قصيدة يا نفس قد أزف الرحل أبو العتاهية
نبذة عن الشاعر ابو العتاهية
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ,العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد وعلت مكانته عندهم
وهو شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع وهو يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما.
كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم ، كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.
وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء
وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي هارون الرشيد، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه.
توفي أبو العتاهية في بغداد، اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 213هـ، 826م، وقيل غير ذلك.
قصيدة يا نفس قد أزف الرحل
يا نَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ
وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ
فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا
يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ
فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ
يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ
وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ فيـ
هِ مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ
قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما
يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ
لا تَعمُرِ الدُنيا فَلَيـ
سَ إِلى البَقاءِ بِها سَبيلُ
يا صاحِبَ الدُنيا أَبِالدُ
نيا تُدِلُّ وَتَستَطيلُ
كُلٌّ يُفارِقُ روحَهُ
وَبِصَدرِهِ مِنها غَليلُ
عَمّا قَليلٍ يا أَخا الشَهَو
اتِ أَنتَ لَها قَتيلُ
فَإِذا اِقتَضاكَ المَوتُ نَفسَك
كُنتَ مِمَّن لايُحيلُ
فَهُناكَ مالَكَ ثَمَّ إِل
لا فِعلُكَ الحَسَنُ الجَميلُ
إِنّي أُعيذُكَ أَن يَميـ
لَ بِكَ الهَوى فيمَن يَميلُ
وَالمَوتُ آخِرُ عِلَّةٍ
يَعتَلُّها البَدَنُ العَليلُ
لِدِفاعِ دائِرَةِ الرَدى
يَتَضايَقُ الرَأيُ الأَصيلُ
فَلَرُبَّما عَثَرَ الجَواد
وَرُبَّما حارَ الدَليلُ
وَلَرُبَّ جيلٍ قَد مَضى
يَتلوهُ بَعدَ الجيلِ جيلُ
وَلَرُبَّ باكِيَةٍ عَلَيَّ
غَنائُها عَنّي قَليلُ