فلفول زعيم الفيلة

فلفول زعيم الفيلة

أحب فلفول زعيم الفيلة أن يسرد قصته لأولاده الصغار فتجمع الصغار حوله وكلهم اشتياق لسماع حكايات أبيهم عندما كان صغيراً مثلهم، فينظر إليهم وإلى نظرات البراءة فى عيونهم فيبتسم لهم ابتسامة حانية ثم يبدأ فى سرد قصته:

يا أولادى، فى الماضى كنت فيلا ً صغيراً وكان أبي هو زعيم الفيلة فلفول الكبير وأمي الست فلافيلو وهى أمي الحنون وكنت أكبر أخوتى ومقرباً إليها، لأننى كنت أطيعها، لكننى لم أكن أطيعها فى أمر وحيد واعتقدت أن هذا لا يشكل شيئا فى علاقتى بأمي، ولكنى علمت بعد ذلك أنه كان يشكل خطراً كبيراً علىَ.

فيتساءل أحد الفيلة الصغار: وما هو يا أبي؟

فيجيبه الأب: كنت أحب أن أشرد عن جموع الفيلة وأسير وحدى وسط أشجار الغابة الكثيفة، فحذرتنى أمي من أن أسير وحدى لأن هذا يشكل خطراً علىَ لأننى صغير، فطأطأت رأسى فى إذعان وطاعة لأمرها ولكنى فى حقيقة الأمر لم أكن أطيعها وكذبت عليها، وعدت لأفعل ما يحلو لى عندما تنام أمي الحبيبة أو تغفل عينها عني قليلاً، ومن هنا تبدأ قصتى،

لقد سرت وحدى فى الغابة لأتمتع بالطبيعة الساحرة بعيداً عن الزحام وأخذت أجرى هنا وهناك منطلقاً فى حرية وسعادة، حتى سمعت صوتا مفزعاً فارتعشت أطرافي عندما وجدت أسداً كبيرا يزأر فى جهى ويريد أن يفترسنى

 وبالطبع سيكون أسرع وأقوى منى وسيتغلب على بسهولة خاصة أننى وحيد وصغير ولا أجد فيلاً كبيراً بجواري لحمايتي

فناديت فى فزع: أمي، أمي، ثم صرخت بأعلى صوت : يا أمي انقذينى، أرجوك، والأسد يصرخ فى وجهى: اصمت، اصمت قليلاً، حتى أستطيع أن آكلك في هدوء، فأنا لم أتناول فطوري وجوعان جداً، فأنادى أمي صارخاً: انقذينى يا أمي، الأسد يريد أن يجعلني فطوره،.

فهرولت الأم بأقصى سرعة لتنقذنى وتسألنى فى فزع : فلفول، ما بك، ما الأمر يا بنى؟

فأجيبها باكياً: انظرى يا أمي، . فنظرت باستنكار إلى الأسد وسألته : من أنت؟

فتأمّل الأسد للحظات فيلة ضخمة ويبدو أنه يعرفها: الست فلافيلو، أنا كنت أسداً وكانوا يلقبوننى بأسد الغابة ولكن، منذ تلك اللحظة، أنا أصبحت قطة، نياو نياو، إلى اللقاء،

فتناديه فى حدة: انتظر وخذ هذه، فيتساءل فرحاً: هل ستعطيننى قطعة لحم، شكرا جزيلا، أنا بالفعل لم أتناول فطورى وبطنى يتمزق من الجوع،فتجيبه مستنكرة: لا، إنّها ضربة فوق رأسك، خذ، طراخ فيتأوه الأسد : آه يا رأسي، أشعر بدوار شديد، ثم يصطدم بشجرة ويقع مغشياً عليه.

ويستكمل فلفول قصته: ووبختنى أمي كثيراً ولكنها أخبرتنى أنها أجلت العقاب حتى تتأكد من طاعتى لأوامرها، ولكنى لم أذعن لكلامها وعاودت الذهاب إلى الغابة بمفردى لألهو وألعب وأختبأ بين الأشجار كالعادة حتى سمعت صوتاً مفزعاً، لألتفت فأجده نمراً مخططاً كبير الحجم، فترتعش أطرافى وأنادى بكل ما فى َ من قوة: أمي، أمي سامحينى وانقذيني، ولن أكررها أبداً،

والنمر يصرخ فى وجهى: اصمت، اصمت قليلا، حتى أستطيع أن آكلك، فأنا لا أحب الإزعاج، ثم إننى جوعان جدا، فأصرخ : يا أمي، انقذينى النمر يريد ان يأكلنى ليشبع جوعه

فجرت أمي مسرعة ووجدتنى باكيا نادماً، ثم نظرت باستنكار إلى النمر وسألته  : من أنت يا جبان؟

فيلتفت النمر ليجد فيلة ضخمة الحجم فيقول لها وأطرافه ترتعش من الخوف: أنا يا ست فلافيلو كنت نمراً، ولكن الآن عندما رأيتك أصبحت بطة، واك، واك، إلى اللقاء

فتناديه أمي فى حدة: انتظر وخذ هذه، فيتساءل فرحاً: تقصدين وجبة شهية من أجلى، أشكرك من كل قلبى، أنت ياست فلافيلو كريمة جداً.

فتجيبه ساخرة: لا، إنها ضربة فوق رأسك، طراخ فيتأوه النمر قائلاً : يالها من ضربة قوية، آه يا رأسى التى كسرت، ثم يقع مغشيا عليه.

 ومنذ ذلك اليوم يا صغارى وأنا لم أعد أسير وحدى أبدا وأيقنت أنى وحدى أكون صغيرا ضعيفا لا أحد من يحميني، ولكن بوجودى وسط أفراد قيبلتى أصبح قوياً، حراً، مطمئناً وعندما كبرت وأصبحت زعيم الفيلة أدركت كم نكون أقوياء بهذا التلاحم وهذا الزحام الذى كنت أستنكره من قبل.

قصة فلفول زعيم الفيلة
  • views
  • تم النشر في:

    قصص و عبر

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=8962

اقرأ في الموقع