أبيات فصيحة قافية الثاء (ث)
تبحّثْتُ عن أخبارِه فكأنما * * * * * * نبشتُ صداهُ بعد مرِّ ثَلاثِ
تلقَّتْنيَ الأنباءُ عَنه شبيهَةً * * * * * * نواشِرَ أرواحٍ لهن خِباثِ
–
ببيض صفاح أو بيض صحائف * * * * * * وروعات أزمات وعبث الهثاهث
وعنكم أصيحابي هل الفدح لم يحل * * * * * * رواسي أراس باذخات الدباثث
وعن ما إذا ما الفادحا تبصر فما * * * * * * أناخت تناخت عنهمو بالكوارث
فما جئث تبث عن الطمث المكصي * * * * * * أيان لنا إلا خمون لفالث
–
يسود الفتى ما كان حشوَ ثيابهِ * * * * * * حِجاً وتُقىً والحلمُ من بعدُ ثالثُ
وغيثٌ على العافينَ منهمرُ الحيا * * * * * * وليثٌ هصورٌ للعُداة مُلائِثُ
وصفحٌ وإكرامٌ وعقلٌ يَزينُهُ * * * * * * خلائق لا يَخْزَى بهن دمائثُ
وكَفَّانِ في هذي رَدَى كل ظالمٍ * * * * * * وفي هذه للمُستغيث مَغَاوثُ
–
وَما أَصابَت تَميمٌ إِذ تُفاخِرُنا * * * * * * إِلّا العَناءَ وَإِلّا الحينَ وَالعَبَثا
قَومي أَباروا تَميماً حَولَ رَبِّهِمِ * * * * * * يَومَ الكُلابِ وَقَومي أَوثَقوا شَبَثا
–
أَمتِع شَبابِكَ مِن لَهوٍ وَمِن طَرَبٍ * * * * * * وَلا تُصخ لِمَلامٍ سَمعَ مُكتَرِثِ
فَخَيرُ عَيشِ الفَتى رَيعانُ جِدَّتِهِ * * * * * * وَالعُمرُ مِن فِضَّةٍ وَالشَيبُ مِن خَبَثِ
–
دَعَتْهُ المثانِي وادَّعَتْهُ المَثَالِثُ * * * * * * فها هو للنَّدْمَانِ والكأْسِ ثالِثُ
وقارَفَ قَبْلَ الموتِ والبَعْثِ قَرْقَفاً * * * * * * يعاجلُه منها مُميتٌ وباعِثُ
وكانَ الهوى أَبْقَى عليه صُبَابَةً * * * * * * من اللُّبِّ وافاها من الكأْسِ وارثُ
فقال إِلي أُمِّ الخبائثِ إِنها * * * * * * بها أَبداً تصفو النفوسُ الخَبائثُ
وأَحيي بِرُوحِ الرّاحِ جِسْمَ زُجَاجةٍ * * * * * * على يدِهِ منها قديمٌ وحادثُ
–
لها ناظرٌ بالسحر في القلب نافثُ * * * * * * ووجهٌ على كسبِ الخطيئات باعثُ
وقدٌّ كغصن البان مُضطمِرُ الحشا * * * * * * تَنُوء به كثبانُ رمل أواعِثُ
يُجاذِبها عند النهوض وينثني * * * * * * بأعطافها فرعٌ سُخامٌ جُثاجِثُ
كأن صباحاً واضحاً في قِناعها * * * * * * أناخَ عليه جُنْحُ ليلٍ مُغالثُ
–
وما العيشُ إِلاَّ للذي هو ماكِثٌ * * * * * * على غَيِّهِ أَو للذي هُوَ ناكثُ
فيا راحِلاً بَلِّغْ أَخِلاَّيَ باللِّوَى * * * * * * وإِنْ رَجَعُوا أَنِّي على العهدِ لابثُ
هناكَ ولا نَعْمَانَ قُضْبٌ موائسٌ * * * * * * وثَمَّ ولا يَبْرِينَ كُثْبٌ عَثَاعِثُ
لِمَنْ كِلَلٌ مُدَّتْ حَوامِ حوامِلٌ * * * * * * قمادَتْ بها الدَّأْمَاءُ أَوْ فَالدَّمائِثُ
–
إِلى اللَه العليم شكوتُ بثي * * * * * * وَما يُغني لغير اللَه بثي
سهام عنىً أَصابت ترسَ حزمي * * * * * * كصاعق ناكث من غيث غوثي
فكم من مستو إذ جئت أَرجو * * * * * * طريق السهل أَهداني لوعث
رَأَيت الذئب يَأكلُ صيدَ مثلي * * * * * * وَكان يَعزُّ عن أَنياب لَيث
–
لعمرُك ما للخمر لَولاك باعثُ * * * * * * وَلَولاه لَم تَعبث بحزمي العَوابثُ
