معلومات عن الجلطة
القلب والشرايين
القلب هو العضو الأهم في جسم الأنسان؛ حيث إنّه المضخة التي تعمل على إيصال الدم لجميع أنحاء الجسم بمساعدة شبكة واسعة من الشرايين والأوردة الموزعة في أنحاء الجسم، ولذلك فإنّ أي مرض أو خلل يصيب القلب أو هذه الشبكة سيؤثر بشكل سلبي على أدائه لتلك الوظيفة، وبالتالي التأثير على صحة الجسم بشكل عام، وفي هذا السياق
يجدر بالذكر أن عملية التجلط بشكل عام هي عملية ذات أهمية كبيرة في جسم الإنسان لأنها تمنع الجسم من فقدان كميات كبيرة من الدم في حالة النزيف، ولكنها قد تكون ذات تأثير سلبي؛ لذلك سيتم التطرق في هذا المقال لإجابة سؤال: “ما هي الجلطة؟”، الأعراض التي تصاحبها، أنواعها وكيفية الوقاية منها.
ما هي الجلطة؟
يمكن إجابة سؤال: “ما هي الجلطة” بأنها عبارة عن تكتّل دموي يتحول فيه قوام الدم من الحالة السائلة إلى حالة شبيهة بالهلام، وعند حدوثها تؤدي إلى إغلاق الشريان أو الوريد الي حدثت به وبالتالي نقص التروية الدموية لذلك الجزء من الجسم الذي يغذيه هذا الشريان مثل القلب أو الرئتين، وتتشكل الجلطة الدموية عند حدوث تلف في بطانة الأوعية الدموية، إما في الشريان أو الوريد، فتتجمع الصفائح الدموية لتشكل ما يسمى بالسُدادة الصفيحية
وتقوم هذه الصفائح الدموية بإنتاج مواد كيميائة تعمل على بدء سلسلة عملية التخثر التي تنتهي بإنتاج بروتين يسمى الفايبرين ، وهو بروتين يتشابك مع نفسه ومع الصفائح لتكوين الجلطة الدموية النهائية، فتقوم هذه الجلطة بإغلاق مكان التلف في الوعاء الدموي وبالتالي توقف النزيف، ولذلك يتم تشكيل الجلطة كجزء من عملية إصلاح طبيعية تحدث في الجسم، ولكن في حال تشكل الجلطة عندما لا تكون هناك حاجة إليها قد تكون لها عواقب وخيمة.
أنواع الجلطات
بعد ما تمت الإجابة عن سؤال: “ما هي الجلطة؟” وعن تكوينها، سيتم الحديث عن أنواع الجلطات المختلفة التي تحدث في جسم الإنسان، وتقسم إلى عدة أنواع تبعًا لطبيعة الجلطة المتكونة و طبيعة الوعاء الدموي التي تشكلت بداخله وهي:
- الجلطة: وهذا النوع من الجلطات يبقى ثابتًا في مكانه ويؤدي إلى إغلاق الوعاء الدموي الذي تشكل فيه.
- الصمة، أو الجلطة المتحركة : وهي النوع الأخطر من أنواع الجلطات لأنها تسافر عبر الجسم ويمكن أن تؤدي إلى إغلاق أي وعاء دموي تعلَق بداخله.
- الجلطة الشريانية : وهذا النوع يحدث في الشرايين وهي الأوعية الدموية التي تحمل الدم بعيدًا عن القلب.
- الجلطة الوريدية : يحدث هذا النوع من الجلطات في الأوردة وهي الأوعية الدموية التي تحمل الدم من الجسم باتجاه القلب، تتشكل هذه الجلطات بشكل بطيء فلذلك لا تظهر الأعراض المصاحبة لها إلا عندما تبدأ بإحداث مشاكل في الجسم.
أعراض الجلطة
- إذا حدثت الجلطة في اليدين أو القدمين، سيصاحبها تورم في المكان الذي حدثت فيه الجلطة، وتغير في لون الجلد إلى الأحمر أو البنفسجي، وعند حدوث صعوبة في التنفس فهذا يعني أن الجلطة انتقلت من القدم أو اليد إلى الرئتين.
