حكاية مثل (جحا أولى بلحم ثوره)
هذا المثل من أشهر الأمثال العربية الشعبية المشهورة، ولعل ذلك يعود لأنه يرتبط بشخصية شعبية معروفة لدى الكبير والصغير منا، كذلك معاصرة لكل المجتمعات ،ألا وهو جحا..
من هو جحا؟
هو شخص عرف بذكائه. وفطنته في قالب من الحماقة والغباء, وكما عُرف بكثرة حيَله وتفوٌقه على الناس رغم فقره الشديد, وكما عرف بأسلوب حياته الغريب الذي يمكنه من حل كل المشاكل ، لكن بأسلوب بارع متميز .
ولكن من هو جحا؟ هذه الشخصية تعود لشخص عربي معروف باسم أبو الغصن دجين الفزاري ، الذي عاش في العصر الأُموي .وكما قيل بأن شخصية جحا تعود لشخص ذو أصل تركي ،معروف باسم نصر الدين خوجه وكما يروى عنه بأنه كان شيخاً تقياً.
وأي كان أصل جحا، فلقد سمعنا الكثير من قصص جحا التي لاتمل ولاتنسى، ولكن عزيزي القارئ
ما رواية هذا المثل؟
فقد روي عن جحا أنه ذات يوم قام باستدعاء جيرانه كلهم، ليطعمهم من لحم ثوره، ،ولكن جحا كان قد اشتهر بفقره وعدم كفاية نفسه ،فكيف يدعوهم لتناول لحم ؟ ولحم ماذا ؟ ثور عظيم! ولهذا السبب استغرب جيرانه منه هذا الكرم .
ولهذا ولأجل ذلك أتوا جميعاً ،ليتحققوا من ذلك الأمر ،ولكن فرحتهم لم تكتمل بعد، إذقام جحا بصرفهم ومن دون أن يطعمهم من لحم ثوره.
ولكن لم صرف جحاجيرانه بعد أن قام بدعوتهم جميعاً؟ لقد كان يمر على ضيوفه وهم وقوف أمام بيته ،فينظر للشاب فيهم فيصرفه بحجة أنه قوي، وبالتالي لا حاجة له للحم ،ولذلكً فإن الضعيف أولى منه.
ثم كذلك الأمر نفسه يكرره مع الشيخ فيهم ، ولكن ماحجته مع الشيخ؟
لقد كان يصرفه بحجة أن هذا اللحم لايستطيع هضهمه وسيتسبب له بالأذى،وبالتالي يمرضه، وبالتأكيد أنه لاحاجة له في ذلك.
أماالغني فيتفنن جحا في صرفه بأسلوب لايخلو من النقد والسخرية.وكذلك الفقير فلم يسلم من لسان جحا ،القادر على إقناعه بالابتعاد عن لحم ثوره على الفور لأضعف الأسباب وأوهاها على الإطلاق.
ولكن الطريف في ذلك أنه صرف الجميع كلهم قائلاً : (جحا أولى بلحم ثوره ).
فذهب هذا القول بين الناس مثلا ،ولازال حتى يومنا هذا يتناقل وكما يضرب به عند الحاجة للتعبير عن أمر ما ، إلا أنه يعني صاحبه فقط بالفائدة والمصلحة ، ولكن دون الحق للأخرين فيه.