أبيات فصيحة قافية الألف (أ)
خَلِّ نفسَ اللِّقا تبلُّ صَداها * * * * * * كم لَهَا بالنوى تُقاسي ظَماها
خَلِّها بالسرور تَنْزِف دمعاً * * * * * * إنما هَيَّجَ السرورُ بُكاها
خَلِّها تسكُب الدموعَ دِقاقاً * * * * * * مِيسمُ الشوقِ باللِّقا قَدْ كَواها
–
طافت بها الأنظار فاكتشفت لها * * * * * * ما كان قد جهلته من إبهاجها
وتأملت ذاك الطواف فسرها * * * * * * بالرغم مما لاح من إزعاجها
فكأنها للحسن كانت كعبةً * * * * * * وكأنما الأحداق من حجاجها
أيعود يا حواء عصرك بيننا * * * * * * يوماً على هذي الثرى وفجاجها
–
يا رَوضة القبر حيَّى اللَه نازلةً * * * * * * فيها وجاد رضى الرحمن مغناها
عليك منا سلامُ اللَه ما طلعت * * * * * * شمسٌ وأسفر بدرٌ عن محيّاها
أمست بحيك أضيافٌ مكرمةٌ * * * * * * فاكرم منازلها وانعَمْ بلقياها
وقل لزوارها فيما تؤرخه * * * * * * نجيبةٌ فاز عندَ اللَه مثواها
–
مالَ الدَلالُ بِعِطفِها فَثَناها * * * * * * وَسَمَت إِلى عَرشِ الجَمالِ فَتاها
بَرَزَت تُمَجِّدُ من بَراها أَنَّهُ * * * * * * قَد زَيَّنَ الأَكوانَ حينَ بَراها
خَطَرَت تَحُفُّ بِها مَلائِكَةَ التُّقى * * * * * * وَيَهُزُّ عَرشَ الحُبِّ وَقعُ خُطاها
–
همُ لهمُ دعوى الهوى والهوى ليا * * * * * * وأشكو وهم يبدون فيه التشاكيا
أقلى انهمالاً عبرة العين واجمدي * * * * * * ويا نفس لا تبقي من الحب باقيا
حببتك غداراً وشيمتك الجفا * * * * * * فكيف يكون الحب ان كنت وافيا
وأعلم أن الهجر يرضيك كلما * * * * * * رأيت فؤادي بعد هجرك راضيا
–
لا تأنسُ النفسُ إلا عندَ مُؤنِسِها * * * * * * وتَنفُرُ الروحُ ممن خانَ مغزاها
ومن يُبادلْ وفاءَ القلبِ مُخلصَهُ * * * * * * نُعِدْهُ من أهلِنا، نُعلي مزاياها
فلا صداقَ لمن بالزورِ قد نطقوا * * * * * * ومن صدقنا فإنَّا قد صدقناهُ
–
إذا كنت تغضبُ من غير ذنبٍ * * * * * * وتعتبُ من غير جرمٍ عليّا
طلبتُ رضاك فإن عزّني * * * * * * عددتكَ ميتاً وإن كنتَ حيّا
قنعتُ وإن كنتُ ذا حاجةٍ * * * * * * فأصبحتُ من أكثرِ الناس شيّا
فلا تعجبنّ بما في يديك * * * * * * فأكثرُ منه الذي في يديّا
–
أحبُّها وأكرهُ حبّي لها * * * * * * وإنني أهوى المكر في عينيها
أعشقُ في عينيها تلك الخديعةَ * * * * * * وزيفَها إن زيَّفتْ وصلَها
ألمحُ الابتسامةَ في ثغرِها * * * * * * سهمًا يصيبُ القلبَ من خُلُلِها
عينٌ كعينِ القطِّ ماكرةٌ * * * * * * تطوفُ أسرارُ الهوى حولَها
–
ايامنا قد غدت بيضا لياليها * * * * * * لما جمال بدت انواره فيها
شهم غدا فيه شمل المجد مجموعا * * * * * * وبنده في سماء النصر مرفوعا