- إذا حدثت الجلطة في الشرايين التي تغذي القلب سيصاحبها ألم شديد في الصدر والذراع، تعرق وصعوبة في التنفس.
- إذا حدث الجلطة في الرئة سيصاحبها ألم في الصدر، سعال، صعوبة في التنفس، تعرق وشعور بالدوار.
- إذا حدثت الجلطة في الدماغ سيصاحبها مشاكل في الرؤية والكلام، نوبات، وشعور بضعف عام في الأطراف.
ما هي أسباب تكون الجلطة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تكون الجلطة منها خارجية وداخلية، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الجلطة ما يأتي:
- الجلوس لفرات طويلة دون الحركة مثل رحلات الطائرة أو بسبب العلاج في المستشفى أو الشفاء من الإصابة أو الشلل.
- بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات.
- السرطانات بأنواعها والعلاج الكيماوي.
- أمراض الضغط وارتفاع الكوليسترول.
- أمراض القلب كالرجفان الأذيني.
- أمراض الكلى كالفشل الكلوي.
- أمراض تصلب الشرايين.
- أمراض الدم.
- السمنة.
- الحمل.
- التدخين.
ما هو علاج الجلطة
من المهم الحديث عن كيفية علاج الجلطة، وتختلف الطرق المستخدمة لعلاج الجلطات تباعًا لمكان حدوث الجلطة وصحة المريض وبعض أشكال العلاج هي كالآتي:
- مضادات التخثر : وهي مجموعة من الأدوية التي تستخدم للتحكم بعملية تخثر الدم في الشريان أو الوريد
وتقوم أيضًا بمنع تشكل الجلطات الأُخرى، ومن الأمثلة عليها مادة الهيبارينheparin والوارفارين warfarin.
- الأدوية الحالة للخثرة : وهي الأدوية المستعملة طبياً في إذابة الجلطة الدموية والحد من الأضرار الناجمة عن انسداد الأوعية الدموية بسبب هذه الجلطة ومن الأمثلة عليها مادة الستربتوكيناز واليوروكيناز .
- إذابة الجلطة باستخدام القسطرة : وهي نوع من أنواع العلاجات غير الجراحية التي يتم استخدامها في حالات تخثر الأوردة العميقة حيث يتم استخدام أُنبوب بلاستيكي رفيع يتم إدخاله في شريان الفخذ ويعمل على توصيل المادة المذيبة للجلطة مباشرةً إلى موقعها.
- استئصال الجلطات جراحيا :حيث يقوم الجراح بعمل شق في الوعاء الدموي الذي تكونت فيه الجلطة ويزيل الجلطة جراحيًا ثم يقوم بإعادة إصلاح الوعاء الدموي.
طرق الحماية من الجلطة
يمكن ذكر بعض النصائح و الطرق المُوصى بها للحماية من الجلطات وبعض هذه الطرق تتضمن ممارسات بسيطة يمكن لأي شخص اتباعها والقيام بها لضمان سلامته وهي:
- تغيير نمط الحياة: كاتباع حمية غذائية غنية بالخضراوات والفواكه والمعادن والفيتامينات والتي بدورها تعمل على الحفاظ على وزن صحي وتقليل مستويات الكوليسترول وضغط الدم وتساعد الحفاظ على نشاط الأوعية الدموية وتحسين صحة القلب.
- ممارسة التمارين الرياضية: إن ممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن فترات عدم النشاط أو الخمول تساعد بشكل كبير على الحماية من تكون الجلطات، فأثبتت بعض الدراسات إن ممارسة التمارين الرياضة مثل الجري أو السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا تساعد على الوقاية من تكون الجلطات.
- ترك التدخين: تشير بعض الدراسات إلى أن تدخين السجائر أو استخدام السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ الأخرى يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم خاصةً عند اقترانه بعوامل خطر أخرى مثل زيادة الوزن أو أمراض الضغط و السكري.
- فيتامين E : يعتبر فيتامين E أحد مضادات التخثر الطبيعية التي تساعد في علاج أمراض القلب والسكتة الدماغية ويستخدم أيضا لعلاج أمراض الأوعية الدموية والوقاية منها، وهناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين E مثل اللوز والبندق والأفوكادو وبذور عباد الشمس والطماطم.