شعر الهجاء تعريفه وأنواعه
تعريف الهجاء
هِجَاءٌ : (مصدر) هِجَاءٌ – هِجَاءٌ [هـ ج و] (مصدر: هَجَا).
هِجَاءُ النَّاسِ : كَلاَمٌ فِيهِ سَبٌّ وَتَعْديدٌ لِلْمَعَايِبِ، وَيَكُونُ فِي الشِّعْرِ غَالِباً، وَهُوَ فَنٌّ مِنْ فُنُونِ الشِّعْرِ الْعَرَبِيِّ. إِيَّاكَ وَهِجَاءَ النَّاسِ و هِجَاءُ الْكَلِمَةِ : تَقْطِيعُهَا وَتَعْدِيدُ حُرُوفِهَا مَعَ حَرَكَاتِهَا.
تعريف الهجاء اصطلاحا:
ما وصف به الإنسان من الأخلاق الذّميمة شعرا. وقال بعضهم: الهجاء: نزع الصّفات الحميدة عن المهجوّ ووصمه بأضدادها مثل ضعة الأصل، وقلّة عدد القبيل، وبالجبن، والبخل
أنواع الهجاء:
١ – هجاء عفيف :
وهو ما يعتمد على التلميح دون التصريح ؛ ولا يذكر المهجو فيه مباشرة ، حيث يعتبر هذا النوع أشد ذكاء وأكثر إيلاما في نفس المهجو
ويبتعد الشاعر فيه عن فاحش اللفظ وسيئه؛ فلا تنفر الأسماع منه.
ومنه قول الشاعر أوس بن حجر:
– إِذا ناقَةٌ شُدَّت بِرَحلٍ وَنُمرُقٍ إِلى حَكَمٍ بَعدي فَضَلَّ ضَلالُها
– كَأَنَّ بِهِ إِذ جِئتَهُ خَيبَرِيَّةً يَعودُ عَلَيهِ وِردُها وَمُلالُها
– كَأَنّي حَلَوتُ الشِعرَ حينَ مَدَحتُهُ صَفا صَخرَةٍ صَمّاءَ يَبسٍ بِلالُها
– أَلا تَقبَلُ المَعروفَ مِنّا تَعاوَرَت مَنولَةُ أَسيافاً عَلَيكَ ظِلالُها
– هَمَمتَ بِخَيرٍ ثُمَّ قَصَّرتَ دونَهُ كَما ناءَتِ الرَجزاءُ شُدَّ عِقالُها
– مَنَعتَ قَليلاً نَفعُهُ وَحَرَمتَني قَليلاً فَهَبها بَيعَةً لا تُقالُها
– تَلَقَّيتَني يَومَ النُجَيرِ بِمَنطِقٍ تَرَوَّحُ أَرطى سُعدَ مِنهُ وَضالُها
٢ – الهجاء الفاحش:
وفيه يتجرد الشاعر من أخلاقه وأدبياته ويتناول المهجو مباشرة ، وقد ينتقل الهجاء لعرض المهجو ونسبه وقبيلته وغيرها من الأمور التي قد تسيء للشاعر قبل المهجو كونه قد خالف تعاليم الإسلام
وقد اشتهر بهذا الغرض الحطيئة وجرير و المتنبي وغيرهم ، ومن أمثلة هذا النوع من شعر الهجاء اللاذع الفاحش قول المتنبي:
– من أيّةِ الطُّرْقِ يأتي مثلَكَ الكَرَمُ أينَ المَحاجِمُ يا كافُورُ وَالجَلَمُ
– جازَ الأُلى مَلكَتْ كَفّاكَ قَدْرَهُمُ فعُرّفُوا بكَ أنّ الكَلْبَ فــوْقَهُمُ
– ســاداتُ كلّ أُنَاسٍ مِنْ نُفُوسِهِمِ وَسادَةُ المُسلِــمينَ الأعْبُدُ القَـزَمُ
– أغَايَةُ الــدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم يا أُمّةً ضَحـكَتْ مِن جَهلِها الأُمَـــمُ
– ألا فَتًى يُورِدُ الهِنْدِيَّ هَامَتَهُ كَيما تزولَ شكوكُ النّاسِ وَالتُّهمُ
– فإنّهُ حُجّةٌ يُؤذي القُلُوبَ بهَا مَنْ دينُهُ الدّهرُ وَالتّعطيلُ وَالــقِــدمُ
– مـا أقــدَرَ الله أنْ يُخْزِي خَليقَتَهُ وَلا يُصَـدِّقَ قَوْماً في الذي زَعَمُوا