * هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ

وخمارة نَبّهْتُها بعد هجْعَة، * * * * * وقد غابت الجوزاءُ، وارتفعَ النّسرُ

فقالت: من الطُّرّاق؟ قلنا: عصابة * * * * * خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ

ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا * * * * * بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ

فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا * * * * * فديناك بالأهْلينَ عن مثل ذا صَبرُ

فجاءَتْ بهِ كالبَدْرِ ليلة تمّهِ، * * * * * تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ

فقُمنا إليه واحداً بعدَ واحِدٍ، * * * * * فكان بهِ من صَومِ غُربتنا الفِطرُ

فبِتنا يرانا الله شَرَّ عصابة، * * * * * نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ

أجمل قصائد أبو نواس

اقرأ في الموقع