التدريبات الوجدانية لتقوية الشخصية

ان الحياة الوجدانية والعاطفية شأنها شأن اي جزء من الشخصية قابلة للترويض والتهذيب فالعواطف المدفونة والتي نسيناها هي اكبر حجما وأشد عنفا من العواطف التي نحس بها وندركها بشعورنا الواعي

لذلك فكلنا بحاجة في جميع مراحل حياتنا الى تدريبات في حياتنا الوجدانية وتصفي سلوكنا العاطفي الذي يؤدي ذلك بدوره إلى تقوية شخصياتنا ، وسنستعرض أهم التدريبات الوجدانية لتقوية الشخصية

أولا : تدريبات التفريغ الانفعالي

التدريب  

كبتنا لأحزان  كثيرة في داخلنا ، لا سبيل للتخلص منها الا بالنبش عنها وجعلها تطفو على السطح ولتحقيق هذا النبش ننفذ هذا التدريب  :

 – اغلق باب الغرفة على نفسك

 – قم بتذكر احزانك الدفينة (بعض الصور الخاصة بأحبائك الذين فارقوا الحياة او سافروا بعيدا ربما تساعد على اثارة مشاعرك)

– اترك دموعك تنهمر و لا تمنع نفسك من التفجر العاطفي فالدموع الساخنة فيها شفاء وراحة لحياتك الوجدانية

– حاول اجراء هذا التدريب مرة كل شهر على الاقل وستحس بالراحة النفسية بعد ان تتفجر الشحنات المكبوتة داخلك.

ثانيا .. تدريبات الشجاعة والتخلص من المخاوف

الشجاعة والتهور

الشجاعة : هي عدم الخوف من الاشياء او الاشخاص او الكائنات أيا كانت التي يجب ألا نخاف منها.

اما التهور:  فهو عدم الخوف من الاشياء التي يجب ان نخاف منها.

ولكي تصير شجاعا تخلص أولاً من المخاوف التي اكتسبتها في طفولتك ومازالت معك  حتى الوقت الحاضر الآن

التدريب الاول

اذا كنت تشعر بالخوف من حيوان أليف مثلا فعليك بالمبادرة بشرائه صغيرا وقم برعايته وستجده يكبر بينما يصغر الخوف في قلبك .

تعامل مع كل المخاوف بهذه الطريقة وعرّض نفسك بشكل تدريجي لها – ستحس بالرعب والخوف في البداية لاشك – لكن مع تكرار تعرضك للأشياء المخيفة من وجهة نظرك ستجد انك قد تأقلمت معها وانطفأ ذلك الخوف في قلبك وستحس انك قد حققت انتصارا عظيما يعزز ثقتك بنفسك وبشخصيتك

التدريب الثاني

إذا كنت تشعر بالخوف من شخص معين مع معرفتك أنه ليس له عليك سلطان لكنه استغل خوفك منه وفرض سيطرته عليك في مثل هذه  الحالات الجأ الى استخدام اسلوب الصدمة المفاجئة لكي تحطم هذا الخوف الوهمي كما يلي:

– انتهز اول فرصة تتقابل فيها مع ذلك الشخص واختلق موقفا متوترا وقم بمهاجمته لا بالسباب او الشتائم ولكن قل له ماهو مكبوت بداخلك نحوه بأسلوب حازم وقوي ستجده قد فوجئ بهذا الاسلوب منك وستصبح سيد الموقف وسيعمل لك الف حساب بعد ذلك ولن يساورك الخوف منه

– لا تتردد في انتهاج هذا الاسلوب الخاطف لأنه الاسلوب الوحيد الذي يخلصك من مخاوفك في مثل هذه المواقف ويعيد ثقتك بنفسك

ثالثا تدريبات الاسترخاء النفسي والعصبي

يعتبر المخ هو الجهاز المسيطر على كل كيانك وكلما كان مخك في حالة جيدة كانت قدرتك في السيطرة على سلوكك أقوى

من المفروض بعد انتهاء المواقف التي تؤدي الى توتر اعصابنا ان تعود الاعصاب الى ما كانت عليه من ارتخاء لكن هذا لا يحدث بل تظل الاعصاب متوترة وكلما حدث موقف جديد يضيف توترا الى القديم وهكذا .. لذلك فنحن في حاجة الى اعادة الاعصاب الى حالتها الاولى من الارتخاء باتباع التدريبات التالية:

التدريب الاول:

خصص قبل النوم   ربع ساعة أو أكثر يوميا قبل النوم لإجراء تدريب الاسترخاء

– استلق على ظهرك

– استمع الى ما تيسر من القرآن الكريم بصوت احد المقرئين المحببين الى نفسك – او الى موسيقا حالمة محببة الى نفسك –

– ابدأ في التركيز على عضلات واجزاء وجهك .. هل حاجباك مشدودان بتوتر؟

 استرخ .. هل تجز على اسنانك؟ هل تعض شفتيك ؟ ان كان الامر كذلك فوجه الامر الى عضلات وجهك بأن تسترخي ..

 – تدرج بعد ذلك الى ذراعيك ثم فخذيك ثم ساقيك حتى مشطي رجليك

–  تأكد من ان جميع عضلاتك قد صارت في حالة استرخاء

– انتظم في هذا التدريب وستجد ان حالتك المزاجية العامة في تحسن مستمر وستصبح خاليا من التوتر العصبي الى حد بعيد

التدريب الثاني

انتهز فرصة عدم ارتباطك بأعمال هامة وابتعد عن البيئة التي انت متواجد فيها

 – من الافضل ان تبعد حتى عن اسرتك وتتوجه الى مكان بعيد غير مألوف لك.. فمثلا إذا كنت من اهل المدن توجه الى الريف والعكس صحيح

 فتغيير البيئة الطبيعية والاجتماعية معا لمدة يوم او يومين كفيل باستعادتك لاسترخائك العصبي والنفسي شرط ان تنسى همومك ومشاكلك تأخذها معك الى البيئة الجديدة التي هربت اليها.

رابعا .. تدريبات الحس الجمالي

بالرغم من كثرة الاشياء الجميلة حولنا فإن كثير من الناس يفقدون الشعور بالجمال حولهم .

قد يفكر البعض الى الألفة لكن هذا ليس صحيح لأن من يفقد الشعور بالجمال لا يحس به اذا ما شاهد مناظر جميلة لا يألفها

ففقدان الشعور بالجمال  كالصدأ الذي يغطي الآنية التي كانت تلمع ذات يوم .

ولكي تستعيد شعورك بالجمال عليك بممارسة التدريبات الآتية :

 – حاول ان ترسم فتحس بجمال الرسم

 – تدندن مع النغمات التي تسمعها فيتدعم شعورك بجمال النغمة

–  تذوق مع زوجتك واشترك معها في تذوقها للجمال في اختيار الوان ملابسها وملابسك

 – أبرز الجمال في مأكلك ومشربك وملبسك وفي اوراقك وفي كل شيء تمتد اليه يدك

–  درب نفسك بشكل مستمر على تذوق الجمال وعلى خلقه في نفس الوقت .

منقول بتصرف

تدريبات وجدانية لتقوية الشخصية

اقرأ في الموقع