برودة الأطراف الأسباب والعلاج

من الطبيعيّ أن يشعر الشخص ببرودة الأطراف بين الحين والآخر ، وذلك نتيجة لتباين درجات الحرارة ، والوضع الصحيّ للجسم، ونمط الحياة

 وعند التعرّض لمناخ بارد يعمل الجسم على تركيز تدفّق الدم إلى الأعضاء الحيويّة للحفاظ على دفئها، ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفّق الدم إلى الأجزاء الطرفيّة مثل الذراعين ، والساقين ، والأذنين ، والأنف ، والشعور ببرودتها

 وتتراوح الأعراض المصاحبة لبرودة الأطراف بين الخفيفة ، والشديدة ، وفي الحقيقة يمكن تجاهل الأعراض الخفيفة قليلة الحدوث ، بينما لا يمكن تجاهل الأعراض الشديدة أو المتكرّرة فهي بحاجة لمراجعة الطبيب وعلاج المشكلة المسبّبة لها.

أسباب برودة الأطراف

1- المناخ البارد

تعتبر برودة الأطراف أحد وسائل الجسم الطبيعية للتعامل مع انخفاض درجات الحرارة الخارجية في الجوّ ؛ حيث يهدف الجسم لتقليل كميّة الحرارة المفقودة من الجسم ، وذلك من خلال انقباض الأوعية الدمويّة في الأطراف لتقليل تدفّق الدم لهذه المناطق بشكل مؤقّت ، بينما يحدث ارتخاء في الأوعية الدمويّة المسؤولة عن توصيل الدم للأعضاء الحيويّة مثل القلب ، والرئتين ، والدماغ

 وبالتالي زيادة تدفّق الدم والحرارة لهذه المناطق ، وفي الحقيقة قد ينتج عن تضيّيق الأوعية الدمويّة لمدّة طويلة ، وانخفاض كميّة الدم المتدفّق للأطراف بعض المشاكل الصحيّة ، نتيجة انخفاض كميّة الأوكسجين الواصل لهذه الأنسجة

 وقد يتغيّر لون الأصابع للون الأزرق ، وهو ما يُعرف بالزرقة ، ويعود لون الأصابع الطبيعيّ بعد عودة تدفّق الدم بشكلٍ سليم ، ولكن قد يكون مصحوباً بالانتفاخ ، والألم ، والتنميل ، وفي الحقيقة إنّ تكرار هذه المشكلة قد ينتج عنه ظهور التقرحات الجلديّة ، وموت الأنسجة.

2- متلازمة رينود

تؤثر متلازمة رينود في الشرايين المسؤولة عن نقل الدم من القلب إلى أجزاء الجسم المختلفة ، وتؤدي إلى حدوث انقباض أو تضيّق مؤقّت ومفاجئ للأوعية الدمويّة ، وتُعتبر أكثر المناطق تأثّراً بهذا الاضطراب اليدين ، وأصابع اليدين ، وأصابع القدمين ، وعادةً تبدأ نوبة رينود نتيجة التعرّض للتوتّر والإجهاد ، أو التعرّض المفاجئ لدرجات حرارة باردة

 وقد تستمرّ النوبة من دقائق معدودة إلى ساعة كاملة ، ويقلّ خلالها تدفّق الدم لليدين والقدمين ، الأمر الذي ينتج عنه الشعور بالبرودة في الأطراف ، بالإضافة إلى إمكانيّة تغيّر لون الأصابع بشكل مؤقّت.

3- اعتلال الشرايين المحيطية

تنتج برودة الأطراف أحياناً عن الإصابة بداء الشرايين المحيطيّة ، ويتمثّل هذا المرض بتضيّق أو انسداد الشرايين المحيطيّة القريبة من الأطراف ، وذلك بسبب تراكم اللويحات بشكل تدريجيّ على الجدران الداخليّة للشرايين ، الأمر الذي ينتج عنه ضعف التروية الدمويّة للأطراف وبالتالي الشعور بالبرودة

 وفي الحقيقة فإنّ هذا المرض غالباً ما يُصيب كبار السنّ ، كما يرتفع خطر الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص المدخنين ، أو المصابين بمرض السكريّ بعد بلوغ الخمسين من العُمر

 وتجدر الإشارة إلى أنّ داء الشرايين المحيطية يتصاحب مع أعراض أخرى مثل ؛ تشنّج الساق ، أو الشعور بالألم أو الثقل عند المشي ، وتساقط شعر الساقين ، وحدوث تغيّرات في الأظافر.

