من هدي الصحابة في رمضان

إنَّ شهر رمضان يعدُّ فرصةً عظيمة لتحصيل مرضاة الله -عزَّ وجلَّ- ويكون ذلك عن طريق تنافس المسلمين في الطاعات والقربات، كما أنَّه فرصة لتكفير السيئات ومحوَ الخطايا وزيادة الحسنات، وقد قال جبريل -عليه السلام- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “شَقِي عبدٌ أدرك رمضانَ فانسلخ منه ولم يُغفرْ له”،

 فلا بدَّ للمسلم أن يغتنم هذه المناسبة العظيمة التي فتح الله بها أبواب السماء وأغلق فيها أبواب الجحيم وجعلها فرصةً للفوز بالجنان، وعلى المسلم أيضًا أن يتَّخذ الصحابة في ذلك أسوةٌ حسنة، حيث أنَّهم مثلوا هذا المنهج خير تمثيل فكانوا يتنافسون فيما بينهم على أعمال البرِّ وأفعال الخير، وفيما يأتي أمورٌ تعدُّ من هدي الصحابة في رمضان:

اغتنام ليلة القدر

كان الصحابة -رضوان الله عليهم جميعًا- يغتنمون ليلة القدر فلا يُحرمون أنفسهم منها ولا يغفلون عن فضلها، وكانوا يجتهدون في إصابتها في العشر الأواخر من رمضان، ولا بأس في هذا المقام من ذكر بعض فضائل ليلة القدر، علَّ ذلك أن يكون سببًا لتشجيع المسلمين على اغتنماها، وفيما يأتي بعض فضائلها:

•  العبادة في ليلة القدر خيرٌ من عبادة ألف شهر.

•  تنزل الملائكة في هذه الليلة، يؤمّنون فيها على دعاء الناس.

•  قيامها إيمانًا واحتسابًا يعدُّ سببًا لمغفرة ما تقدَّم من الذنوب.

العناية بالقرآن الكريم

كما أنَّ من هدي الصحابة في رمضان إظهار العناية بالقرآن الكريم قراءةً وتدبرًا وعملًا، كما أنَّ تنافسهم في هذا الباب كان لا ينقطع، وظهر ذلك جليًا عند عثمان الذي كان يختم القرآن كاملًا في ليلة واحدة.

العناية بالفقراء

كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقدِّمون العناية بالفقير، فكانوا يعطونه من أموالهم ويقاسمونه طعامهم بالإضافة إلى أنَّهم كانوا يجالسونه على موائدهم

فعبدالله بن عمر -رضي الله عنه وعن أبيه- كان لا يُفطر إلا مع اليتامى والمساكين، ويُذكر أنَّه رُزِق بأربعة آلاف درهم وقطيفة، فما بات ليلته حتَّى فرَّقها وتصدَّق بالقطيفة على مسكين.

حفظ اللسان

وحفظ اللسان عن الزور والكذب والغيبة والنميمة كان أيضًا من هدي الصحابة في رمضان، حيث إنَّهم علموا وأدركوا أنَّ الصيام صيامُ الجوارح عن الإثم، وقد ذُكر ذلك عن عمر بن الخطاب حيث قال: “ليس الصيام من الطعام والشراب وحده، ولكنه من الكذب، والباطل، واللغو، والحلف”.

 الإطالة في صلاة القيام

وقد كان من هدي الصحابة في رمضان الإطالة في القيام، فكان الإمام يقوم بهم بمئات الآيات حتِّى أنَّ الصحابة كانوا يعتمدون على العصيِّ من طول القيام ورغم ذلك لم يكونوا يتذمرون من طول القيام ولم يكونوا ينصرفون قبل بزوغ الشمس، وقد ذُكر عن ابن أبي مليكة أنَّه قال: “كنت أقوم بالناس في شهر رمضان، فأقرأ في الركعة: الحمد لله فاطر ونحوَها، وما يبلغني أن أحدا يستثقل ذلك”.

نماذج من هدي الصحابة رضوان الله عليهم

محبة رسول الله

تعدُّ محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيلة لمحبة الله -عزَّ وجلَّ- كما أنَّها ركنٌ في حقيقة الإيمان؛ حيث لا يتمُّ إيمان العبد إلا بمحبته لرسول الله ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” والذي نفسي بيدِه، لا يؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه.”،  وقد ضرب الصحابة في محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة، ومن ذلك:

أنَّ أبا ذرّ قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا رسولَ اللهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ القومَ ولا يستطيعُ أنْ يعمَلَ كعملِهم ؟ قال: إنَّك يا أبا ذرٍّ مع مَن أحبَبْتَ قال: فإنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه قال: أنتَ يا أبا ذرٍّ مع مَن أحبَبْتَ”.

أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “يا رسولَ اللهِ إنَّك لأحبُّ إليَّ من نفسِي وأهلِي وولدِي وإنِّي لأكونُ في البيتِ فأذكرُكَ فما أصبرُ حتى آتيكَ فأنظُرُ إليكَ وإذا ذكرتُ موتي وموتَكَ عرفتُ أنكَ إذا دخلتَ الجنةَ رُفعتَ معَ النبيينَ فإنِّي إذا دخلتُ الجنةَ خشيتُ أن لا أراكَ”.

الجهاد في سبيل الله

إنَّ أمر الجهاد عظيمٌ وكذلك أجره عند الله عظيم كما أنَّ منزلة المجاهدين ودرجتهم عند الله من أعظم الدرجات، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- فرسان السيف، وقد ضربوا في الجهاد أروع الأمثلة،

ومن ذلك أنَّ عثمان جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار لتجهيز جيش العسرة فأخذ رسول الله يقلِّب المال ثمَّ قال: “ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مرَّتينِ”.

من هدي الصحابة في رمضان
  • views
  • تم النشر في:

    أحكام وتعاليم اسلامية

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=10817

اقرأ في الموقع