معنى آية: واضربوهن

سورة النساء

واحدةٌ من السور المدنيَّة -التي نزلت في المدينة المنورة- وهي إحدى سور القرآن الطويلة أي أنَّها من السبع الطوال، وهي رابع سورة في القرآن الكريم من حيث ترتيب سور القرآن الكريم، وتقع بعد سورة آل عمران وقبل سورة المائدة، أمَّا من حيث النزول فقد نزلت بعد سورة الممتحنة، أُطلق عليها اسم سورة النساء؛ بسبب ذكر العديد والكثير من الأحكام التي تتعلق بالنساء، ومن بين الآيات التي وردت في سورة النساء قول الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ? فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}،

معنى آية: واضربوهن،

أنزل الله سورة النساء للحديث عن النساء والأحكام الخاصة بهنَّ، ومن بين الآيات التي أنزلها الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ? فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}،

 وبذلك ضبط الله تعامل الرَّجل مع امرأته في حال نشوزها عنه، واختلف أهل التفسير والتأويل في معنى النشوز أو كيفيَّته،

فقال بعض العلماء أنَّ النشوز هو ترفُّع المرأة عن زوجها وفراشه وعصيانها لطاعة زوجها في حقِّه منها بالفراش، وقيل بالنشوز هو البغض والكراهية، أو معصية المرأة لأوامر زوجها -فيما يرضي الله-

ويُقال عن المرأة ناشزٌ إذا استخفَّت بحقوق زوجها عليها، فعلى زوجها أن يبدأ بوعظها والوعظ يكون بالكلام بأن ترجع إلى رشدها وتعود عن فعلها، وبذلك يُذكرها بحقها عليه وعظمة لك الحق عند الله، ويعظها بآيات الله -تعالى- ويُنبهها إلى عظيم ما ترتكبه من الذنب بنشوزها عنه.

فإن اتقت الله ورجعت عن فعلها لا سبيل له عليها، أمَّا إن أبت قال تعالى فاهجروهنَّ في المضاجع، فقال بعض العلماء المُراد بهجر المضجع هو ترك مجامعة الرَّجل لزوجته، وقال ابن عباس الهجر في المضاجع هو أن يكون الرَّجل وامرأته على فراشٍ واحدٍ ولكنَّه يترك مجامعتها

وأمَّا السدي فقد ذهب إلى أنَّ معنى اهجروهنَّ في المضاجع هو أن ينام في نفس فراشها ولكنَّه يُعطيها ظهره في الفراش ويُجامعها ولا يتحدَّث معها وبذلك قال الضحاك

 فإن هي لم ترجع له أن يضربها والضرب في الإسلام صفته أن يكون ضربًا غير مبرح، وسُئل عبد الله بن عبَّاس عن الضرب غير المبرح فقال: أن يضربها بالسواك أو ما يُشبهه، فلا يُؤذيها بضربه ولا يكون للضرب أثرٌ عليها، وبذلك فلا يجمع الرَّجل العقوبات الثلاث على زوجته فأولًا يعظها فإن لم تقبل يهجرها فإن لم تقبل يضربها ضربًا غير مبرح،

معاني المفردات في آية: واضربوهن

•  نشوزهن: النشوز هو الارتفاع، ويُقال عن الرَّجل ناشز أو المرأة ناشزة إذا كان مسيئًا للطرف الآخر في العشرة الزوجية، والنشوز هو المعصية أو الكره أو التمرد.

•  فعظوهنَّ: الوعظ هو أن يُذكر المرء غيره وينصحه إن ارتكب فعلًا يُخالف الأخلاق الحسنة والأعمال الطيبة، وقد يأخذ الوعظ معنًى آخر وهو التأنيب أو التوبيخ.

•  واهجروهنَّ: الهجر هو الابتعاد والتَّرك والجفاء، ويُقال فلانٌ هجر ذلك الشيء أي أعرض عنه وابتعد.

ماذا نستفيد من آية: واضربوهن

•  لقد كرَّم الله المرأة في كتابه العظيم، وجعل للزوجة حقوقًا على زوجها، فلا يكون للرجل سبيلٌ على إيذائها إن هي أطاعت الله ورسوله.

•  لا بدَّ للمسلم أن يأخذ تفسير آيات الله من الأئمة المعروفين والموثوقين ولا يدع لليهود والكارهين للإسلام يدًا عليه.

•  إنَّ الضرب الذي أمر به الإسلام هو الضرب غير المبرح المراد به التقويم والإصلاح، وليس الإهانة والإيذاء كما قد يتصور البعض.

معنى آية: واضربوهن
  • views
  • تم النشر في:

    أحكام وتعاليم اسلامية

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=10815

اقرأ في الموقع