4- فقر الدم

تحدث الإصابة بفقر الدم (Anemia) نتيجة انخفاض نسبة خلايا الدم الحمراء السليمة في الدم ، وذلك نتيجة نقص الحديد ، أو نقص فيتامين ب12 ، أو نقص الفولات ، أو الإصابة بمرض الكلية المزمن ، وعدد من المشاكل الصحيّة الأخرى

وفي الحقيقة فإنّ الحالات المتوسطة ، والشديدة من فقر الدم قد تُؤدي إلى الشعور ببرودة الأطراف ، ولكنّ يمكن من خلال تلقّي العلاج المناسب ، وإجراء بعض التغييرات على النمط الغذائيّ ، وتناول المكمّلات الغذائية ، التخلّص من هذه المشكلة.

5- التوتر والقلق

يقوم الجسم بشكلٍ طبيعيّ بإفراز الأدرينالين في الدم عند الشعور بدرجة عاليّة من التوتر والقلق ، وذلك بهدف تضيّق الأوعية المحيطيّة في الأطراف ، وبالتالي الحفاظ على طاقة الجسم ليقوم الجسم باستخدامها للدفاع عن نفسه في حال التعرّض للخطر ، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعرّض المتكرّر للتوتّر الشديد ، وبرودة الأطراف قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحيّة ، لذلك يجب الحرص على تجنّب التوتّر وتعلّم تقنيات السيطرة عليه للوقاية من هذه المشاكل الصحيّة.

6- مشاكل الدورة الدموية

تعتبر مشاكل الدورة الدمويّة من الأسباب الشائعة لبرودة الأطراف ؛ حيث يقلّ وصول الدم الدافئ إلى اليدين والقدمين ، وهناك عدّة أسباب قد تؤدي لحدوث مشاكل في الدورة الدمويّة ، ومنها ما يلي :

  • نمط الحياة الخامل والجلوس لفترات طويلة.
  • التدخين.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول وتراكم اللويحات داخل الشرايين.
  • بعض أمراض القلب.

7- مرض السكري

يرتفع خطر الإصابة بمشاكل الدورة الدمويّة لدى الأفراد المصابين بمرض السكريّ ، كما أنّ ارتفاع مستوى السكر بشكل متكرّر ينتج عنه تضيّق الشرايين وانخفاض تدفّق الدم للأنسجة ، ممّا يؤدي إلى برودة الأطراف

 بالإضافة إلى أنّ عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم لمدّة طويلة تُعرّض المريض لحدوث تلف في الأعصاب ، ويُعرف هذا المرض اعتلال الأعصاب المحيطيّة السكريّ  

وقد تصاحب هذه المشكلة بعض الأعراض الأخرى مثل الشعور بالوخز ، والحرقة ، وبرودة القدمين الداخلية بالرغم من ملمسها الدافئ عند اللمس من الخارج ، وفي الحقيقة تزداد هذه الأعراض سوءاً خلال فترة الليل.

8- قصور الغدة الدرقية

تلعب الغدّة الدرقية دوراً مهماً في العديد من الوظائف الحيويّة في الجسم ، وفي حال كان هناك قصور في عمل الغدّة الدرقيّة ينخفض مستوى هرمونات الدرقيّة في الجسم

 الأمر الذي يؤثر سلباً في معدّل عمليّات الأيض ، والدورة الدمويّة ، وضربات القلب ، ودرجة حرارة الجسم ، وبالتالي فإنّ قلّة نشاط الغدّة الدرقيّة يمكن أن يُسبّب برودة الأطراف ، وزيادة الحساسية للبرد بشكل عام.

