تجد في هذه المقالة:
الألماني يوهانس جوتنبرج مخترع الطابعة
الألماني يوهانس جوتنبرج اخترع أول مطبعة ميكانيكية في العالم، والذي اصبح هذه الاختراع علامة فاصلة في التاريخ الحديث
وساهمت المطبعة دوراً رئيسيا في حركة النهضة، والإصلاح ، وعصر التنوير،
وجعلت المطبعة الكتب والأدب والمؤلفات في متناول الجميع وبسهولة لأول مرة
وتم استخدام مطبعة يوهانس جوتنبرج لإنشاء أحد الكتب الأولى والأكثر شهرة في العالم الغربي، وهو وأول كتاب تمت طبعاته عبر مطبعة يوهانس جوتنبرج كتاب جوتنبرج للكتاب المقدس، والمعروف أيضا باسم الكتاب المقدس والذي يتكون من 42 سطرا.
الكتب والطباعة قبل يوهانس جوتنبرج:
تقول بعض الروايات أن أقدم كتاب معروف طبع في الصين عام 868 م، وكان نسخة من نص بوذي مقدس في لفيفة طولها 17 قدما مطبوعة بكتل خشبية وهو ضمن مجموعة المتحف البريطاني في لندن، وبحلول عام 932 م
كانت الطابعات الصينية تستخدم بانتظام كتل خشبية منحوتة لطباعة اللفائف، ولكن هذه الكتل الخشبية تآكلت بسرعة، وكان لابد من نحت قالب جديد لكل حرف أو كلمة أو صورة تم استخدامها، وحدثت الثورة التالية في الطباعة في عام 1041 عندما بدأت الطابعات الصينية في استخدام الحروف المتحركة، وهي أحرف فردية مصنوعة من الطين يمكن ربطها ببعضها البعض لتشكيل كلمات وجمل.
يوهانس جوتنبرج:
تذكر المصادر أن العالم الألماني يوهانس جوتنبرج ولد بين عامي 1394 و 1404 في مدينة ماينز الألمانية، وهو من عائلة كانت من أفراد الطبقات النبيلة الألمانية، فوالده كان أحد أعضاء الطبقة الأرستقراطية وعمل صائغا للأسقف في الكنيسة الكاثوليكية.
عندما كان يوهانس جوتنبرج طفلا صغيراً وبالغا عاش في منزل جوتنبرج في ماينز، وفي عام 1411، أدت انتفاضة الحرفيين ضد الأرستقراطيين في ألمانيا إلى إجبار أكثر من مائة عائلة مثل عائلة جوتنبرج على المغادرة، ويعتقد إن يوهانس جوتنبرج قد انتقل مع عائلته إلى إلت فايل أم راين بألمانيا، حيث عاشوا في قطعة أرضة ورثتها أمه من أسرتها.
يوهانس جوتنبرج والذهب
درس جوتنبرج صياغة الذهب في جامعة إرفورت، حيث تظهر السجلات في جامعة إرفورت طالب يدعى يوهانس دي ألتا فيلا في عام 1418
ومن المعروف أيضا أن الشاب يوهانس جوتنبرج عمل مع والده في دار سك العملة الكنسية، ربما كمتدرب لصائغ ذهب، وأينما تلقى تعليمه الرسمي تعلم يوهانس جوتنبرج القراءة والكتابة باللغتين الألمانية واللاتينية لغة العلماء ورجال الكنيسة.
مطبعة يوهانس جوتنبرج:
توجد التفاصيل قليلة تتحدث عن يوهانس جوتنبرج للطباعة من النوع المتحرك معروفة على وجه اليقين، وبحلول أوائل القرن 15 ميلادي أتقن صانعو المعادن الأوروبيون الطباعة والنقش على الخشب، وكان يوهانس جوتنبرج أحد هؤلاء الصانعين، حيث بدأ في تجربة الطباعة أثناء منفاه في ستراسبورغ، وفي الوقت نفسه كان صانعو المعادن في فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا يجربون أيضا المطابع.
تقول بعض المصادر أنه في عام 1439، عمل المخترع الالماني في مشروع تجاري وهو صنع مرايا معدنية مصقولة للبيع للحجاج القادمين إلى مدينة آخن الألمانية لمشاهدة مجموعتها من الآثار من الإمبراطور شارلمان، على اعتقاد أن المرايا تلتقط النور المقدس غير المرئي المنبعث من الآثار الدينية، وبسبب الفيضانات تأخر المهرجان لأكثر من عام ولم يستطع سداد الأموال التي أنفقت بالفعل لصنع المرايا.
