تجد في هذه المقالة:
أبرز المعالم التاريخية الإسلامية في الهند
المسلمون في الهند
استطاع المسلمون تأسيس مملكةٍ قوية في الهند واستمر حكم الهند قرابة 8 قرون وشمل الحكم معظم أراضي شبه القارة الهندية (والتي تضم الهند وباكستان وبنغلاديش وبوتان ونيبال)
وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة انتشر الإسلام في الهند ليصبح اليوم ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد الهندوسية
ومن الطبيعي ومع انتشار المعالم الإسلامية بانتشار الإسلام ، ولا تزال تلك المعالم شاهدة إلى اليوم على عظمة العمارة الإسلامية، من أبرزها:
أبرز المعالم الإسلامية في الهند
1- تاج محل.. جوهرة الفن الإسلامي
عندما نتحدث عن المعالم التاريخية الإسلامية في الهند فلا بد لنا أن نبدأ بتاج محل الملقب بـ” جوهرة الفن الإسلامي في الهند”، والذي بناه السلطان شاه جيهان ليكون ضريحاً لزوجته الراحلة ممتاز محل.
شيد تاج محل على ضفة نهر يامونا في مدينة أغرا بالمرمر الأبيض بأسلوب معماري فريد يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي.
و استغرق بناؤه قرابة 21 عاماً؛ إذ أعطى الإمبراطور شاه جيهان الأوامر ببنائه في العام 1632 ولم تكتمل المهمة حتى عام 1653.
يرجح المؤرخون أن المهندس الفارسي “أستاذ أحمد لاهوري” هو الذي قام بتصميمه، ويقال كذلك إنه من المحتمل أن مهمة التصميم كانت مسندة إلى المهندس التركي عيسى أفندي والشيرازي محمد سيازي خان.
شارك في بناء “تاج محل” حوالي 22 ألفاً من العمال والمهندسين القادمين من مختلف بقاع الأرض، فقد تم جلب المعماريين والحرفيين من بغداد ومن القصور العثمانية في تركيا وقدم مصممو الحدائق من كشمير والخطاطون من شيراز والحجارون والنحاتون وحرفيو الجص ومصممو القباب والبناؤون من بخارى والقسطنطينية وسمرقند.
وقد بُني ضريح الإمبراطورة المغولية من الرخام الأبيض النقي الذي تم استخراجه من محجر جبل “ماكراتا” والذي يبعد 563 كم (في إقليم راجستان)، وتم استحضار الحجر الرملي الأحمر من دلهي، كما أحضرت الحجارة الكريمة بالقوافل من كل أنحاء الأرض: اليشب من البنجاب، والعقيق الأحمر من بغداد، والفيروز من التيبت، والملكيت واليشم والكريستال من تركستان، وغيرها من اللؤلؤ والماس والزمرد والصفير؛ إذ استُخدم في بناء تاج محل أكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة.
أسلوب معماري فريد
فضلاً عن الأسلوب المعماري الفريد الذي اتبع في بناء هذا الضريح، استخدم المهندسون العديد من أساليب الخداع البصري التي جعلت من تاج محل تحفة ترقى لمستوى واحدة من عجائب الدنيا السبع؛ إذ يتغير لون البناء مع اختلاف أوقات النهار بحسب موقع الشمس وانعكاس الماء على المرمر الأبيض.
وقد أعلنت اليونيسكو عام 1983 أن تاج محل موقع تراث عالمي وأن تصفه بأنه: “درة الفن الإسلامي في الهند ومن أجمل نماذج التراث العالمي”.
2 – القلعة الحمراء في دلهي
تعتبر القلعة الحمراء في دلهي من أبرز معالم العمارة الإسلامية المغولية في الهند، وعلى غرار تاج محل، فقد تم بناؤها أيضاً بأمر من السلطان شاه جهان الذي يتميز عصره بأنه العصر الذهبي للفن والعمارة المغولية.
أسوار القلعة الضخمة مبنية من الحجر الرملي الأحمر، ويبلغ ارتفاعها 75 قدماً (23 متراً)، وتضم مجمعاً من القاعات، والشرفات البارزة، والحمامات، والقنوات الداخلية، والحدائق، بالإضافة إلى مسجد مزخرف.
وقد تم بناء هذه القلعة المعروفة أيضاً باسم “لال قلعة” في منتصف القرن السابع عشر، ولا تزال إلى اليوم إحدى أهم المعالم السياحية في الهند، وقد تم تصنيفها في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 2007.
3- ضريح همايون
عندما توفي الإمبراطور المغولي نصير الدين همايون سنة عام 1556 ودفنت جثته آنذاك في قصره في دلهي.
زوجته حميدة بانو بيجوم حزنت عليه حزناً شديداً، وقررت أن تكرس حياتها لبناء نصب تذكاري له لا يوجد له مثيل في الإمبراطورية المغولية كلها،
ففي عام 1558 بدأ المهندس الفارسي ميراك ميرزا غياس وابنه سيد محمد بتصميم هذه التحفة المعمارية الفريدة، وعندما عادت الإمبراطورة المكلومة من مكة المكرمة بعد أدائها لفريضة الحج أشرفت بنفسها على عملية البناء التي لم تنته حتى عام 1572.
وقد تم بناء الضريح في موقع بالقرب من نهر يامونا في دلهي، وكانت تكلفته 1.5 مليون روبية دفعتها الإمبراطورة بالكامل.
شكًل ضريح همايون سابقة في تاريخ العمارة المغولية، ولا يزال إلى اليوم أحد أبرز المعالم التي يحرص السياح على زيارتها، وقد تم تصنيفه عام 1993 كموقع تراث عالمي لليونسكو.
4- مَعلم قطب منار
قطب منار هو معلم تاريخي يتألف من عدد من الأبنية أبرزها مسجد ونار أو مئذنة يصل ارتفاعها إلى 72.5 متر؛ مما يجعلها أطول مئذنة في العالم مبنية من الطوب، وهي المنارة الأطول من نوعها في الهند وثاني أطول المنارات في تاريخ العالم الإسلامي بعد منارة الجيرالدا في أشبيلية. ويبلغ قطر قاعدة المئذنة 14.3 متر ويتناقص ليصل إلى 2.7 متر في
تم بناء “قطب منار” تقريباً بين عامي 1199 و 1220 على يد قطب الدين أيبك، أول حكام سلطنة دلهي. ويعد قطب منار من أقدم المباني الموجودة في شبه القارة الهندية.
تحتوي مئذنة قطب منار على درج حلزوني مكون من 379 درجة، وتتميز بتأثرها بأساليب العمارة في المعابد الهندوسية، فعلى الرغم من أن المهندسين المشرفين على عمارة قطب منار كانوا مسلمين إلا أن الغوريين اعتمدوا كذلك على العمال والحرفيين الهندوس؛ لذلك كان قطب منار يختلف إلى حد ما عن الطراز والتصميم النموذجي للمساجد التي شُيّدت في الشرق الأوسط.
منقول بتصرف/ عربي بوست