طرق علاج برودة الأطراف

علاج برودة اليدين

هُناك العديد من السُبل التي يُمكن اتّخاذها في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من ألم اليدين ، وشحوبهما ، وبرودتهما ، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه الطُرق :

  1. الحرص على الابتعاد عما يسبب برودة اليدين.
  2. إبقاء اليدين بجانب الجلد الدافئ ؛ كمنطقة الصدر ، أو البطن ، أو الإبط.
  3. ارتداء القفّازات في الأجواء الباردة لحماية اليدين.
  4. تحريك الذراعين بحركة دائرية لزيادة تدفق الدم إلى اليدين.
  5. تدفئة اليدين من خلال فركهما معاً أو تعرّضهما للمياه الدافئة ، إذ يلعب ذلك دوراً في تحسين تدفق الدم إلى اليدين ،  
  6. تعريض اليدين الباردتين للهواء الدافئ.

علاج برودة الأقدام

كما هو الحال في برودة اليدين ؛ فإنّ هُناك العديد من العلاجات المنزلية التي قد تُساهم في تدفئة القدمين ، والحفاظ على راحة الشخص ، نذكر منها ما يأتي :

1- الحركة :

تُساهم الحركة في تدفئة الجسم ، وتعزيز تدفق الدم من القدمين وإليهما ، وتجدر الإشارة إلى أنّ ممارسة بعض النشاطات ؛ كالركض أو القفز ، قد تكون كافية للحفاظ على دفء القدمين طوال اليوم

 ويتوجّب على الأشخاص الذين يُعانون من هذه الحالة وتتطلب طبيعة عملهم البقاء خلف المكتب لساعاتٍ طويلة ، الحرص على النّهوض والمشي حول المكتب بشكلٍ دوري.

2- ارتداء الجوارب والنّعال :

تُعتبر هذه الوسيلة فعّالة في الحفاظ على القدمين ، وتعزيز دفئهما ، إضافةً إلى الحدّ من أيّ فقدانٍ إضافيٍّ للحرارة ، إذ يُنصح بارتداء الجوارب الدافئة المعزولة بشكلٍ جيد عند الخروج من المنزل

ولا ضير إن تمّ ارتداء الجوارب في المنزل ، خاصّة إذا كانت أرضيّات المنزل غير مُغطاة بالسجّاد أو غير مُدفّأة.

3- وضع القدم في ماء دافئ :

يُعتبر وضع القدمين في حوض من الماء الدافئ أسرع وسيلة لتخفيف برودة القدمين ، وتجدر الإشارة إلى أنّ إبقاء القدمين في حوضٍ من الماء الدافئ لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة ، يُعدّ كافياً للحفاظ على تدفق الدم إلى القدمين طوال اليوم

وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ الخضوع لهذا الإجراء قبل النوم قد يكون فعّالاً في تخفيف التوتر واسترخاء عضلات الجسم

 وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب استخدام الماء الساخن لتدفئة القدمين من قِبل الأشخاص الذين يُعانون من الاعتلال العصبي السكّري ؛ نظراً لاختلال قدرتهم على الإحساس الدقيق بمدى حرارة الماء ؛ مما قد يتسبّب في إصابتهم بالحروق.

4- استخدام الضمّادات الدافئة أو زجاجات الماء الساخن :

قد يُساهم وضع الضمادات الساخنة أسفل السرير في إبقاء المنطقة المحيطة بالقدم دافئة عند النوم ؛ ويُمكن اتّباع هذه الطريقة للأشخاص الذين يُعانون من مشاكل النوم الناجمة عن برودة القدمين

 كما تجدر الإشارة إلى أنّ الضمّادات الدافئة لها فعالية في تهدئة العضلات بعد الوقوف لفترة طويلة.

برودة الأطراف الأسباب والعلاج
  • views
  • تم النشر في:

    وقاية و علاج

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=14832

اقرأ في الموقع