وفي محاولة ولإرضاء المستثمرين وعد يوهانس جوتنبرج بأخبارهم بسر من شأنه أن يجعلهم أغنياء جدا، تقول المصادر أن سر يوهانس جوتنبرج كان فكرته عن المطبعة التي يفترض أنها تستند إلى معصرة باستخدام نوع معدني متحرك
وللبدء في عمله الجديد في الطباعة استلف جوتنبرج 800 جيلدر من شخص ثري للمال يدعى يوهان فوست، وكان أحد المشاريع المربحة الأولى التي قامت بها مطبعة يوهانس جوتنبرج الجديدة هو طباعة الآلاف من صكوك الغفران للكنيسة الكاثوليكية.
ليوهانس جوتنبرج و الكتاب المقدس:
في عام 1452، دخل يوهانس جوتنبرج في شراكة تجارية مع فوست لمواصلة تمويل تجاربه في الطباعة، وواصل جوتنبرج تحسين عملية الطباعة وبحلول عام 1455 طبع عدة نسخ من الكتاب المقدس، ويتكون كتاب يوهانس جوتنبرج للكتاب المقدس من ثلاثة مجلدات نصية باللاتينية، ويضم 42 سطرا فقط في كل صفحة بحجم الخط، والذي على الرغم من حجمه الكبير إلا أنه جعل النص سهل القراءة للغاية، وأثبتت سهولة القراءة هذه أنها تحظى بشعبية خاصة بين رجال الدين في الكنيسة،
وقد أوصى البابا بيوس الثاني في رسالة مكتوبة في مارس 1455، المستقبلي بكتاب يوهانس جوتنبرج قائلا : (كان النص مرتبا للغاية ومقروءا، ولم يكن من الصعب متابعته على الإطلاق وستكون قادر على قراءته دون جهد و في الواقع بدون نظارات).
لم يفرح يوهانس جوتنبرج بابتكاره لفترة طويلة، ففي عام 1456، اتهمه شريكه الداعم له يوهان بإساءة استخدام الأموال التي أقرضها له عام 1450 وطالب بالسداد، وبنسبة فائدة تبلغ 6٪،
لم يتمكن من سداد القرض جوتنبرج ، رفع فوست دعوى قضائية ضده في محكمة رئيس الأساقفة، وعندما حكمت المحكمة ضد يوهانس جوتنبرج سمح لفاست بالإستيلاء على المطبعة كضمان، وذهب الجزء الأكبر من مطبعة جوتنبرج.
كتاب يوهانس جوتنبرج المقدس
تم بيع كتاب يوهانس جوتنبرج المجلد الأول من الطبعة الأولى اللاتينية بما في ذلك كتب سفر التكوين المزامير في مزاد علني بسعر قياسي في مدينة نيويورك ، عام 1987 بمبلغ 4.9 مليون دولار.
وتقول بعض المصادر التاريخية أن جوتنبرج الذي كان مفلسا فعليا قد بدأ مطبعة أصغر في مدينة بامبرغ حوالي عام 1459،
، وأقدم مخطوطة باقية من مطبعة يوهانس جوتنبرج المبكرة هي تلك الخاصة بجزء من قصيدة نبوءة العراف، والتي تم إجراؤها باستخدام أقدم محرف لغوتنبرغ بين 1452-1453.
وفاة يوهانس جوتنبرج:
بعد دعوى يوهان فوست في عام 1456 لا يعرف سوى القليل من تفاصيل حياة الألماني يوهانس جوتنبرج ، ووفقا لبعض المؤرخين، واصل يوهانس جوتنبرج العمل مع شريكه، وبعد عام 1460 تخلى عن الطباعة تماما، ربما بسبب العمى،
وفي يناير 1465 اعترف رئيس أساقفة ماينز، بإنجازات يوهانس جوتنبرج بمنحه لقب هوفمان، ومنح هذا التكريم لجوتنبرج راتبا ماليا مستمرا وملابسا راقية، بالإضافة إلى 2180 لترا (576 جالونا) من الحبوب.
وتوفي يوهانس جوتنبرج في 3 فبراير 1468 في ماينز، وتم دفنه في مقبرة الكنيسة الفرنسيسكانية في ماينز، وعندما تم تدمير كل من الكنيسة والمقبرة في الحرب العالمية الثانية فقد قبر جوتنبرج
واليوم، يحتفل مشروع جوتنبرج باسم يوهانس جوتنبرج وإنجازاته، وهو أقدم مكتبة رقمية تحتوي على أكثر من 60 ألف كتاب إلكتروني مجاني، وفي عام 1952 أصدرت دائرة بريد الولايات المتحدة طابعا بمناسبة الذكرى السنوية الخمس مائة لإحياء ذكرى اختراع يوهانس جوتنبرج للمطبعة المنقولة.
منقول بتصرف/ universemagic
