أسباب نزول سورة الحجرات
نزلت سورة الحجرات بعد سورة المجادلة في السنة التاسعة للهجرة، وهي من السور المدنية لأنَّها نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة، وقد بدأت بأسلوب نداء مثل العديد من السور الكريمة، إذ يقول الله تعالى في بدايتها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ? وَاتَّقُوا اللَّهَ ? إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”،
كم عدد آيات سورة الحجرات
يبلغ عدد آيات سورة الحجرات 18 آية كريمة، وهي من السور المثاني، وأمَّا ترتيبها في كتاب الله تعالى فهو 49 بعد سورة الفتح وقبل سورة ق، ويبلغ عدد كلمات السورة 353، كما تقع في الجزء 26، وقد ختمت السورة بقوله تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ “.
سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم
يرجع سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم إلى ورود كلمة الحجرات في السورة وتحديدًا في الآية رقم 4 منها، حيث يقول الله تعالى في الآية الكريمة: “إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ”،
والحجرات هي بيوت وغرف نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان لكل زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم غرفة في مؤخرة المسجد النبوي في المدينة المنورة، كما سميت سورة الحجرات بسورة الأخلاق.
أسباب نزول سورة الحجرات
وردت عدة أقوال في أسباب نزول آيات سورة الحجرات، وهذا يعني أن للعديد من الآيات كان لها أسباب نزول، كما أنَّ السورة كلها أنزلها الله تعالى من أجل تعليم المسلمين وهدايتهم لما فيه خير، وفيما يأتي أسباب نزول آيات سورة الحجرات بشكل موجز:
– قيام بعض المسلمين بالذبح يوم عيد الأضحى قبل أن يذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قيل أنَّ الآية نزلت عندما تجادل عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق في إمارة القعقاع أو الأقرع أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك نزلت الآية الأولى من السورة.
– قدوم بعض الجفاة من الأعراب إلى حجرات نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونادوا عليه بصوت عال قائلين: يا محمد اخرج إلينا، ولذلك أنزل الله تعالى الآيات التي تشير إلى ذلك، وهي الآية رقم 4 من السورة.
– عودة الوليد بن عقبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن خاف من الحارث بن ضرار، وكان رسول الله قد أرسله إلى جمع الزكاة وأخذها من قوم الحارث، فعاد الوليد وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّهم ارتدوا عن الإسلام، فأراد صحابة الرسول قتالهم، فأنزل الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
– ذهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وذلك استجابة لمطالب بعض الصحابة، وكان الرسول يركب على حماره، ولكن عبد الله بن أبي استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: ابتعد عنّي لقد آذاني نتنُ حمارك، فرد عليه أحد الأنصار قائلًا: “لحمار النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- أطيب ريحاً منك”، ونشب القتال بينهما، فأنزل الله تعالى: “وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّـهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
– إسلام قبيلة بني أسد ومجيئُهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاروا يقولون له أنَّهم لم يقاتلوه كما قاتله بقية العرب، وصاروا يمنون عليه أن أسلموا.
الدروس المستفادة من سورة الحجرات
– اجتناب الظنون السيئة والتفكير غير السليم بالآخرين، لأنَّه لا يعلم الغيب إلا الله، ولا يجوز للمسلم أن يحكم على الناس من خلال الظنون التي تحدث الكثير من المشاكل وتوقع الفتنة بين المسلمين دون وجه حق.
– ضرورة الانقياد لله تعالى واتباع أوامره، ويجب على المسلم تقديم أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل رأي أو أمر.
– يجب على المسلمين تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقواله واحترامه في كل وقت وحين، ولا يجوز الاستهزاء بناء على ذلك بأقواله ولا بأفعاله صلى الله عليه وسلم.
– ضرورة التثبت من الأخبار قبل الحكم والبت في شأنها، ويجب على المسلم ألا يحكم على أحد قبل التثبت والتأكد من صحة الأخبار التي يسمعها، لأنه قد تحدث كثير من الفتن بسبب الأخبار الكاذبة بين المسلمين.
– تحريم التجسس على الآخرين من المسلمين لما فيه من مفاسد كثيرة وخطيرة، وتحريم السخرية منهم، وتجنب الغيبة وغير ذلك من الأخلاق السيئة.
نقلا عن موقع تصفح