وصدره لقوافي الشعر ينبوعا * * * * * * ومن معانيه تستوحي معانيها
في وعده لن ترى الا الوفا المحضا * * * * * * وقد ابى في العهود النكث والنقضا
–
عصفت بها ريح الهوى فتدلهت * * * * * * من ذا يرد الريح عن أدراجها
وتطلعت في الأفق من أستارها * * * * * * كتطلع الأقمار من ابراجها
عذراء فاتنةٌ وكم من فتنةٍ * * * * * * كان الهوى سبباً الى إرهاجها
قد جاوزت إعصارها وتهيأت * * * * * * للقطف كالثمرات في إنضاجها
–
خَلِّها إِنْ بعينِها لن نُبَقِّي * * * * * * دمعةً تسفحُ الدِّما مُقلتاها
ذاك طبعُ المَشوقِ إِن هِيجَ شوقاً * * * * * * يَمترِي العينَ كي تَصبَّ دماها
هي نفسٌ وللنفوسِ اشتياقٌ * * * * * * وحنينٌ إِلَى بُلوغ مُناها
لا يَلُمْني العذولُ إِنْ بنفسي * * * * * * قَبساً بالفؤاد شَبَّ لَظاها
–
قالَت لِصاحِبَةٍ لَها أَفديكِ من * * * * * * هَذا الكَليمُ وَإِنَّني لَفَتاها
ما بالُها قَد أَينَعَت جَنّاتُها * * * * * * وَتَظَلُّ تَجهَلُ مَن يَرودُ حِماها
عَجَباً أَتُنكِرُني وَتَجهَلُ مَوقِفي * * * * * * وَالوَحيُ أَول ما يَجولُ نُهاها
–
ولى من عزيز المالكين عوارف * * * * * * تكثر حسادي وتردى الاعاديا
دعتني دواعي فضله فامتدحته * * * * * * وما زرته حتى امتدحت الدواعيا
فيا ابن سليل المجد والمنعم الذي * * * * * * بلغنا به شأو العلى والامانيا
وقفت على الدنيا بأخمص مالك * * * * * * وأخمصك الثاني يروم الدراريا
–
وإن جفانا جَفَوناهُ بلا ندمٍ * * * * * * ومن يُسامحْ فبالإحسانِ جازيناهُ
نحنُ الأُلى بالعطاءِ نَزيدُ كَرَمًا * * * * * * ومن بَخِلنا فإنَّ البُخلَ عَقباها
فامضِ بدربِ الوفاءِ لا تَلُـمْ أحدًا * * * * * * فالناسُ أجناسُها، والخيرُ أسماها
–
تقولُ: أهواكَ، وفي صمتِها * * * * * * تهمسُ: لا أهوى، فيا حيلَها
قد سكنَ الغدرُ بأحداقِها * * * * * * وأطفأتْ نزواتُها عقلَها
أشكُّ في صدقِي إذا أقبلتْ * * * * * * تذرفُ الدمعَ تروي بهِ فعلَها
فإنْ رققتُ القلبَ من أجلِها * * * * * * تجبرتْ، وأظهرتْ دلالَها
–
وفيض آلائه قد طبق الارضا * * * * * * وذكره عم قاصيها ودانيها
لأنت اشهر من نار على علم * * * * * * وانت افضل من يمشي على قدم
وجود كفك يغنينا عن الديم * * * * * * اذا عيون السما جفت مآقيها
–
تختال ضامرةَ الحشا لكنها * * * * * * تتثاقلُ الخطوات من رجراجها
جاءت لتعرضه على مرآتها * * * * * * من بعد ما عبث الهوى بمزاجها
وتلفتت لترى انعكاس خيالها * * * * * * في ميسها ودلالها وغناجها
وتكف ما قد سال فوق جبينها * * * * * * من شعرها لتزيد نور سراجها