بَلى أَنتما دلَّهتُما القَلبَ وَالنُهى * * * * * * فَلَولاكما لَم تَستبحني الحَوادث
فَهات وَسلسلها فَقَد راقَ لَونُها * * * * * * وَوَجهُك فَضّاحٌ وَجفنُك نافث
–
أَقَرَّت بِتَوحيد القَديم الحَوادثُ * * * * * * فَدلّت عَلى أَن المهيمن وَارثُ
وَأَفهمنا سرَّ الوُجود وَجودُنا * * * * * * وَأَعلمنا أن الدَواعي بَواعث
توحَّدَ في الأَشياء وَالكُل واحدٌ * * * * * * وَلا ثمَّ مِن ثانٍ وَلا ثمَّ ثالث
وَأَهون شيء دَركُ مَعناه لَو هدى * * * * * * وَإِن تَك طالَت في الكَلام المَباحث
–
ألا حدثاني بالأمور الحوادث * * * * * * وعن مجريات الخطوب الأثابت
وعن ظبيات بالمروج عهدتها * * * * * * رواتع في فيح الغياض الدمائث
جآذرها ما هاجها قط هائج * * * * * * فأزعجها فدح أتى بالحراكث
فيا ليت شعري أي فدح أهاجها * * * * * * أفي ربعها من خانع أو خنابث
–
نعم هذا الذي قد طال فكري * * * * * * لما ألقى وفيهِ طال بحثي
فلم أَر غير جهل في زَمان * * * * * * بِحَق المَرء في جدّ وَعَبث
لذاك قنعتُ عن نيلٍ بيأسٍ * * * * * * وَعن حُسنِ الوَفا بقبيح نكث
وَلم تُبقِ الدُهورُ لنا غروراً * * * * * * سِوى ثَوبٍ من التعليل رثِّ
–
ثَراؤكَ فَقرٌّ والغِنَى مَدحُ مَن هَدَى * * * * * * وساد بني سام وحام ويافثِ
ثِمارُ المُنَى تُجنَى بجاهِ محمدٍ * * * * * * إذا أُعضِلَت يوماً دواهي الحوادثِ
ثَناءٌ كما هَبَّ النسيمُ غُدَيَّةً * * * * * * فَجرَّرَ ذيلاً بالرياضِ الدمائِثِ
ثَواقِبُ آياتٍ له أعجزَ الوَرَى * * * * * * بها كاحتجابٍ عَن عَدُوٍّ مباحثِ
–
فَفكّر لتبصر غير ما أَنتَ مُبصرٌ * * * * * * وَبادر لِتنجو قَد أَحاطَت كَوارث
وَعوّذ برب الناس وَالفَلق النهى * * * * * * عَسى يُمْحَى وسواسٌ وَيرتدُّ نافث
وَلا تك في كَهفٍ مِن الجَهل نائِماً * * * * * * َتفنى وَما بُلِّغتَ كَم أَنتَ لابث
–
وكم قالَ للصَّهْبَاءِ إِنِّيَ حالِفٌ * * * * * * فقالَتْ له الصهباءُ إِنَّكَ حانِثُ
رَبيعَةُ فَتْكٍ لمْ تَلِدْنِي مُكَدَّمٌ * * * * * * عُتَيْبَةُ حَرْبِ لم يَلِدْنِيَ حارِثُ
لِيَ النَّافِثاتُ السِّحْرَ في عُقَد النُّهي * * * * * * فما هِيَ إِلاَّ العاقِداتُ النَّوَافِثُ
قَوَافِيَّ إِنْ جَدَّتْ بِهِنًّ مَزَلَّةٌ * * * * * * فقد جُدِّدِتْ أَيضاً بِهِنَّ رَثَائثُ
–
جَرَى ساكِنَ الأَنفاسِ والنِّكْسُ قاعدٌ * * * * * * يَمُدُّ إِليه لَحْظَهُ وَهْوَ لاهِثُ
وكَفَّ اختيالُ الجَهْلِ والجهلُ رافِلٌ * * * * * * على لاحِبِ الإِذعان قَسْراً ورافِثُ
منَ القومِ تَنْمِيهِمْ أَصولٌ ثوابتٌ * * * * * * عليها فروعٌ باسِقاتٌ أَثائِثُ
–
ربيبة أتراب حِسان كأنها * * * * * * بناتُ أَداحٍ لم يَشْنهنَّ طامثُ
غرائرُ كالغِزلان حورٌ عيونُها * * * * * * رخيماتُ دَلٍّ ناعماتٌ خَوانثُ
يَعِدنْ فما يُنجزنَ وعداً لواعدٍ * * * * * * وهن لميثاق الخليل نواكثُ
غَنِيتُ بها فيهنَّ والشملُ جامعٌ * * * * * * وأغصانُ عيشي مورقاتٌ أَثائثُ