هو حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي ، وكان يُكنى بأبي عدي ، أو أبي سفانة وهم أبنائه ، وقد اعتمد على نفسه منذ مرحلة مبكرة من العمر عندما توفي والده ، وتولى جده مسئولية تربيته ، وقد أحسن رعايته حتى أصبح شاب ، وأولاه مسئولية رعاية الأغنام الخاصة به .
حاتم الطائي من أشهر الشعراء الذين عُرفوا بـ صفة الكرم ، حتى أصبح يضرب به المثل في الكرم لشدة كرمه ، وهو من شعراء العصر الجاهلي ، وله مجموعة من أجمل القصائد الشعرية ، وقد ظهرت ملامح كرمه الشديدة والتي تغنى بها كل من يعرفه ، كما ذاعت أشعاره على مر العصور .
تجد في هذه المقالة:
نسب حاتم الطائي
حاتم الطائي من قبيلة طيء وهي إحدى قبائل شبه الجزيرة العربية ، وبالتحديد في حائل في دولة المملكة العربية السعودية ، وهي منطقة ذات طبيعة خصبة ، لذلك كان لهذه البيئة أثر كبير على من استوطن بالمنطقة ، ومنهم حاتم الطائي ،
والأم كانت تُدعى عتبة ابنة عفيف ابن أخزم ، وكانت معروفة بالرخاء والكرم أيضاً . وقد استولى اخوتها على أموالها بدعوى الخوف عليها من التبذير ، وكشأن ووالدته اتسم حاتم الطائي بالكرم ، حتى صار يضرب به المثل في ذلك .
زوجات حاتم الطائي وأولاده
تقول الروايات أن لحاتم الطائي عدد من الزوجات ، ولكن المعروف منهن اثنتين ، وهما ماوية بنت عفرز ، وهي ملكة من الحيرة ، وتزوجت حاتم بسبب وسامته .
والثانية ، هي نوار البخترية ، وهي من أشرف النساء من بني سلامان ، وتعود أصولها لدولة اليمن ، وعاشت في الحيرة .
وقد أنجبت له النوار ثلاثة من الأبناء وهم عبد الله ، وسفانة ، وعدي ، ويعتبر عدي هو أشهر الأبناء ، فقد ولد قبيل الهجرة النبوية بنحو خمسون عاما ، وتوفي في العام 67 الهجري ، وكان عمره حين ذاك أكبر من 120 عام ، وكان يُكنى بأبي وهب .[4]
أبناء حاتم الطائي والإسلام
كان عُدي ابن حاتم الطائي قائد على القوم بعصر الجاهلية ، وعند مجيء الدعوة الإسلامية لم يدخل عدي في الإسلام ، وقام بالرحيل لبلاد الشام ، ولكنه ترك أخته سفانة في بلاد اليمن ، وعند دخول المسلمين لبلدة طيء تم أسر سفانة عندما ذهبت لحائل ، ولكنها أسلمت وعادت لأخيها عدي ، وقامت بإقناعه بالدين الإسلامي ، وبالفعل ذهب للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأعلن إسلامه.
لمحات من كرم حاتم الطائي
عندما محاولة الـ مدح في رجل كريم في شبة الجزيرة العربية قديما كانت صفة الكرم والرخاء ملتصقة باسم حاتم الطائي ، ومن القصص التي نضربها في ذلك أن حاتم وزوجته ماوية ، كانا يعانيان من القحط هما والناس بمنطقة حامل لفترة سنة كاملة، لدرجة أنهما كانا يهدهدان طفليهما حتى يدركهما النوم لكي لا يشعران بشدة الجوع.
فتقول زوجته أن أثناء نومها سمعته يتحدث مع امرأة على باب المنزل ، وكانت تطلب منه أي شيء لسد جوع أبنائها ، فقال لها (والله لأشبعن أبنائك وأبنائي) ، وذبح فرسه وأشعل النار ، وقام بشي الفرس ، وأكل الجميع حتى شبعوا ، وأيقظ باقي الحي وترك لهم باقي الفرس فأكلوا جميعاً ، ولم تركوا سوى الحافر وعظام الحصان ، ولكن حاتم لم يأكل شيء من الطعام برغم شدة جوعه.
أشعار حاتم الطائي
لقد انصبت أشعار حاتم الطائي على الفخر بالكرم ، والشجاعة ، والعفة التي ميزته طوال حياته ، ومنها بعض الأبيات التي أصر فيها على الرحيل عندما ثار عليه جده ، وتركه وحده في الدار ، حيث يقول :
وإني لعف الفقر مشترك الغني وردك شكل لا يوافقه شكل
وشكلي شكل لا يقوم لمثله من الناس إلا كل ذي نيقة مثلي
قصيدة فتيان صدق
فتيان صدق لا ضغائن بينهم أذا أرملوا لم يولعوا بالتلاوم سريت بهم
حتى تكل مطيهم وحتى تراهم فوق أعبر طاسم
في شعر الحكمة:
فنفسك أكرمها فإنك إن تهن عليك فلن تلفي لك الدهر مكرما
في شعر الهجاء:
ومنها ذمه لمن يمتلكون الأخلاق السيئة :
لحي الله صعلوكا مناه وهمه من العيش أن يلقي لبوسا ومطعما
وفاة حاتم الطائي
من المؤكد أن حاتم الطائي قد عاش حتى مولد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
لكن الآراء تباينت حول تاريخ وفاة حاتم الطائي ، فهناك من يقول أنها كانت في العام 8 من الهجرة ، ولكن يقول بعض المؤرخين أن هذا التاريخ غير صحيح ، فلم تذكر المصادر التاريخية أن حاتم كان على قيد الحياة بعد البعثة النبوية ،
ولكنه لم يعش حتى البعثة النبوية ، ويُقال أن وفاته كانت في العشرة أيام الأولى من القرن السابع من الميلاد ، وتم دفنه في وادي من أودية منطقة حائل .